عُيونُ المَها
رائعة ومبكية
منذ زمن لم يبدع العشماوي مثلها !!!
1- عيونُ المَها بينَ الرَّصافة والجسْرِ
بَكينَ عراق المجدِ منْ شِدَّةِ القهْر
2- فليتكَ ياابنَ الجَهْمِ تُبصرُ ما جَرَى
وما اقتَرَفتْ إيرانُ فيها منَ الغَدْرِ
3- وما نَشرَ الإفرنْجُ فيها منَ الأسى
ومن حالةِ الفوضَى الكريهةِ والذُّعرِ
4- عيونُ المهَا يذْرفنَ دَمْعاً كأنَّهُ
تدَفُّقُ شلَّالٍ تحدَّرَ منْ صخْرِ
5- رأينَ دِماءً تصبغُ النّهر حُمْرةً
وأبصرْنَ أشلاء الأحبَّةِ في النَّهْرِ
6- وأبصرْنَ آلافَ الضَّحايا ،دِماؤها
على كُلِّ شبرٍ في عراق الأسى تَجْري
7- رأينَ طُغاةً لا يُراعونَ ذِمَّةً
قد الْتحَفُوا ثوب الضلالَةِ والكُفْرِ
8- يُبيحُونَ قتلَ الطِّفلِ تمزيقَ جسمِهِ
وإنْ أحسنوا ألْقوهُ في لُجَّةِ البحرِ
9- فرَوَّعهن الحالُ حتى كأنَّما
وقَفنَ على جمْرٍ وسِرْنَ على جَمْرِ
10- عيونُ المها ما عُدْنَ يُغرينَ شاعِراً
وما عدْنَ يُوقظنَ الصَّبابة في الشِّعرِ
11- رأينَ عراقَ المجْدِ في كفِّ ظالمٍ
يَجورُ بلا عُرفٍ لديهِ ولا نُكْرِ
12- تغذَّى غذاءَ الرَّفْضَ حتى غَدَا بلا
ضميرٍ ولا عقلٍ وصارَ بلا فِكْرِ
13- رأيْنَ عراقاً لو رآهُ خليفةٌ
بنى فيهِ صرحَ العلم والمجْدِ والفخْرِ
14- لهَزَّ حساما يخطف العين برقُهُ
وأعْلَنَها حرباً تُلوِّحُ بالنَّصرِ
15- لقد صارَ ياابن الجهم وجهُ عِراقِنا
بلا مُقْلةٍ ترنو إليْنا ولا ثَغْرِ
16- تدَاعَى عليهِ الغاصبون وأمَّتي
على ما يسوء القلب من حَالهَا المُزْري
17- تُسارِعُ في الأعداءِ ترجو موَدَّةً
وتلكَ - وربِّ البيتِ - قاصِمَةُ الظَّهْرِ
18- وكيفَ تنالُ النَّصرَ والعِزَّ أُمَّةٌ
تسيرُ إلى الأعْداءِ مَكشوفَةَ النَّحْرِ
19- رُصافَتُك ارْتاعتْ وأصبحَ ليْلُها
حزيناً بلا نجْمٍ يلُوحُ ولا بدْرِ
20- عيونُ المها تشكو جَفافَ قلوبنا
فلا نحنُ نُغْريها ولا كُحلُها يُغْري
21- تَهَاوى على أهدابِها ليلُ حسرةٍ
كتَائِبُها السَّوداء تقصِفُ بالفجْرِ
22- وأنَّى ترى مايشرح الصَّدر ظبية
تُحدِّثها الظَّلْماء عن (مقْتدى الصَّدْرِ)
23- وعنْ مالِكِيٍّ ملَّك الحقدَ قلبَه
وعنْ كُلِّ مأفونِ الهَوى سيّءِ الذِّكْرِ
24- لَئنْ كنتَ ياابنَ الجهْمِ أبصرتَ ظبيَةً
أصابتْكَ عيناها بغائلةِ السِّحْرِ
25- فإنَّا رأيْنا في الرُّصافَةِ أعْيُناً
بكَيْنَ على العِرْضِ المُدنَّسِ والطُّهْرِ
26- مَشَيْنَ على جِسْرِ الرّصافةِ مِشْيةً
مُكبَّلةً بالخوف والبُؤسِ والفقرِ
27- حزِنَّا لِما يجري ولولا لُجوؤنا
إلى الله في عُسْرِ الحياةِ و في اليُسْرِ
28- لتِهْنا جميعاً في متاهاتِ ضعفِنا
كما تاهَ عادٌ والعماليقُ في القَفْرِ
29- لجَأنا إلى المَوْلى الكريم وحسْبُنا
بهِ راعِياً نهفو إليهِ مدَى العُمرِ
30- رجَوْناكَ يا ربَّ العبادِ فإنَّنا
نُشاهِدُ طُغياناً على الأرضِ يستشري
31- ونسمَعُ أبواقاً تُزيِّنُ باطِلاً
أكاذيبُها في كلِّ ناحيَةٍ تسري
32- رَجَوْناكَ يارحمنُ فاشرحْ صدورنا
وقرّبْ إلينا ما رَجَوْناه من نَصْرِ
وسوم: العدد 691