ما لدَرْبكَ دارسٌ طللُ = والشِّعْبُ الخصيبُ مُصابهُ جَللُ
ومدائنُ العشّاق حلّ بها= هذا الدَّمارُ وعمَّها الوجَلُ
فإذا الجَوى بجوارها خَضِبٌ = والقلبُ لا ينْأى وإنْ عَزَلوا
عجَبي منَ الآلاء انطفأت = واخْلوْلقتْ ألوانُها المِلَلُ
ومنَ الحِجا أزرى به شدَهٌ= والحقّ في الأوْراق مُعتقلُ
ومنْ كفيلٍ كانتْ لهُ مِننٌ= فصارَ مثلَ الطفل ِ يُكتفََلُ
ومنْ يعاسيبٍ بكلِّ مدى= حاكوا من الشّحْناء واغتزَلوا
يَعْشوْنَ بالأوْحال في دَلهٍ = فكأنما أوْحالهمْ عَسَلُ
وعلى الرّصيف صاحَ سائسُهمْ= يحْكي الثُغاءَ كأنهُ الحَمَلُ
ما للزَّمان يَرومُ حِسْبتنا = ويسألنا ما ليْس يُحتملُ؟؟
وما لنا في الأرض غيرَ الخشا= ش، وما لنا نوقٌ ولا جَملُ
وما لأيْد ٍبالرَّحى ثقلتْ= ومضتْ بها تخشوْشبُ الوُصلُ
وما لِسَقاء الرَّحْل مُنسكبٌ= وجوانح العطشان تشتعلُ
والشمسُ في طيّها لهبٌ = فتوزَّعت أطنابها السُّبلُ
ودونها الأجفانُ مُسْبلة ٌ= وغنائمُ الأوْطان تُهتبلُ
وَاسْودَّتِ الأرجاء واكتحَلتْ = والحرُّ قيظ ليس يُحْتَمَلُ
فالعين ُفي الأحداق عابرة=لعلّ يجلو عبرها الأملُ
ولا ترى سوى حُجب=تطوى على حُجب وتنسَدلُ
وتركبُها في لحظة شهبٌ=لكنها في العتم تنغمِلُ
فما الذي نجزيكَ يا زمَنا ً= ضاقتْ به الأمصارُ والدُّولُ؟
سوى الرَّواحل َ جاوَزت طرُقا=ومشاعر َ الرُّكبان تجْتهلُ