إليه رمزاً لا شخصاً ، وقد صار في أمتنا من أمثاله كثيرون ،، جدير به أن يبكي على خطاياه بحق أمتنا الجريحة ، لا أن يشارك في تعميق مصائبها !؟
هُمومُ المسلمين أسىً دَفوقُ=فمالَكَ لا تُحِسُّ ولا تُفيقُ
ومالَكَ لستَ تعبأ بالمآسي=تحاصِرُهم! فما هذا العقوقُ؟
لياليهم ظلامٌ في ظلامٍ= فلا بدرٌ يلوحُ ولا بُروقُ
وقد أمسى حماهم دون حامٍ= وبين حَصادهم شبَّ الحريقُ
فبوذيٌّ يذبّحهم جهاراً= وهندوسي وسيخيٌّ صَفيقُ
وكم ذاقوا الأذى في أرض غرب= وكم ضاعت لهم فيها حقوقُ
وكم أجرى الشيوعيون دمعاً= لهم، ودماً، وكم غُصّتْ حُلوقُ؟
إذا غضبَ النصارى أنصفوهم= وحاورهم بإحسان "رفيقُ"
وإن غضبَ اليهودُ فإن ألفاً= من الأعذار يبذلُها "شَفوقُ"
وما للمسلمين إذا تنادَوا= لنيل حقوقهم إلا العُقوقُ
تُحيق بهم هموم قاتلاتٌ= ولولا العجزُ ما كانت تَحيق
فكل مصائب الدنيا توالت= فتهجيرٌ وتجويعٌ وضيق
ولن تجدنّ أرخص من دماهم= تراقُ ! وأنتَ دمعَكَ لا تُريقُ
أتلهو؟ ما خُلقتَ لمثل هذا= فشعبُكَ في مآسيه غَريقُ
أأنتَ وريثُ مَنْ فتحوا برفق= قلوبَ الناس؟ حاشا لا يليق؟
فوجهُكَ من قباحته مرايا= لظلم الظالمين، وأنتَ بُوقُ
تردد ما يقال بغير فهمٍ= كضفدعةٍ يطيبُ لها النقيقُ
فليتكَ – والرزايا عابساتٌ -=تُحسُّ بهنَّ يوماً، أو تَضيقُ
فلولا لم تكن منا لهانت= مُصيبتُنا بمثلكَ والفُتوقُ
إذا لم تستفق بعد البلايا= فلستُ إخالُ أنكَ تستفيقُ