أفعى السنين
ابن الفرات العراقي
[email protected]
أفـعـى سـنين الردى تحتاش في قللي
أفـعـى ونـهـر دمـي تـغتال شاطئه
ونـام جـفـنـي بـملء الحزن محتقنا
رحـلـي يـغوص بصحراء الاسى قلقا
فـي زحـمـة الـيـأس نالتني مسالكه
ألـوتْ سـنـيـنـي وطيفي شال جثته
مـيـت ٌربـيـعُ الـكرى ما زار مقلته
والارض حـبـلـى بحناء الدما عطشا
ويـتـرعُ الـقـحـطَ غيث ٌسحّ وابله ُ
هـذا زمـانـي دجـى .سـاحاته خرب
خـلا مـن الـحـب واغـبرّت موارده
هـذا زمـان غـريـب شاخ في زمني
حتى النساء اختصرْنَ العمر في غصَص ٍ
ولـلـشـبـاب دم يـسـعـى به كفن
وَحـلـقُ مـوتـي بـه الأشداق جائعة
والـعـمـر خيط سراب فيه ما برحت
صـمـتـي قفار الصدى .والقبر تسكنه
قـفـري تـكـسـرت الرايات في دمه
تـجـمّـدَ الـقـهر رغم القهر في فمنا
أنـا الـى الـحـزن نـاعـور وساقية
أسـتـمطر الغيم . جدبي صار مزرعة
فـي كـل رابـيـة قـاتلت يا عطشي
أنـا الـشـهـيـد تـنام النار في رئتي
توقف َالسيف، نصف السيف في جسدي
ومـا جـفـلـت وأدهـى ما راى بدني
بـيـتي دم الحزن .أدمى الحزن غربته
تـنـاسـلـت فـيـه نار النار تفجؤنا
* * *
يـا وجـه أمـي .عـلـى عينيَّ أرسمه
وجـه ٌنـمـانـي الـى الميدان يا بلدي
وتـهـت رغـمـي بغابات الاسى تعبا
وشـردتـنـي عـن الاوطـان مغتربا
فـأنـطـوي كـتـلا .روحـي مهشمة
مـا هـمَّ قـلبي وهذا العمر يزحف بي
تـسـع وسـتـون ، كان العمر مبخرة
مـضـت دقـائـقـهـا عجلى مودعة
مـضـيـت مـن تعبي أمشي الى تعبي
ضـريـبـة الـدم لـم نبخل .وجبهتنا
ونـعـصر الصخر كي تخضر ّنرجسة ٌ
أطـفـال بـغـداد مـاتـوا يا فجائعنا
مـا زلـت أنـطـرهـم فالقادمون همُ
جـاءوا مـع البرق فرسانا وما انطفاوا
مـا زالت الشمس في الصحراء تعرفهم
لـن يـركـع الـدم يـا وعـدا يخبؤنا
دارت وجـارت بـنا الدنيا وما انتهكت
دوري وشـدّي .عـلـيـنا احكمي فِتنا
غـدا سـيـخـضرّ ضلعي في مفاوزها
وأنّ قـبـر صـلاح الـدين سوف يرى
وأنّ يـومـا قريبا أرى كالصبح غُرتّثه
شُـدّي لـعلّي ارى في الآرض لي جدثاوعـصفُ ريح الشجا حامت على طللي
أنـيـابُ حـقـد ٍ.يـقاضي صمته مللي
بـالـسـهـد تـطحن خيل الريح للمقلِ
ويـعـثـر الـهـم فـي دربي بلا زللِ
وطـاردتـنـي . نصالُ الموت بالوجلِ
غـفـى عـلـى الوجع الممهور بالاملِ
حـلـم الـمـاسي ارتمى واربدّ بالجدلِ
لـيـنـجـب الـقـبر أرواحا بلا أجلِ
لـيـثـمـرَ الـموتُ غابات ٍمن الأسُلِ
مـسـتـوحـش الأفق صلّى عنده جبلي
وغـاض ورد الـربى .فاعتاض بالوشلِ
كل الرجال احتمت في الزحف في رجلِ
ومـهـر مـشـنـقتي حرف من الغزلِ
والـسـيـف يركع عند النحر يا جملي
تـدمـى وتـهـوي الى زيف من البللِ
تـصـارع الـدهـر سـكيني ولم تزلِ
خـنـاجـر الـوجـع المزروع للبطلِ
والـنـار تـسـكـر بالاصرار والمثُلِ
وقـد تـيـبـس ضـرع الجوع بالشللِ
ونـهـر قـهـر بجدب الارض متصلِ
مـن الـجـراح ..عن الاوجاع لا تسَلِ
لـم اسـتـرح وانـا المجروح بالنصل
يـقـتـات فـيها ومنها صرخة الشُعلِ
وصـخـرة الـصبر أوهت قرنه وَعَلي
سـهـام قـربـاي غاصت حدَّ مشْتعلي
وأوقـد الـثـلـج بـرد الـنار بالمقلِ
بـكـل نـاب بـطـبـع الغدر مشتعلِ
* * *
شـكـلا يـدَفـانـي فـي جمرة الخجلِ
وخـطـوتـي لـم تـحدْ يوما ولم تحِلِ
وضـيـعـتـني سنون التيه في السبلِ
صـروف دهـري وكمتْ صيحةَ الرجلِ
شـاخـت عـلى جسدي الاوجاع للدول
نـحـو الـمـجـرات الا رقصة النذلِ
لـلـمـتـعـبـيـن تـلالي دونما كللِ
تـجـري .ونـحـن على راحاته أجلي
وكـل عـمـري احـتراق النار بالدغل
حـدَّ الـسـمـاء بـها تسعى الى الازل
ولـيـس نـرضى بغير النصر من بدل
أدري ونـصـري بهم يا أرضنا اشتعلي
عـلـى جـنـاحين من جدّ ٍ ومن هزلِ
أيـد مـضـرجـة .مـن خـمرة القبلِ
وجـبـهـة الـنسر لم تركع الى الدجلِ
لـلـوعـد مـوتا ..على رشاشنا الثملِ
بـيـتـي الـسـنين وذاك العزم لم يكِلِ
فـلـن تـطـالَ جبال الضيم من حيلي
فـلـلـعـروبـة بـعـدُ القول لم يقلِ
فـي الـرافـدين ، يعري زمرة الخوَلِ
يـلـوح في الأفق . رغم الغيم لم يطَل ٍِ
أبـكـي عـلـيه دمي في ساحة الطلل