"أم حسبتم أ ن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وَزُلْزِلُواْ حتى يقولَ الرسول والذين آمنوا مَعهُ متى نصرُ الله ألا إنَّ نصر الله قريبٌ ..."
الزلزلة... الاهتزاز.. الضعف.. الإحباط ..
إذا كان هذا حال الرسول والذين آمنوا معه, فماذا يكون حالُنا بعد عشرة أعوام أو أكثر في سجن لم يعرف له التاريخ مثيلاً!
لا تعجبنَّ لحالِنا, واعجب لِقل........ــــــــبٍ ذاق بَأسَاً ثم لا يَتبتَّلُ
فاصبرْ وصبرك قلعةٌ واذكرْ وذِكْ...... رُك عزةٌ .. سترى الأسى يتذلل
مالي أراك مُحيَّراً تَتَملمَلُ؟=واليأسُ ينحِت من ضلوعِك يأكلُ
تلقي السؤالَ على السؤالِ ولم تزلْ=عَينَاك في دوَّامَةٍ تَتحوَّلُ
هل خار عزمُك أن رُمينا غدرةً=في سجنِنا حيث اللظى والحنظلُ
أم راعك الطَاغوتُ يحمل مِديةً=مسمومةً ... هي من دمانا تنهَلُ
أحسبتَ أسوار السجون تجاوزتْ=سُحُبَ السماء وفي الثرى تتوغلُ
ومفاتِحُ الأبْواب سِّراً أُلقِيتْ=لُجَجَ البِحار فما إليها موصِلُ
أحسبتَ أنا قد غَدونا قِطعةً=أثريةً في مُتْحَفٍ هو مُهمَلُ
أحسبتَ أركانَ الطغاة تثبّتَتْ=وغَدتْ رواسيَ فهي لا تتزلزلُ
أحسبت أن الموتَ أخطأ حافظاً=وخَبَائِثَ الأرواح لا يَتقبَّل!
أحسبتَ إخوان الجِهَاد تخاذلوا=والرُمحُ يَنشُد ثَأرنا والفيصل
أحسبت أن الغيثَ جفَّ مَعِينُهُ=أحسبت أسباب السما تتعطَّلُ
أنَسيت أُمَّاً يا أُخيَّ أخَالُها=ما جَفَّ يوماً دمعُها إذ يُرسَل
لا تحسَبنْ مبسوطَتَيْها كلَّتَا=أو كلَّ جَفنٌ سَاهِدٌ يتوسَّلُ
لا تَحسَبنَّ الله ينسى عبدهُ=حاشَا له.... هل قالها مُتقوِّلُ؟
لا تَحسَبنَّ الله ينسى طاغياً=والله يُمْلي للظلوم ويُمهلُ
فلعلَّها ذكرى لنا ومُنِبِّهٌ=من غفلةٍ .... يا نائمٌ يا مهمِلُ
ولَعَلَّ فيها رجَعَةً ونَدَامةً=لمُضَلَّلٍ في غَيِّهِ يستَرسِل
ولَعَلَّ فيها مَسحةً لغَشاوةٍ=وجلاءَ ريبٍ في العقول يُضلِّلُ
لا تشكُ من ألم الدواء وبأسِهِ=والداء فينَا كامِنٌ مُتأصِّل
حتَّى إذا آن الأوانُ رَأيْتَهَا=جُدُرَ السجون تَصَدَّعتْ تتجلجلُ
إن طال أسرُك يا أخي فلحكمَةٍ=اولله يقضي ما يشاء ويفعَلُ