مشاركتي المقدمة لديوان (الطاهرة)
نَكَأَتْ جِراحًا في فُؤادي غائِرَهْ = أَوْهامُ مَنْ قَذَفوا الْحَصانَ الطّاهِرَهْ
وَكَأَنَّني بِدِمائِها نَهْرًا جَرَتْ = فَالْإِفْكُ طَعْنَةُ خَنْجَرٍ في الْخاصِرَهْ
غَرَسوا حِرابَهُمُ بِظَهْرِ الْمُصْطَفى = وَأَبًا لَهُ أَيْدٍ عَلَيْهِمْ ظاهِرَهْ
آذَوْا رَسولَ اللهِ في الزَّوْجِ الَّتي = كانَتْ عَلى بَيْتِ النُّبُوَّةِ ساهِرَهْ
وَالْيَوْمَ يَرْميها الرَّعاعُ بِذَنْبِهِمْ = وَهِيَ الَّتي ذَرَفَتْ دُموعًا حائِرَهْ
صَبَرَتْ ... وَلِلصَّبْرِ الْجَميلِ حَلاوَةٌ = تَمْحو الْمَرارَةَ في النُّفوسِ الصّابِرَهْ
نِعْمَ الَّتي للهِ تُسْلِمُ أَمْرَها = وَسَطَ الدَّواهي وَالظُّروفِ الْقاهِرَهْ
آذَوْا رَسولَ اللهِ في أَصْحابِهِ = لا نَبْحَ يُطْفِئُ لِلْمُحيطِ مَنائِرَهْ
يا أُخْتَ مَرْيَمَ، وَالْعَفافُ أُخُوَّةٌ = في رَوْضِها الْتَقَتِ الْقُلوبُ الزّاهِرَةْ
يَكْفيكِ فَخْرًا أَنَّ فيكِ كَرامَةً = قَدْ أُنْزِلَتْ آياتُ رَبّي الْعاطِرَهْ
إِنْ بَرَّأَ الْعَذْراءَ عيسى عِنْدَما = في الْمَهْدِ كَلَّمَ قَوْمَها في النّاصِرَهْ
فَاللهُ بَرَّأَ أُخْتَها في سورَةٍ = ضاءَتْ قُلوبًا بِالتِّلاوَةِ عامِرَهْ
يا مَعْهَدَ الْعِلْمِ الَّذي كَمْ أَمَّهُ = خَيْرُ الصَّحابَةِ وَالْعُقولُ الْباهِرَهْ
كَمْ مَرَّةٍ وَضَّحْتِ أَحْكامًا لَهُمْ = وَعَلَيْهِمُ اسْتَدْرَكْتِ دونَ مُفاخَرَهْ!
كَمْ مِنْ حَديثٍ قَدْ رَوَيْتِ وَقِصَّةٍ = عَمَّنْ عَجِزْنا أَنْ نَعُدَّ مَآثِرَهْ!
كَمْ كُنْتِ عَوْنًا لِلنِّساءِ عَلى الْأُلى = ظَلَموا وَكُنْتِ لِمَنْ ظُلِمْنَ مُناصِرَهْ!
كَمْ مَرَّةٍ أَنْفَقْتِ ما أوتيتِهِ = فَغَدَوْتِ، مِثْلَ أَبيكِ، أَذْكى تاجِرَهْ!
أُمّاهُ، عادَ الْمُرْجِفونَ لِإِفْكِهِمْ = نَهَشَتْ سِياطُهُمُ الْجُموعَ الثّائِرَهْ
يا دَعْوَةً للهِ، لا لِلنّاسِ، كَمْ = نَشَرَتْ حَديثَ الْإِفْكِ حَوْلَكِ فاجِرَهْ!
سَأَظَلُّ عَنْ عِرْضِ الْكِرامِ مُنافِحًا = حَتّى تَدورَ عَلى الْبُغاةِ الدّائِرَهْ