ملحمة الشهيد
15كانون22005
علي فهيم زيد الكيلاني
شعر: علي فهيم زيد الكيلاني (أبو العلاء)
ومُـمـتـهـنٌ أذلّـتـه (أيـسأل في الحوادث) ذو فداء فـهـل أعـشتْكَ حالكةُ الأماني أم اْن شـجـونـك الدنيا تدنّت أم اْنـك فـي سديم الشكّ تردى لـقـد صاغ المريبُ لك الأماني فـهـابـيـل قتيل الحق أمسى قـد انـقـلـبتْ موازين المنايا * * * أتـسـألُ عـن تـناثرها جسومٌ لِـتـقتلَ بعضَ بعضٍ من عدوٍّ أتـسـألُ عـن تـدفّـقها دماءٌ وإذ داست حمى الأقصى.. علوجٌ فـمـن لا يغتدي الأقصى جبانٌ ومـن هـانـتْ كـرامتُه عليه ومـن لا يـبـذل الأغلى بَخيلٌ أيـرخـص قـدرَه إلا لـئـيمٌ (فـمـن يـعدلْ بحب الله) حباً (ولـلـحـريـة الحمراء بابٌ) (إلا لا يـجـهـلـن أحد علينا) * * * ألا مـا يـفـعلُ المظلوم زجّت أذلـتْـه الـحـثـالةُ من يهود وأُسـقـطَ في يديه فلا بَصيص وسُـدّت دونـه سـبلُ الأماني تـجـهّـمـه الصديقُ ولاذَ عنه حـمـى الأقصى يراه مستباحاً فـيـصرخُ يستغيثُ ولا مجيبٌ وكـلُّ حـقـوقه ابتُزّت وجُزّت ودون وصـال مَـحِتِده احتشادٌ وحـيـدٌ أخـلـصتْه يد الليالي تــفــرّده عـدوٌّ ذو عُـتـوٍّ ومـا يـنـفـكّ يـعثرُ بالمنايا عـلى الباغي لسوف تدور يوماً سـتـسحقه خُطى المظلومِ سحقاً فـتـلك طلائعُ الأحرارِ تمضي وتـلـك قـوافلُ الشهداء تترى (فـمـا يبني الممالك كالضحايا * * * ومـا عرف الزمانُ ولا الوجودُ كـأمّ مـحـمـدِ الـفرحاتِ أماً هـي الـخـنساء بل أسمى فداءً وهـذي قـدّمـتْـه إلـى المنايا فـمـن بَـذَلت أمومتها ضناها وكـم مـن أمّ شـبـل مـاثلتْها * * * وحـيـا الله نـابـلساً جذوري فـكـم ذاق الـعـدى أبداً لظاها وكـلّ ربـوع غرب النهر أبلواً * * * وتـلـك جنينُ مضربُ كل مجدٍ ولو صاغت جموع الخلق شِعراً ولـو كـانتْ جنينُ يغيرِ أرضي سـمـتْ فـوقَ الفِداءِ فلا فداءٌ * * * أنـا مـن جَـندل الأعداء إسمي أنـا ابـن الأكرمين أبو المعالي أنـا ابـن جنينَ مقبرةِ الأعادي فـلـسـطين العرين نمتْ إِبائي أَروع الـحـادثـاتِ وأنتضيها أنـا مـن أوسـعَ الأعداء قتلاً سـلاحُـهُـم القويُّ قواهُ خارتْ أنـا الـمـوت الزؤام لكلِّ باغٍ (إذا الأبـطالُ فرّت خوفَ بأسي * * * ألا يـا أمـة الـشـهداء تيهي فـمن ضحى بأعظم ما يضحّي فـمـا في الكون أغلى من حياة ومـن أعـلـى سـمواً واقتداراً ومـن أوفـى بـعـهد الله منه ومـن أحـيـا حـياة من شهيد ويُـفـنـي الموتُ منا كل حيّ لـهـم فـي جـنة المأوى خلودٌ (فـمـا نـيلُ المطالبِ بالتمنّي) * * * ألا إن الـشـهـيد هو المرجّى عـلـى قـسماته شمسُ الأماني وفـي دمـه الـطـهور لنا نقاءٌ ودفـقُ دمـائـهِ الـحرّى حياةٌ لـه عـزمٌ يـفـتّـتُ كلّ قهرٍ لـه قـلـبٌ تـسـنّمه المعالي لـه نـفسٌ سمتْ فوق التسامي فـأسـمـى ما سمتْ نفسٌ إليه * * * (أقـول لـفـارس الخذلان فينا) قـصـارك اطِّـرادٌ في سرابٍ وقـفـتَ تسوّق الخِذلان نُصحاً تُـسـارع فـيـهـمُ وهناً وذلاً لِـيـسـلـمَـنا إلى حلٍ وحيدٍ خـنـوع عَـمـالةٍ أم قولُ غُرٍّ رعـاة يـجـعلون الذئب يحمي أنـضـحـك منه أم نبكي علينا إذا كـان الـطـبيب صديقَ داء فـيـحـقننا ضَرىً ضد الأماني فـكـم أَسِـنـتْ نفوسٌ لوثتْها * * * فـربَّ نـصـيحةٍ تؤتيكَ مجداً نـصـيـحتُك المهينةُ يزدريها ويُـطـلـقه على الأعداءِ طفلٌ أرى خـلـل السجوفِ نَجيَّ كيدٍ (جـزى الله الـشدائد كلَّ خير) يـكـيـدِ لأمـةِ الإسـلامِ كيداً فـيـذهـب ريحُها نسماً وروحاً فها هي ذي عِراقُ المجدِ أمستْ ولـو كان الرعاةُ رعاَة (كوريا) * * * تَـروعُكَ سطوةُ القطبِ الأُحادي وسُـدَّتْ دونَـكَ الأسـبـابُ إلا فـشِـرعتُنا الجهادُ به انتصرنا (فـلـم أرَ غيرَ حكمِ الله حكماً) (ولـم أرَ غـيـرَ بابِ الله باباً) (فـكل بِساطِ مجدٍ سوفُ يُطوى) | وعودُيـسـائـل بـازدراءٍ ما وقـد ضـحّـى لـتحيا يا بليدُ وأغـشـيـةٌ مـن الأهواء سودُ إلـى دَرْكِ الـخَـواءِ فـلا تُفيد فـلا مُـثُـلٌ لـديكَ ولا عهود تـقـول بـمـا يقول وقد تَزيدُ هـو الـجـاني –وقابيلُ الشهيدُ وعـنـد دلـيـلةَ الخبرُ الأكيد * * * إذا انـفجرتْ كما انفجر البرُودُ يـدكّ وجـودَنـا أبـداً يُـبـيد لـتـغـسـل مـا تدنّسه يهود تـداعـت لانـتـفاضتها أُسود ومـا يُـبـدي الجبانُ وما يُعيد فـمُـحـتـقـرٌ ومُـمتهنْ بليد وهـل مـن بعد بذل النفس جودُ ويـنـكـر فـضـلَه إلا جَحود فـهـل يهب الحياةَ وهل يجود مـغـلَّـقـةٌ ويـفـتحُها الشهيد فـنـجهلَ فوق ما جَهِلَ الحَقود * * * بـه فـي قـعـر مُظِلمةٍ جنود وويـلُ الـحِـر إن حكمَ العبيد ولا أمـل يـلـوحُ لـه جـديد فـلا رحـم يُـعـينُ ولا نجيد وأسـلَـمَـه أخـوه فـمن يَذود يُـدنـس حُرمةَ المسرى اليهودُ فـأيـن الـمـسلمون أَهُمْ رُقود ويُـغـضي مجلسُ الأمن العتيدُ وإرصـاد ومـوجـدة تـكـيد وإنَّ شـمـوخَـه الـنمطُ الفريد لـئـيـم مـجـرمٌ نـذلٌ حقود كـأن طـريـقـه الحُفر اللحود ومـا الآتـي لـنـاظـره بعيد ويـومُ الـظـالـم الباغي أكيد عـلـى دربِ الـشهادة لا تَحيد إلـى جـنّـاتـهـا أبداً صُعود ولا يُـدنـي الـحقوق) ولا يُعيد * * * ولا شـهـدَ الـفداءُ ولا الشهودُ فـمـا جـادتْ بما جادتْ وَلودُ فـمـن خاضَ المعامعَ قد يَعود يـفـجّـر نـفـسَـه فبه تجود فـهـل فـي الـعالمين لها نَديد (هـي الـمثلُ المُتاحُ) وقد تَزيد * * * جـبـالُ الـنـار من قِدَمٍ تذود وزقـومـاً وعـسـلـينا يهود كـمـا لم تُبْلِ في الرّوعِ الحُشود * * * ومـعـجـزة الـفداء لها الخلود لـمـا وفّـى القصيدُ ولا النشيد لـطـارَ بِـصيتِها الذِكر الشَرود كـمـا ضـحّتْ طريفٌ أو تليد * * * (أبـو جـنـدلْ) وكنيتي الشهيد وفـي حُـمـم اللقاء أنا الصَّمود إذا ذُكِـرتْ تـمـلّـكـهم جُمود وديـن الله والـعـربُ الـجدود أَخـوض مـعـامعَ الهيجا أُبيد وبـدّدهـم وإخـوانـي الأُسود وحـاق بـهـم عـتادَهمُ العتيد وإسـمـي قبل إن أقضي الشهيد تـرى الأقـطارَ باعاً) وهي بيد * * * عـلـى الدنيا بما ضحّى الشهيدُ وهـل جـادَ الـزمانُ بما يَجود يـجـود بهل على الأوطان جود فــداءٌ لا تـحـدّده الـحـدود وفـاءٌ لـيـس تـعـهده العهود هـنـا مجد وفي الأخرى خلود ومـا يَـفـنـى الشهيدُ وما يَبيد وصـحـبـةُ سيد الخلق الخلود ولـكـن يـقطفُ الشهدَ الشهيد * * * لـيـومِ كـريـهـةٍ فهو النّجيد ومـن أشـلائـه نـمتْ الورود فـإنَّ دمـاءَنـا فـيـها صَديد ألـيـسَ لـمـجـدِ أمتهِ الوَريد ومـن هـبـواتـهِ فُـلَّ الحديد كـمـا تـتـسـنمُ العلياء صيد فـمـا مـن بـعـدِ غايتهِ بَعيد فِـداءٌ والـفِـداء هـو الـخلود * * * أيـا مـنـبـتُّ أعياكَ الشرود ومـن خلفِ السرابِ رؤى وبِيدُ قـد انـطـقك المريبُ بما يريد أعـرتَـهُـمُ لِـسانَكَ يا وَصيد أعـنـد عـدونا الحلُّ الوحيدُ؟ كـلا الأمـرين هم حمقى عبيد لـهـم أغـنـامَـهم وهم رُقود فـإن بـكـاءَنـا الضحكُ العنيد أيـبـرئ داءَه أم يَـسـتـزيد نُـطَـعَّـمْ بـالـخواء فلا نُفيد حـضـاراتٌ وإفـسدَها رَصيد * * * وأخـرى فـي عـواقبها الهُمود قـم الـحـجر الأصم هو المديد كـقـنـبـلـةِ مقاتلُها الصمود وأحـسـب أن يـكون لها وَعيد قـد انـكشف المُريب وما يَكيد مُـريـعـاً دونـه الـقتلُ المُبيد يـذرّيـهـا كـما يهفو الحَصيد يـدكّ كـيـانَـها العِلجُ المَريد لـمـا بـالتْ على الأسد القرود * * * فـأيـن الـواحـدُ المَلكُ الوَحيد سـبـيـلٌ واحـدٌ أفـلا تَـعود ولـيـس سـواه من حلٍّ يَسود يُـحـقّ الـحـقَ تُلتزُم الحدود إلـيـه نـلـتـجـي وبه نَذود لأمـريـكـا ويُـجـتثُّ اليَهود | الشهيدُ