القرن: أهل عصر واحد أو زمان واحد، أمّة أو جماعة تعيش في عصر واحد أو زمان واحد. رغب الشيء أو فيه: أحبه و أراده إشارة إلى مذبحة حماة في مطلع الثمانينات. قصيدة الإمام الشافعي التي يقول فيها:
تَغَرَّبْ عَنِ الأَوْطَانِ فِيْ طَلَبِ العُلَى
وسافِرْ ففي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ تَفَرُّجُ هَمٍّ، واكتِسَابُ مَعِيْشَةٍ
وَعِلْمٌ ، وآدابٌ، وصُحْبَةُ مَاجِدِ فإن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ ومِحْنَةٌ
وَقَطْعُ الفيافي وارتكاب الشَّدائِدِ فَمَوْتُ الفتى خيْرٌ له مِنْ قِيامِهِ
بِدَارِ هَوَانٍ بين واشٍ وَحَاسِدِ
(( تبَب: هلاك
( (الخبب: الخداع و الغش و في الحديث المرفوع:" لا يدخل الجنة بخيل و لا خب و لا خائن و لا سيء الملكة". أسفر الصبح: وضح و انكشف. أسفر بالصلاة: صلاها في إسفار الصبح. الغلس: ظلمة آخر الليل إذا اختلطت بضوء الصباح. و في الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصلي الصبح بغلس.
()خبي: الخبيء: المخبوء المخفي المستور
( ( لواعج جمع لاعج: حبّ شديد محرق
() يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:
)) ربأ بنفسه رفعها و نزهها. خلِبَ خَلَباً: حَمُقَ و خَرِق في عمله.
رضاكما طلبي ومنتهى أربي =أكرم بأُمِّي هدَىً مُسْتَبْصِراً و أبي
أَفِي سؤالكما عن شُؤْمِ قرنكما=ضَرْبٌ من العَقِّ أو مُفْضٍ إلى الغضبِ ()
كيف ارتقى عابد الأوثان في غَلَسٍ =عرشَ الملوك ذوي التيجان و الحسب
أم كيف راق لكم أن يَعْتليْ نَجَسٌ=أبهى منابرِكم في جِيفة الجُنُبِ
هَبَا منازلَكم من غيرِ ما عَسَسٍ =هل يصبح المُرْتَعِي عِسَّاً لمُحْتَرِبِ
قد قالها ناصحاً من كان حدَّثكُمْ=لا يُؤمَنُ الذئبُ في سَهْلٍ و لا هِضَبِ
إن كشّر الذئب عن أنيابه طمعاً=ما زاد تكشيره المشؤومُ من رَهَبِ
أو أطبق الفكَّ في مكرٍ يُخَبِّئُهُ=ما كان إطباقه المسعور من رَغَبِ))
عاثت تتارالدُّنى في أرضكم وعتَتْ=في قتلكم حاملات القتلِ و العَطَبِ
هَلَّا ذكرتم رزايا إخوةٍ لكُمُ=ذاقوا من الرُّوسِ من قتلٍ و من وَصَبِ
كابولُ تشهدُ أنَّ الغلّ أوقدها=ناراً على شعبها بالزيت و اللهبِ
ثاراتُ شيشانَ لن تطوى صحائفُها=لم تُنسَ صَرْختها من ماجدٍ و أبي
ذابت قلوب الألى في دمعهم حُرَقٌ=و العين ترقبهم مقطوعةَ السببِ
و الشام تُهدي بأُسْدِ الله كَوكبةً=إلى الجنان فعهدُ الذلِّ لم يَطِبِ
ودَّعْتُهمْ قُبَلاً و القلب مُنتحبٌ=وَا لَهْفَ قلبي لما يَلقَى: ألَمْ يَذُبِ؟!
هذا أنيني من الذكرى أردِّدُه=في لوعةِ الواجد الظمآن للعَتَبِ
ماذا تقول أبي في محنةٍ عصفت=بالشام موَّارةً والناس في القُشُبِ
ستون ألفاً قضَوا: نَيْرونُ أحْرقَهمْ=ما ذنبهم غيرُ بُغْضِهِمْ لمُغْتَصِبِ()
عارٌ على أُمَّةٍ صَمَّتْ مسامعها=تبّاً لدنيا بها عِبْدانُ ذي اللَّقبِ
يا شام يا عقر دار المؤمنين أيا=صفو الدنى في قِراعِ الشر في الحقبِ
بُوغِتُّ بالوالدِ المحزون يسألني=في دامعٍ من مآقي العينِ منسَكِبِ
بُنيَّ هل عاب جحدُ الجاحدين أخاً=أو أسْقطَ الأجرَعنْ رُسْلٍ ذوي كُتُبِ
أفْنَيتُ عمْري أنادي في مجامعنا="كونوا مع الله قلباً غيرَ مُنْقَلِبِ"
شريعةُ الله يقصيها أراذلكم=ما دام سيِّدُكم مولى أبي لَهَبِ
أودِعْتُ في سجنهم والقلب من ألَمٍ=يشكو قساةً من الأقوام من نَسَبي
لو أنَّهم علموا ما كان يَرقُبُهم=من كيد سجّاننا لاذوا إلى الهرب
أُخْرِجْتُ من قبرهم والعين ترمقني=و ليس لي مورد للرزق في قُرُبِي
و الصحب جاؤوا بكل العارفين بنا=يبكون ما حلّ بي في صَبرِ مُحْتَسِبِ
و قام أشْعرُهم يتلو قصيدة مَنْ=كان الإمامَ و كان البحرَ في النُّجُبِ()
"سافر ففي البعد خيرٌ من بقائك في=دارٍ ذليلاً مع الواشي أو الذَّنَبِ"
لم يجعل الله من كرْبٍ و ضائقةٍ=إلا سبيلا ً إلى فتحٍ لذي دَأَب
و إن رموك بجبنٍ في مقارعةٍ=فالجبن في لعقهم للكفِّ و الرُّكَبِ
ألم يهاجر نبيّ الله من حَرَمٍ؟=بل أصبح الهجر من شارات كلّ نبي
والعَوْدُ بعد الفراق المرِّ يبهجنا=فتحٌ من الله لا نَرْقاهُ في الرتب
اقرأ إذا شئت في "الفتح المبين" بهم=ما يَرتجي السائر النائي من الأرَبِ
أُخرِجْتُ من جنتي و العين باكيةٌ=و الصحب يُخفونني في مشهدٍ كَرِبِ
و هل ترى تحسب الذكرى مُخَلِّيةً=بيني و بين الرغيد المبهج الطرِبِ
علَّلْتُ نفسي بآمالٍ و مغفرةٍ=أستشرفُ الفجرَ من خيطيه في السحبِ
و كلَّما سار في الآفاق بارقةٌ=خِلْتُ الدجى أَفلتْ و الظلمَ في تبَبِ()
يكاد قلبي يجاري الطير في مرحٍ=فيَبْتَلِيني بفجرٍ خادعٍ كَذِبِ
حتى تعالى نداء الفجر في سَحَرٍ=و القوم يدعونني "اخرج و لا تَهَبِ"
فقلت هل كان ذَا ثانيهما فَلَقاً=أم أن نجم سماء الشام لم يَغِبِ
و رحتُ أسعى بإسفارٍ مجانَبَةً=للريب في مُغلِسِ الأسحار من خبَب()
حتى تسامى شعاع الشمس في أفُقٍ=و بات يُجلي من الآفاق كلَّ خَبي()
يا ثورة الشام تجري في لواعجنا=آن الجهادُ الذي أمضاه جأشُ صَبي()
إن تحسب الشام ماتت في مفاسدها=و الناسَ فيها من الآثام لم تَتُبِ
فاعلم بأن الخيار المُصْطَفَيْنَ بها=و الخيرَ مرتَهَنٌ بالشام في عَقِبِ
و الشام لا تنثني عنها ملائكةٌ=بسطاً بأجنحةٍ في أمنعِ الحُجُبِ
"لولا دمشقُ لما كانت طليطلةٌ"=هذي ترانيم أمير الشعر و الأدبِ()
إن كان هذا فخار الشام في أزَلٍ=فَارْبَأْ بنفسك عن لَمْزٍ و عن خَلَبِ((
لولا دمشق لما كانت طليطلة= ولا زهت ببني العباس بغدان