تشهد ربوع المغرب الأقصى دورات صيفية لتحفيظ القرآن الكريم للناشئة، ولمدينة وجدة الواقعة في أقصى شمال شرق هذه الربوع المحروسة وهي مدينة المساجد قصب السبق في هذه الدورات التي ألهمتني هذه القصيدة :
دورات صيف لنا قد حركت همما = للنشء في عز جو قائظ لزما
مساجد الله يشدو ذكره طربا = كتابنا خالد سدنا به أمما
في الغار أنزله رب العلى سورا= من لوحه ملهما وهاديا نسما
والمصطفى حامل للوحي بلغه = للعالمين نديا زاده كرما
أم القرى داره والبيت منزله = جبريل علمه الآيات مستلما
أركان بيت عتيق زانه حجر = به مقام سما من زاره سلما
قرآن مكة للتوحيد يرشدنا = آياته محكمات أبطلت أثما
ومهجر المصطفى في ربعه نزلت = آيات تشريعنا ترعى لنا ذمما
قرآننا في صدور الخلق أودعه = رب الورى حافظا في مصحف نجما
لا ريب في قوله والصدق منطقه = حفاظه سادة قد زادهم شمما
وصبية في بيوت الله تحفظه = عن لهوهم شغلوا إذ أنشدوا حكما
بالذكر قد شغفوا والحفظ غايتهم = مضمارهم سور من حازها غنما
دويهم كطنين النحل في عرش = أصواتهم طرب ترجيعه رخما
بلابل الذكر بالألحان شادية = قد حبرت آيه واستطربت نغما
من سن دورته في الصيف نال بها = ذكرا حميدا وأجرا إن ثوى عظما
نعم الشيوخ لصون الذكر قد ندبوا = إن عد عاشقه كانوا له خدما
من أجله سهروا واسترخصوا شرفا = ما همهم أبدا إن هامز شتما
قوموا لهم أدبا وارعوا لهم ذمما = في الذكر قد مدحوا بوصفهم علما
يا رب وارفع لهم بالذكر منزلة = وكن لهم سندا وشمخ لهم قمما
واجعل أيا رب من فاضت نوائله = من أجل قرآننا في الخلد قد نعما
واشهد أيا رب أني شاعر وله = بالذكر لا أبتغي أجر من أثما
بل أجر من فضله في البعث مرتقب = رب الورى عبده بالعفو قد رحما
حمدا له ما تلا في الأرض حافظنا = ثم الصلاة على الهادي وقد كرما
وآله كلهم والصحب تشملهم = صلاة ربي وقد نالوا بها سلما