البطل الزائف
28آذار2009
أ.د/ جابر قميحة
أ.د/
جابر قميحةكان " دون كيشوت " حريصا على أن يوهم نفسه بأنه بطل يهزم كل من يقف في طريقه ، ولكنه كان أعجز من ذلك ، فتحول بسيفه إلى قتال " طواحين الهواء " ، ولم يجد منها من يتحداه ، ويقابل قتاله بقتال ، فتوهم أنه بطل ، وتحول وهمه إلى عقيدة مركوزة في أعماقه ، ولم يدر أنه " بطل زائف " .
تذكرت دون كيشوت ، " وبطولته الزائفة " . وقلت في نفسي ما أكثر "الأبطال الزائفين " من الرؤساء والقادة الذين يعيشون في وهم البطولة الزائفة . والأبيات التالية تخاطب واحدا من هؤلاء :
لاتـصـدقـهم فانت وسـتـبـقـى للبرايا مثلا أوَ لـمْ نَـشْهدك حققتَ الذي دوخـتْ ألـغازُك الدنيا فما دائـمـا تـدعو لسلم عادل فـهزمتُ الشمسَ فى مشرقها وجرحتَ الحقَّ جرحا غائرا * * * وبـحورُ الشعرأيضا رُزئتْ وأنـا الـشـاعر فيها غارق أيـن مِـنِّـي وافرٌ أو رجزٌ فسعى نحوي جريحا صارخا كل شيء صار مختل الرُّؤَى * * * قـومُنا يا نذلُ في محنتهمْ فـرَّقـتـهـم نـكـبة قاتلة وثـكـالَـى وصغار يُتِّمتْ بـيـن شـوكٍ وسعيرٍ قاهرٍ ومـن الـجوع هوى راحلهم مـن دمـار وخراب ساعر لا أرى إلا حـطـاما دارسا وفـلـسطين غدت مُنتجَعا * * * لاتـصـدقـهم فانت البطل فـإذا ما كنت أمسا ليثها!!!! ولأنت اليومَ " شيءٌ مخجل " فـالـذكيُّ الفذ من يبدو لهم لاتـصـدقـهم فأنت البطل | البطلُفـارسٌ لا يـعـتريه مُذهلا دوْما و" نعم" المثل!!! عَجَزَتْ عن أن تليه الأوَل؟ فـهـمَـتْ ماذا تريدُ الدول بـينما سِلمُكَ ضعفٌ مُخجل وعـلـى كفيك ضاع الأمل هـل نـراه في غدٍ يندمل؟ * * * وابـتـلاهـا بالكساح الشَّلل غابَ من أفْقي الهدى المؤتَمَل يا خفيفَ الظل أين الرَّمل ؟ بـعد أن ضاقت عليه السبل: بـين من تاهوا ومن قد قُتِلوا * * * أرضـهم ما عاد فيها منزل كـلـهـم فيها شريد مُذهَل وعـذارى وشـيـوخٌ عُزَّل تـركوا مهدَ الصبا وارتحلوا مـا حـماهم شاطئ أو جبل أنـت يـا وغد ُ سعيدٌ ثمِل فـيـه للبوم الصوادي طلل لكلاب الأرض .فهْيَ المنزل * * * عـجـزت عما أتيت الأول فـلأنـت اليوم بئس الحَمَل لـلأعـادي تـابـعٌ ممْتثل فـي لبوس يقتضيه "العمل " فـارس لا يـعـتريه الفشل | الفشلُ

