* هوامش :
سقي : السحابة الشديدة الهطول ، وجمعها أسقية الجُلنار : زهر الرمان
قد أضاءت حروفُه نيِّراتٍ = فتثنَّتْ بهديِه الأمصارُ
حكمُه الفصلُ ، والمذاهبُ شتَّى = ليس فيه للحاكم استكبارُ
صانَ وجهَ الحقوقِ من عبثِ الظلمِ . = . فهانَ الفُسَّاقُ والفجَّارُ
وحمى ضعفَ مرملٍ ويتيمٍ = وتناءى عن الفقيرِ المرارُ
وأتانا القرآنُ خيرًا وعـزًّا = ورقيًّـا مالاكه استهتارُ
ذلَّ مَن أبعدَ الشريعةَ يرجو = في سِواها أن يُشهَدَ استثمارُ
وتعامى عن المدارج تعلو = بالحضاراتِ خطوُها سبَّارُ
والطواغيتُ والجناةُ وهذا الحزبُ . = . يعشو وتلكُمُ الأفكارُ
وبوهمِ الذين عاشوا ذيولا = للأفاعي ، وساقهم تيَّارُ
فمتى يُصلحُ المزَارعَ حدَّادٌ . = . وينأى عن نخلِها الأبَّارُ ؟!
إنَّ مَن يرفض الشريعةَ دستورا . = . لعاصٍ لربِّـه كفَّارُ
يتولاَّه الضَّنكُ في العيشِ والبؤسُ . = . ويودي بالسَّادرين التَّبارُ
كيف يُرمَى النَّفيسُ في حين تُحبَى = بالعناياتِ هذه الأقذارُ ؟!
لارعى الله ظالمًا مستبدًّا = غرَّه الكِبرُ والهوى والشَّنارُ
منهجي مصحفي ، وهذا فخارُ = وبكفّيَّ رايتي والشِّعارُ
والمواثيقُ مزهراتٌ بصدري = دانياتٌ قطوفُها والثِّمارُ
إلفُ روحي روضُ المثاني ولولا = مجتناها لَمَـا تناءى التَّبارُ
هدأةُ الليلِ خيمتي لم يُؤخَّرْ = عن مُناها الأفاضلُ الأبرارُ
بندِيِّ الترتيلِ يبتهجُ القلبُ ... = ... وتصفو لشدوِه الأسحارُ
وبليلي آياتُه ونهاري = تتجلَّى من أُفقِها الأنوارُ
وبأحناءِ قلبيَ الشَّوقُ أذكاهُ ... = ... حنينٌ لايعتريه البوارُ
هجرَ القاحلَ الموشَّى بزيفٍ = فاجتباهُ ربيعُه المعطارُ
حيثُ تنأى مواجعُ النفسِ ثكلى = لم تجدْ في يقينِه ما يُثارُ
ليس بالتائِهِ الأسيرِ لدنيا = زيَّنتْها بالبهرجِ الأوطارُ
بين وحلِ الآثامِ ترتعُ نفسٌ = ولها معْ حليفِها إصرارُ
قد جفاها الذي يؤاخي المثاني = فتحاشاهُ في الغدوِّ العَثارُ
وتثنَّى بالبيِّناتِ كريمًـا = كلَّما هـزَّ نفسَه التَّذكارُ
من لقاءٍ وبُشرياتٍ عِذابٍ = آخرَ العمـرِ إن تدانى احتضارُ
جلَّ ربِّي قرآنُه عربيٌّ = جاءَ فيه للصَّالحين ادِّكارُ
وهُداهُ للعالمين رشادٌ = ونجاةٌ وعزَّةٌ ويَسارُ
إنَّ نورًا لولا سناهُ لضلَّتْ = أعينُ الخلقِ ، واعتراها العَوارُ
يومَ جاءَ النَّبِيُّ يتلو عليهم = آيةَ ( اقرأْ ) فللهدى أنصارُ
واستجابَ الأبرارُ ، واقتُلعَ الشَّرُّ . = . فعالي صروحه ينهارُ
كيف لا تخشعُ الجبالُ وتسَّاقطُ .= . خوفًا ، فالمُنزِلُ الجبَّـارُ !
لمثانيهِ الجاهليَّةُ ولَّتْ = ليس يقوى على الصمودِ التَّتارُ
وسيبقى القرآنُ مادامت الدنيا .= . ويفنى ما أحدثَ الكفَّارُ
لايغرَّنَّكَ الفسادُ بأرضٍ = إن طغى ، أو تألَّبَ الأشرارُ
هو زيفٌ إعصارُه يتلاشى = وبشدقيهِ يُلقَفُ الإعصارُ
قـمْ بقرآنِكَ الكريمِ عزيزًا = فبغيرِ القرآنِ ذلَّ الكبارُ
واحيِ دنياكَ بالتلاوةِ ، واعلمْ = أنَّ في النأيِ عن سناهُ اندثارُ
نحن أحياء بالكتابِ ، وهاهم = رغمَ كلِّ الزيناتِ موتى صغارُ
ليس ترقى الشعوبُ إلا بما أنزلَ . = . ربِّي ، وبَشَّرَ المختارُ
فَلْيَرَوا مايشاءُ كلُّ أثيمٍ = من ضلالاتِه ، فبئسَ الإطارُ
وعليه : فَلْيَتَّقُوا اللهَ في الذِّكرِ . = . وإلا فَلِلعُتُوِّ انكسارُ
*** ***= ***
أيُّها الحافظُ المُكرَّمُ رتِّلْ = ماحوتْهُ الأحناءُ والأسفارُ
واخشَ مولاكَ فالمنازلُ أعلى = ليس للراغبِ المنيبِ انبتارُ
وكنِ الماهرَ التَّقيَّ لتحظى = بالشفاعاتِ ، ثمَّ نعمَ الدَّارُ
وعِشِ العمـرَ للكتابِ رفيقًا = تَنَلِ الأُنسَ مالَه إدبارُ
فالمثاني رُواؤُها ليس يبلى = والعلومُ الفِساحُ والأسرارُ
زيِّنِ القرآنَ العظيمَ بصوتٍ = لايُجاريه في الأداءِ الهَزَارُ
وتدبَّرْهُ فَهْوَ معجزةُ الخالقِ . = . للخلقِ ماعراهُ اندثارُ
فلربي الثَّناءُ والحمدُ أحيا = قلبيَ ـ العمرَ ـ جودُه الزَّخَّارُ
وأراني السَّبيلَ هَدْيًا و وعيًا = فاستنارتْ بوحيِه الأفكارُ
من سقيِّ التَّنزيلِ عبَّ فؤادي = فحباني ثجَّاجُهُ المدرارُ ( 1)
إذْ رنتْ روحي نحوَ أُفْقٍ تسامى = ماشدا فيه آثمٌ مهذارُ
الكتابُ المكنونُ ترتيلُه الأجودُ . = . يُرجَى أثيرُه المعطارُ
وفيوضُ الآياتِ في هدأةِ الليلِ . = . شفاءُ سحَّاحُها وادِّكارُ
والمثاني وحيٌ تنزَّلَ شذوا = ليس يرقى لزهوِه الجُلَّنارُ (2)
فازدهتْ صفحةُ اليقينِ بقلبي = إذ سناها للمؤمنين منارُ
فازَ أهلُ القرآنِ بالسَّبقِ يُدني = مرتقاهم إلى الرضا استبصارُ
مااعتراهم غبارُ دعوةِ جانٍ = شحنتْ غثَّ سعيِه الأوزارُ
يُنشِئُ الذكرُ في النفوسِ شموخًا = ماتلاشى شلاَّلُه الهدَّارُ
آهِ ما أعذبَ التلاوةَ ليلا = حيثُ تُصغي النجومُ والأقمارُ
حيثُ تدنو الأملاكُ تسمعُ صوتًا = لايدانيه في الورى مزمارُ
قد ترشَّفْتُ من ينابيعَ فاضت = من حواميم قدسِها الأنوارُ
القلوبُ الظماءُ للألقِ العَذْبِ . = . انطلاقاتُها الظليلة غارُ
في علاها تبوَّأتْ من رضا اللهِ . = . محاريبَ زانها استبشارُ
مالإبليس والغوايةِ فيهم = أثرٌ يُجتَلَى عليه انحدارُ
فنفوسُ الأخيارِ ألهمَها اللهُ . = . وأغنى امتدادَها استغفارُ
مابناه الشيطانُ ساعةَ ( أنظرني ) . = . سرابٌ ، وزيفُه ينهارُ
فالسِّباقَ السِّباقَ للملأ الأعلى . = . من الذكرِ زادهالإكثارُ
وجناحاهُ رفرفا مااضمحلَّتْ = فيهما همَّةٌ ، ففيه تُثارُ
إنَّه الوحيُ ماتقادمَ لكنْ = بِنَداهُ استظلَّت الأخيارُ
وهُداهُ للصالحين فلاحٌ = وثوابٌ ورفعةٌ و دثارُ
ولحُفَّاظِه الكرامةُ كانتْ = والقصورُ الحِسانُ والأنهارُ
في جِنانِ الخلودِ إذ تتراءى = درجاتٌ لهم ، ونعمَ الدَّارُ
قالها المصطفى عليه صلاةٌ = وسلامٌ من ربِّه وفخارُ
قالها اقرأ للمتقين ، وأثنى = لاعلى الهجرِ ماله استثمارُ
إنَّما يلحقُ الثَّناءُ شبابا = لم تغادرْ آناءَها الأذكارُ