يا بلادَ الخوْفِ إنا راحلونْ =ضاقَ بالأحرار ِ قومٌ مجرمونْ
قد كفانا من ليال ٍ داجياتْ = غارقاتٍ في متاهاتِ الظنونْ
يا بلادَ الخوفِ تيهي بالضياعْ=وامرحي في ظلِّ طاغيةٍ خئونْ
ينتهي بالشعب في قاع الحياة ْ = سارقاً للحُلم ِ مِن بين العيونْ
يرتقي بالعُهْر يبلغ مُنتهاهْ = فانتشى فيكِ الأصاغرُ يمرحونُ
غيرَ أني لي سؤالٌ حائرٌ =هل يعي البلهاءُ ماذا يفعلونْ ؟
لم تعُدْ فيكِ المصانعُ وافراتْ =لم تعُدْ إلا المقابرُ والسُّجونْ
لم تعُدْ فيكِ المساجدُ عامراتْ= والمنابرُ لفها ثوْبُ السُّكونْ
أين فيكِ اليومَ آلافُ الشبابْ=من عيون الموتِ صاروا يشربونْ
تنهشُ الآلامُ فيهم والجراحْ = سلمَتهمْ بَعْدَ قهْر ٍ للمَنونْ
من جحيم الذلِّ فرُّوا هاربينْ = لبلادٍ في المغاربِ لاجئينْ
من بلادٍ في المشارق نارُها=تحرقُ الأحرارَ تنفي الصَّالحينْ
من بلادٍ شوَّهَتْ وَجْهَ الحياة ْ=فاستباحتْ عِرْضَ قوم ٍ طاهرينْ
من بلادٍ باعَدَتْ بين القلوبْ= فرَّقتْ بالخلفِ بين الأقربينْ
دون أي ٍّ من حياء ٍ باركتْ = قتلَ شعْبٍ من بقايا المؤمنينْ
أيُّ غي ٍ في بلادٍ لمْ تزلْ =للهوان ِ تذوبُ مِن فرْط ِ الحنينْ
أيُّ عيش ٍ في بلادٍ شعبُها=من ضحايا القهر و الحزْن ِ الدفينْ
هل يطولُ الليل في أحيائها=هل يعود الفجْرُ وضَّاحَ الجبينْ ؟
هل يعودُ وربَّما يوماً يعودْ= يغسلُ الآلامَ عن وطن ٍ حزينْ ؟
في غدِ الأحرار ميلادُ الحياة ْ=وابتسامُ الصبح إشراقُ اليقينْ