الآنَ .. وانـتـفـضَ الـتاريـخُ عِـملاقـا= لَـمّـا تَـغـلغـلَ فـيهِ النورُ دفّـاقـا
الآنَ .. طَـيْـبـةُ طابـتْ مَـنْـهَلاً وشَـذاً= ومَـكْـرُمـاتٍ وأحـلامـاً وأخـلاقـا
الآنَ .. أشْـرقَ فـيها الحـُبُّ مـبـتَسِـمـاً= مِنْ بَـعدِما ضاعَ مِنها الصَبرُ، أو ضاقـا
الآنَ .. في اللحـظةِ العـُظمَى ، وروعَـتِـها= تَـفـتّـحَ الأفـُقُ الـمَـسدود آفـاقـا
الآنَ .. تَـقـفِـزُ ذراتُ الـثَـرى طَـرَبـاً= ويَـرقُـصُ الـدَوحُ .. أغصاناً وأوراقـا
* * *=* * *
قَحـطانُ تَحضـُن مِنْ عَـدنانَ سـيّـدهـا= وأرفـعَ الخَـلـقِ .. أمـجاداً وأعراقـا
والحَـرّةُ الحُـرّةُ الشَـمّاءُ بـاسمةٌ= بـينَ النَخـيل ، تَـضمّ الوَردَ أطـواقـا
كانتْ على مَوعـدٍ ، والأرضُ شـاخِصةٌ= تَـرنـو وتَرعَـشُ .. أكباداً وأحداقـا
فـاليومَ ؛ إذ أمّـتْ الـقَصْواءُ ساحَـتَـها= شَـدَّ الرِحالَ إلـيها ، الكَونُ .. مشـتاقـا
واسَتْ ، وآخَـتْ .. وللأنصارِ سابِـقَـةٌ= أعـيَـتْ بَنيْ الدهْـرِ مِـقْـداماً وسَبـّاقـا
وكان ماكان ..! باتَ الكَونُ مـنـبَـهِراً= وأعـيـُن الـشِركِ تُجـريْ الدمعَ مُهراقـا
* * *=* * *
ياسادةَ الخرزرجِ الأحـرارَ ، ياقِـمَـماً= شُـمّـاً ، تُـطاوِلُ هـامَ المَجْـدِ أعـناقـا
ياسادة الأوسِ ، يا أبْـرارُ ، ياشُـهُـباً= تَـجـلو الدجَى ، إنْ تَمادَى الـبَغيُ ، أو.. حـاقـا
ياخزرجَ الخَيرِ ، يا أوسَ النَدى ، ربَـعَتْ= شَمـسُ الـهـُدى عِـندكـمْ .. دِفـئـاً وإشراقـا
وصار مَن كان يـُوريْ الحِقْـدَ بَـينَـكمُ= ذكـرى .. وكـمْ شـادَ للأضغان أسـواقـا !
سَـرَتْ به من ضلال الـغَـدْرِ ساريـةٌ= لاقَـى بِـها ، مِنْ ضُروبِ الـذلِّ ، مالاقَـى
* * *=* * *
مِنْ هـاهـنا أقـلَعتْ .. مِنْ طَيبةَ انطلـقتْ= كـتـائِـبُ الحَـقّ .. أرتـالاً وأنْـساقـا
مـهـاجـرونَ وأنـصـارٌ .. وأيُّ سَـنـاً= أسْـنَى وأسْـمَى ، لِحـُرٍّ نـالَ ، أو.. تـاقـا !؟
بَـدرٌ هيَ البَـدءُ والفرقـان .. واندفـعَتْ= سَـحائِـبُ الـغَـيثِ ، فيما راعَ ، أو.. راقـا
تَـهْـميْ هـُنا وهـُنا .. حـبّـاً ومَرحَمةً= آنـاً ... وآونـةً بِــرّاً وإشْـفـاقــا
غَـيْـثُ السيوفِ ، غَداةَ البأسِ ، مَحْضُ هدىً= ماصَـدّه الحَـزمُ عن بِـرٍّ .. وما عَـاقـا
ماجَـحْـفَـلٌ لَجِبٌ ، أو مَحْـفِـلٌ عَجَبٌ= إلاّ لِـخَـيرِ الوَرى .. عَـهْـداً ومـيـثاقـا
كَـذا الـنـبوّةُ ..! مذْ هـبّتْ نَسائـمـُها= عِـطراً ونـُوراً ؛ تُـفيضُ اللطفَ رَقْـراقـا