بنا القدس ُ الجريحة ُ تستجير ُ = و من منا يُعذّبه ُ الضمير ُ ؟
و يبكي المسجد ُ الأقصى حنيناً= لمن أسرى إليه ِ به ِ القدير ُ
و يحسب ُ أن للفاروق ِ عوداً= يعود ُ به ِ إلى الروض العبير ُ
إذا ما دنّسته ُ خُطى عدو ٍّ= تُكلِّلُه ُ الحقارة ُ و الغرور ُ
و قد مد َّ الزمان ُ يداً إليه ِ= و للأخرى انتهى حجَر ٌ صغير ُ
ليمنعَه ُ و يمنعَه ُ , أخيراً= تهاوى الحق ُّ , فالدنيا تمور ُ
نُدافع ُ أو ندافع ُ , كل ُّ صبر ٍ= يرِف ُّ إلى الفضاء ِ فلا يطير ُ
فكيف يمد ُّ من يده ِ التِفاتاً= لكون ٍ حُكْمُه ُ في الحق ِّ جور ُ ؟
نصِيح ُ به ِ , و يسمع ُ من عدو ٍّ= أمات َ لسانه ُ الفعل ُ الحقير ُ
فما سيقول ُ – في الأطفال ِ ذبحاً =و هدْماً في المنازل ِ – أو يُشير ُ ؟
و من قبل ُ انتهى أبداً إليه ِ= طُغاة ٌ في الظلام ِ لهم حُضور ُ
أبادوا أهلَنا بالقدس ِ غدْراً=فلو لم ننتفض ْ فلمن نسير ُ ؟
صلاح ُ الدين سار لهم و قُطز ٌ= و نحن ُوراء َ من في الليل ِ نور ُ
طُغاة ٌ جُمِّعوا من كل ِّ أرض ٍ= كما امتلأت ْ من الجُثث ِ القبور ُ
بغفوة ِ حالِم ٍ , و النصر ُ عِلم ٌ= له ُ في الأرض ِميراث ٌ كبير ُ
تدرَّجت ِ الحياة ُ به ِ إلينا= فلا يثنيه ِ مُختلف ٌ أخير ُ
و لكن ّ السدود َ بكل ِّ ليل ٍ= لها في كل ِّ مُنبسَط ٍ جُحور ُ
و نحن ُ و قد رضينا أي َّ شيء ٍ= تركنا الحمل َ يحمله ُ الصغير ُ
ففي وجه ِ المَدافع ِ قام َ حصو ٌ= و في وجه ِ الحقيقة ِ قام َ زُور ُ
و قد عظُمَت ْ شهادتُنا عساها= على الظُلم ِ المُحيط ِ بنا تثور ُ