بلادي بعد أن كانت عرينا = منيعاً قد بناه المخلصونا
وجيش لا يهاب الموت يحمي = حدوداً أصبحت حصناً حصينا
وخيراتٌ تغصّ الأرض فيها = وصرنا للبلاد مصدّرينا
وشعب في جوانبها عريق = بنى مجداً وأسسه مكينا
وشاد حضارة مرت عليها = عصور من زمان الغابرينا
وما زالت وتبقى في شموخ = وقمتها تحيي الغابرينا
على التاريخ إذا مرّوا وزالوا = وما زالت سجلَّ الخالدينا
وفي ظرفٍ قصير من زمانٍ = ولا يعدو شهوراً أو سنينا
يحوّلها الدّعيُّ إلى ركامٍ = ويستعدي عليها الملحدينا
بلادي لم تنم للظلم يوماً = ولم يبرح عليها الظالمونا
سوى غيث وتدفعه رياحٌ = فمرّ بها كلمح البرق حينا
وسَلْ جيش التتار وفاق عداً = حصى ورمال عالج أجمعينا
أغار يدكُّ وجه الأرض دكاً = ويلتهم السهولة والحزونا
فهزّ الشام سيفُ المجد تيهاً = ونادى قادة ومجاهدينا
فلبّوه جحافل زاحفاتٍ = وأسْداً في العرين مزمجرينا
تحول جيش هولاكو سراباً = يُرى ماءً يلوح لظامئينا
ومن لم تدرك الأسياف ولّوا = فلولاً في المفاوز هاربينا
ومن إيران واللقطاء فيها = أتيتم بالجيوش مدججينا
تريدون الشآم لكم بلاداً = خسئتم بل وعدتم صاغرينا
فإن الشام للإسلام مهدٌ = وسكان البلاد المسلمونا
وترفض كل زنديق ولقطٍ = وتطرد عن ثراها الكافرينا