والآنَ عوداً إلى شامي ، يعيثُ بها = حلف التّسلّط من عُجمٍ ومن عَرَب
إنّي أرى حلف شيطانٍ يكيد بها = إنّي أرى نُذُرَ الأهوال والنُّوَبِ
فانظرهمُ ،كتموا أنفاس شعبِهِمُ = ثمّ انبَرَوا يلبسون الحقّ بالكذب
واستعبَدوا النّاس وامتصّوا دماءَهمُ = ألقَوا بهم في جحيم البطش والّلهب
فذا شهيدٌ ،وذا في السّجن يأكلُهُ = وحشُ العذاب وقيدُ البغيِ والرُّعُب
* * *=* * *
فثار ثائرُ أحرارٍ يصيحُ بهم = هيّا ارحلوا يا طغاةَ الشّام والعربِ
فغاظ صوتُهمُ نمرودُ عصرِهِمُ = وهاله الصّوتُ من حرٍّ وكلّ أبي
فاستنفر الجندَ من حلفٍ يعظّمُه = هيّا اخنقوا صوت مجنونٍ وذي شغب
إنّي أراهم وقد جُنّوا وقد سفهوا = فعاقبوهم بنار البطش واللهب
لا ترحموا رجلاً ،لا ترحموا امرأةً = لا ترحموا مَن له طوقٌ وذا زغَب
ولْتهوِ فوقَهمُ كلُّ البيوتِ ، عسى = ألاّ أرى بعدَها مِن ثائرٍ شَغِبِ
ولْتحملِ العرشَ هاماتٌ مُذَلَّلةٌ = ولْتبنِ، هامانُ ،صرحَ المجد والرُّتَبِ
فالشّامُ شامي ، ومَن فيها لنا خدَمٌ = بل إنّني الرَّبُّ، ما إلاّيَ مِن سببِ
* * *=* * *
تبّاً لكم ، يا طغاةَ الشّام إنّ لكم = يوماً يشيبُ له الوِلدانُ من نصَبِ
فرعونُ زال وما نجّاهُ بطشُ عمٍ = فلْترقبوا بطش جبّارٍ وذي غضَبِ
سيهدم الحقُّ صرح البغي،فاصطبروا = يا ثائرينَ ، فما حقٌّ بمُحتَجِبِ
فهل تظلّ ، أيا بشّارُ ، في حُلُمٍ ؟ = فحُلْمُ فرعونَ إظهارٌ لعهد نبي
فجاء موسى، وعين الله تحرُسه = وأشرق الحقُّ بعد الّليل والحُجُبِ