مليون سلام ، سوريا !
لو غربت شمسك ، سوريا ، أغرقنا بحر ظلام *
وهلكنا ذاتاً ، وسفتنا ريح الإعدام
جاءوك أنياب ذئاب في عنف الإجرام
من كل الدنيا جاءوك أشباح طغام
منهم ما صلى يوماً مقتدياً بإمام
وانحصرت خبرته أجمعها في قطع الهام
وإذا جمت رحمته يستكفي قطع الإبهام
منهم أوغاد أرسلهم وغد الحكام
قالوا نفتح عاصفةً حاضرة الشام
فنحوز رضا كوهين والوالي سام
وتدوم عروش قبائلنا أبدي دوام
ماذا نخسر لو ضمت سوريا أطباقُ رغام ؟!
لن نخسر شيئاً ، فلتذروا عبث الأوهام !
فسرور كوهين غايتنا ، حلم الأحلام
يحمينا في الشدة ، أحسنْ بكوهين الحامي !
لسنا أجناد حروب ، لسنا عشاق حِمام
نشري بالمال محاربنا ، فيموت ونبقى بسلام
ونثرثر حول عروبتنا ، ونثر حول الإسلام
من ذا يسألنا عن ذنب ؟! حولنا الشعب لأغنام
بئس الفاتح فاتحهم ! نسلاً للئام
ما كان الفاتح يوماً بعميلٍ خدام
فاتحنا حقاً من أعلى رايات الإسلام
كان عظيماً عربياً من صلب عظام
لا فسلاً نذلاً صنعوه بزيوف الإعلام
***
سوريا ، شمسك باقية بُقيا الأيام
لن تحجب شمسك ، يا وطني ، أشتات غمام
من غزة أهديك ، يا حبي ، يا أرض القسام *
مليون سلام ، سوريا ، مليون سلام
الشدة تدنو مسرعة من خير ختام
نصر يبقيك شمسا ، ماضية لأمام
والخزي لأعراب يهوذا العملاء الأقزام
*سوريا تعني الشمس باليونانية ، وهذا أحد تفسيرات معنى اسمها .
*المقصود الشهيد الشيخ عز الدين القسام الذي جاء من سوريا إلى فلسطين ، واستشهد فيها في معركة مع البريطانيين .
وسوم: العدد 659