قصيدة للحرية

يا أخي في الشرق .. في كل سكن

يا أخي فى الأرض .. في كل وطن

أنا أدعوك .. فهل تعرفني ؟

يا أخاً أعرفه .. رغم المحن

إنني مزقت أكفان الدجى

إنني هدمت جدران الوهن

لم أعد مقبرة تحكي البلى

لم أعد ساقية تبكي الدمن

لم أعد عبد قيودي

لم أعد عبد ماض هرم.. عبد وثن

أنا حي خالد رغم الردى

أنا حر رغم قضبان الزمن

فاستمع لي .. استمع لي

إنما الجيفة صماء الأذن..

إن نكن سرنا على الشوك سنينا

ولقينا من أذاه ما لقينا

إن نكن بتنا، لقينا من أذاه ما لقينا

إن نكن بتنا عراة جائعينا

أو نكن عشنا حفاة بائيسنا

إن تكن قد أوهت الفأس قوانا

فوقفنا نتحدى الساقطينا

إن يكن سخرنا جلادنا .. فبنينا لأمانينا سجونا

ورفعناه على أعناقنا .. ولثمنا قدميه خاشعينا

وملأنا كأسه من دمنا .. فتساقينا جراحاً وأنينا

وجعلنا حجر القصر رؤوساً .. ونقشناه جفوناً وعيونا

فلقد ثرنا على أنفسنا .. ومحونا وصمة الذلة فينا

الملايين افاقت من كراها ..

ما تراها.. ملأ الأفق صداها

خرجت تبحث عن تاريخها

بعد أن تاهت على الأرض وتاها

حملت أفؤسها وانحدرت .. من روابيها وأغوار قراها

فانظر الإصرار في أعينها وصباح البعث

يجتاح الجباها

يا أخي في كل أرض عريت من ضياها

وتغطت بدماها

يا أخي في كل أرض وجمت شفتاها

واكفهرت مقلتاها

قم تحرر من توابيت الأسى

لست أعجوبتها

أو مومياها

انطلق

فوق ضحاها ومساها

وسوم: العدد 648