رائعة أبو العلاء المعري تلخص كل شيء
غيـرُ مـجـدٍ فــي ملّـتـي واعتـقـادي
نــــوح بــــاكٍ ولا تــرنـــم شادي
وشـبـيـهٌ صـــوت الـنـعـيّ إذا قِـــيس
بصـوت البشيـر فـي كــل نــاد
أبَــكَـــت تــلــكــم الـحـمــامــة أم غنّــت
عـلـى فــرع غصنـهـا المـيّـاد
صـاح هـذي قبـورنـا تـمـلأ الــرُحبَ
فـأيـن القـبـور مــن عـهـد عــاد
خـفـف الــوطء مــا أظــن أديــم الأرض
إلا مــــن هــــذه الأجــســاد
وقـبـيــح بــنـــا وإن قـــــدُم الــعـــهد
هــــــوان الآبــــــاء والأجـــــــداد
سر إن اسطعت في الهـواء رويـداً
لااخـتـيـالاً عـلــى رفـــات الـعـبــاد
رُب لحـدٍ قـد صــار لـحـداً مــراراً
ضـاحــكٍ مـــن تـزاحــم الأضـــداد
ودفــيـــنٍ عــلـــى بـقــايــا دفـــيـــن
فـــي طـويــل الأزمــــان والآبــــاد
فـاســأل الفـرقـديـن عـمّــن أحــسّــا
مـــن قـبـيـلٍ وآنــســا مــــن بــــلاد
كــــم أقــامــا عــلــى زوال نــهــار
وأنـــــارا لـمــدلــج فـــــي ســــــواد
تــعــبٌ كـلـهــا الـحــيــاة فــمـــا أعجـب
إلا مـن راغــبٍ فــي ازديــاد
إنّ حزناً في ساعـة المـوت أضعـاف
ســرورٍ فــي سـاعــة الـمـيـلاد
خُــلــق الــنــاس لـلـبـقـاء فـضـلّــت
أمــــــــة يـحـسـبـونــهــم لــلــنــفـــاد
إنــمــا يـنـقـلـون مــــن دار أعــمــالٍ
إلــــى دار شِــقـــوة أو رشـــــاد
ضجعـة المـوت رقـدة يستريـح الجسـم
فيـهـا والعـيـش مـثـل السـهـاد
وسوم: العدد 714