نظمت في دمشق عام 1957 في منتزه الربوة غربي دمشق
سحر العيون مضى كلمح سراب=لما مـررت أيـا نوال ببـابي
مختالة نشوانـة سـكرى بخمـ=ـرة حبـنـا مثمولة الأعصـاب
أواه من لحـظ تـروم سهامـه=فتـكي ولست بحانق أو نـاب
شرع الهوى إني رضيت بحكمه= فتمـتعـي جـذلانـة بعـذابي
قلبي يئن من الحراح من النوى= سيزول ذاك برجعة الأحباب
فإلى الوصال أيـا نـوال فـإنـه=كل المنى هـلا رحت شبابي
* * *=* * *
هلا ذكرت النهر يا أخت الربى=ومرابع اللقيـا بظـل الغـاب
كم أنبت الشطآن من همساتنـا=نيـلوفرا متماوج الأهـداب
هام النسيم بهمسنـا فتضمخت=بالعطر ذرات الندى المطراب
أشواقنا الحـرى تبوح بسرنـا=للعندليب وللسنا المنسـأب
غنى الهزار بما بنا فتراقصـت=فوق الزهور فراشة التحباب
حتى الظباء الظامئات ورودها=مـاء يمـر بلهفـة وتصـاب
كم قد تساقى الغاب حلو حديثنا= وشربت وحدي كل مر صاب
عودت صدري أن يضج تفاؤلا= بـك بـاكرا وينام بالترحـاب
لكـن هجـرك للمـعنـى هـده= ورمى بـه في مهمه وضباب
فاستنجد الأشعار يشكوها الجفا= لكنـها سـاءت بلا إيجـاب
* * *=* * *
حتى مررت بذات يوم طفـرة= فغدت سماء النفس دون سحاب
وزها الربيع بخافقي وتكللت=بالفل والريحان منـه روابي
عجبا لقد سارعت خطوك بعدذا= والحب في عينيك ليس بخاب
والحب في خديك شمس أشرقت=فاحمر في الخدين بعض إهاب
ولقد رمقـت بسمـة فـواحـة= كعبيـر زهـر ساحر الأعتـاب
لكـنـه طـبـع المـلاح دعـابة= بالصـد والإقبـال كـالـمرتاب
ورمقت من عينيـك لفتة عاشق=جعلت حنيني زاد في الإطناب
ورجعت عاتبة بعيد هنيـهـة= فازددت إعـجابا على أعجاب
يا ناسيا يا هاجرا فدهشـ=ـت لكن دمعنا قد سال دون حساب
لم َذا العتاب وأنت راجعة لقد= عاد اـوئام وعاد فيه صوابي
الغاب يدعونـا سنرجع للحيـ=ـاة فراشتينعلى زهور الغاب