رسالة من ولدي الأكبر
خط مقالة
كتب بدمع العين الجاري إلي رسالة
اعلم أبت
أني أحبك فاسمع مني
إني أعلم أنك ماض بالإيمان الراسخ لكن
عندي شيء أنا أخشاه
أخشى من جور السلطان
أخشى من بطش السجان
لا تجهر أبت بكلام
ألزم صمتك إن سكوتك فيه سلام
شكرا ولدي
لكن اعلم أن سكوتي فيه مماتي
أن سكوتي يحطم نفسي يقهر ذاتي
أني أحبس عن رئتي هواء حياتي
صوت أبيك - بني الغالي- فيه علامة أني حي
أقتل خوفي
لا أستسلم
لم يخذلني حرف يشرق من أعماقي
هو يا ولدي يولد حيا
عند الله أراه الذخر المنجي الباقي
يقطر حبا للإنسان
يحمل مجدا للأوطان
يغضب دوما للحرية
يعلن أن الحق قضية
لست أداهن حد السيف
لست أشاهد بغي الحاكم ثم ألوذ بجب الخوف
أشكر ولدي نبض حروفك
أشكر نصحك
أوقن أن الحب الحاني كان وراء كلامك هذا
كم يسعدني أن تتمتع ولدي حبيبي بالعقلية
لكن ولدي اسمع مني
أنا في شوق للحرية
هذا الجيل القادم أيضا كم يشتاق إلى الحرية
والحرية ليست أبدا غير فؤادي
ليست إلا روح بلادي
ليست إلا سر حياة للبشرية
عمري قلبي روحي فداء للحرية
أنا قربان للحرية
فإذا مت بيوم قدر
فاذكر أن أباك توارى تحت الأرض ولم يركع إلا لله
كان الحلم بحريتكم أغلى هواه
والحرية ولدي الغالي حلم أعلى
أعيش أموت ولا أنساه
ولن أنساه
وسوم: العدد 716