على النصر تصبح الشهباء
حاصَروها لأنها شمَّاءُ
وأولو العزم دونَها أنضاء
والعماليق تحتها أقزامٌ
وذُراها للعالَمين سماء
كيف يَرقى رُقيَّها سُفهاء
ويُداني قلاعَها أدعياء
في ظلامٍ خفّتْ إليها ذئابٌ
وكلاب وأضْبُعٌ وجِراء
فتعالى خلف الحصون نُباحٌ
وعُواء وشَحْشحٌ ومُواء
طوَّقوها وما درَوا أنّ فيها
كلَّ طفل تَعنو له الكبرياء
تتأبّى على الدّخيل وتحنو
إنْ علاها فرسانها الأوفياء
حلبُ العزِّ ما انْحنتْ لغُزاة
سوف تبقى ويذهب الدُّخلاء
سائلوا المكرمات عنها تُجبْكم
قلعةُ الخير والثّرى والبناء
أيها القادمون من قُمَّ عودوا
هذه الأرضُ أرضُنا والجِواء
لن تنالوا من عزمنا لو تداعتْ
أُممُ الكون كلِّه والفضاءُ
إنه الشام إنْ جهلتم سيغدو
مثلما البحر ريحُه هوجاء
أهله الصِّيد ما استكانوا لظلم
إنْ تمادى ففي السيوف مَضاء
يتفانى من أجله أوفياء
ويُفدِّيهِ صِبْيةٌ ونساء
دُونه الأهلُ والنفوس فداءٌ
يا لَعَمْريْ، أبعْدَهُنَّ فداء
إنْ تردّى في السّاح منا رجال
رفع البندَ في العُلا الأبناء
حاصِروها إنْ شئتمُ إنّ فيها
فتيةً طاب فيهمُ الإبتلاءُ
واجْمعوا الأرذلين من كلّ فجٍّ
واستعِدّوا قد حانَ حانَ اللقاء
بينَنا اليومَ والمجوسِ نزالٌ
قد حلا الشعر دونَه والحداء
فاكتُبوا النصر في الشآم عزيزاً
وعلى النصر تُصبحُ الشهباء
وسوم: العدد 679