إلى أمِّي الحبيبة
مَعينـُكِ مِن حنان ٍ لا يجفُّ
وقلبُكَ عن سَنـَـا روح ٍ يشفُّ
فأيُّ الناس أندَى منكِ كفـّا ً
وأنتِ الجُـــودُ يا أمِّي وكفُّ
وأنتِ لي الأمانُ فلا تبَـدَّى
بقلبـيَ في جواركِ ثـَمَّ خوفُ
أحنَّ إليكِ يا أمِّي فأسْعَــى
ويسبقني إليكِ هوىً وطرْفُ
وأنتِ لي الرَّبيعُ إذا تبــدَّى
لنا حَرُّ الهجير ِ وساءَ صَيْفُ
وأسْعدُ بالمنــــام إذا أتاني
يبثُّ حنانـَكِ الفيَّــــاضَ طيْفُ
يزورُ جوانحي فكأنَّ دهرا ً
من الأزمـــان في بُرْديكِ يصفو
وإنْ يوما ً تجَهَّم لي أناسٌ
وأدركـَـني مِن الأقــوام حَيْفُ
وآلمني الأسى منهمْ فأشقـَى
به ، أو حلَّ بي أمَّــاهُ حتـْفُ
هو المَحْيا دعاؤكِ فيه بَعْثِي
و ضمَّ الرُّوحَ تحنانٌ وعَطـْفُ
كأني ما تعرَّض لي جبــــــانٌ
بسوءٍ ، أو أتي بالضُرِّ صَرْفُ
إذا هَدَمَتْ معاولـُهُمْ شموخي
يعودُ شعـــــــــاعُهُ برْقا ً يَرفُّ
أسامِحُهمْ كأن العفـــوَ فرضٌ
عليَّ ، ولي به - ما عِشتُ - إلـْفُ
وإنْ خط َّ المشيبُ له خطوطا ً
برأسي ، إنني كالطفــــل أهفـو
إلى حِجْــر ٍ به نامتْ عيونٌ
وطابَ مَنامُها ، و الرُّوحُ تغفو
ببُعدِكِ إنَّ لي نِصفا ً غريبا ً
عن الدنيا ، بقربكِ عادَ نِصْفُ
إذا مسَّتْ يداكِ الجُرْحَ واها ً
لجُرْحيَ ما به مِن بَعْدُ نزْفُ
قطفتِ لنا من الأيام حُلـْما ً
غرسْــتِ بذورَهُ ليطيبَ قطفُ
ألا عذرا ً أيا أمِّي فشِعْري
به في ســــاحةِ التعبير ضَعْفُ
أيا أمِّي و لي في البوْح باع ٌ
قصيرٌ ، خانني في البَوْح حرْفُ
يسوقُ لك اعتذاراتي فؤادِي
فعفوا ً، لا سِــواكِ اليــومَ يعفو
وسوم: العدد 708