بأيّة حالٍ عُدْتَ يا عيدُ؟!!
يا عيدُ، يا عيدُ، ها قد عُدْتَ مضطرباً=فقد حَللْتَ، وما في الرّوضِ تغريدُ!!
يا عيدُ، يا عيدُ، ماذا بَعدُ يا عيدُ=مِن الهوانَ، وفي الأقصى عوى الهُودُ؟!!
لقد حللْتَ، وما في القلبِ مُنْتَجَعٌ=لفَرحةٍ، فَفؤادي، اليومَ، معمودُ!!
فَقلْ لدَهْرِكَ: هل أبْقى لنا جَلَداً=على النَّوائِبِ: كي يحلو لنا العِيدُ؟!!
كيفَ السُّرورُ، ونارٌ حرّقتْ كبدي؟!!=كيفَ السُّرورُ، وفي الأجفانِ تَسْهيدُ؟!
كيفَ السُّرورُ، وهذا الرّوضُ محترق=بنارِ حقدِ العِدا، والأَمْنُ مفقودُ؟!!
* * *=* * *
فأينَ، أينَ طيورٌ كنتُ أشهدُها؟!!=وأينَ منها أهازيجٌ وتَغْريدُ؟!!
هذا أسيرٌ، وقَيْدُ البَغْيِ يُؤْلِمهُ!!=وذا شهيدٌ بدارِ الخُلْدِ غِرِّيدُ!!
وذا جريحٌ، رصاصُ الغَدْرِ مَزّقه!!=حتى غدا مُقْعَداً، والغُصْنُ أُمْلودُ!!
* * *=* * *
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا فَتَغْمُرُنا=ببهجة النّصرِ، إذْ يُبْلي الصّناديدُ!!
عساكَ، يا عيدُ، تأتينا فتجمعنا=بَعدَ الشّتاتِ، وما للشّملِ تبديدُ!!
عساكَ، يا عيدُ تأتي بالأسير غداً=محرّراً، وعدوُّ اللهِ مَطرودُ!!
عساكَ، يا عيدُ، بالأحبابِ تَجمعُنا=في ظلّ رَوضَتنا، والأَمْنُ َممْدودُ!!
تشفي الجراح بإسلامٍ وعودتِهِ=فتصدحُ الطيرُ والأنغامُ تحميدُ!!
* * *=* * *
أنتم، بَنيَّ، ربيعُ العمرِ مُزدهراً!!=لكنّني بقضاءِ اللهِ محدودُ!!
نسرينُ قلبي، وإسلامُ النُّهى بصري!=وذا محمدُنا، في عمرنا عِيدُ!!
إنْ أنسَ لا أنْسَ أحفاداً لنا نُجباً!!=أحْيَوْا خَريفاً!! فهم للعُمرِ تَجديدُ!!
أنوارُ درّةُ عِقْدٍ ليسَ يُحْرَمها=إلا شقيٌّ عنِ الأنوارِ مَرْدودُ!!
أما عُميرٌ فأرجو أن يكون له=في العلمِ شَأنٌ، ومِنْهُ الجِدُّ معهودُ!!
أمّا أُنَيْسٌ فحدّثْ عَن نباهَتِه!!=فما يجاريكَ يا أَنـّوس مَجدودُ!!
نسرينُ أُمُّهِمُ، ما في الزّمان لها=مِثْلٌ!! وهل كالشّمسِ مشهودُ؟!!
* * *=* * *
أتيتَ يا عيدُ، والأحبابُ دونَهمُ=هذي الحدودُ، وجُندُ البغي والهودُ!!
هذا أسيرٌ، يذوقُ المرَّ وا أسفا!!=وذا طليق، ولكن دُونَه البيدُ!!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتي والشتاتُ غدا=في كلّ بيتٍ، جميعاً، وازدهى العُودُ!!
أنّى حَللْتَ تجد همّاً يُزلزلنا!!=كلٌّ مُصَابٌ!! فهل مِن بَعدُ تَجديدُ؟!!
عساكَ، يا عِيدُ، تأتينا، وقد كُشِفَتْ=هذي الكروبُ، وفي الأقصى لنا عِيدُ!!
ولن يفرّج عنّا كربَنا أبداً=إلاّ إلهٌ عظيمُ الشّأنِ معبودُ
وسوم: العدد 674