من بؤسهم بكت الجلامدُ والصخورْ=وأنينها الموّارُ بركانٌ يثورْ
بعثوا رسائلَ من دموع عيونهم=ولهم بعرض الكون أسئلةٌ تدورْ
نهر البلاغة في حروف كلامهم=يجري فصيحاً بين طياتِ السطورْ
وسمعتُ منهم ما يمزقُ مهجتي=فإذا الكآبة كلها حولي تمورْ
أوَ تحت أنقاض البيوتِ تدوسنا=للبغي أقدام ، وتحوينا القبورْ!!
أشلاؤنا بين الشوارع تشتكي=لله ربّ الكون آلامَ الصدورْ
نحن الألى عشنا يطاردنا الردى=ونذوقُ طعمَ الموت من باغٍ حقيرْ
لا تأبه الدنيا بنا من جهلها=في عالمٍ يخطو إلى شرّ مصيرْ
قد يفتحُ العينين موفورَ السنا=لكنه أعمى ومكفوفٌ ضريرْ
هو كم يكابد غفلةً من ظلمِهِ =وإذا صحا يبدي من الخجل النكيرْ
أنّى له و أسىً يُباشرُ قلبَهُ =لمّا يرى الآلامَ في الطفل الصغيرْ
ما عاد يخجلُ من نذالةِ موقفٍ=رخوٍ ولا من جوع محرومٍ فقيرْ
أو من دماءٍ نازفاتٍ قد جرَتْ=بحراً ، ولمْ يأسَ لها الوطنُ الكبيرْ
وطنُ العروبة والهوانُ أحاطَهُ =وأبان عن وهَنٍ وعن داءٍ خطيرْ
سورية الأبطال رام عذابها=من كل أرض الله ختّالٌ كفورْ
صبّ الراوفضُ جام حقد قلوبهم=صباً عليها دون وخزٍ من ضميرْ
قالوا بأن دمَ الحُسين نداهُمُ =للثأر منا بعد أن مضتِ العصورْ
يا ويحهم والثأر طال صغارنا=كمْ قتّلوا البرءآء في عمر الزهورْ!!
نهشتْ من العرض الطهور كلابُهم =نهشت بناب العهر ربّاتِ الخدورْ
من بات في قفص المهانة داجناً=فغداً سينهش لحمَهُ ذئبٌ عقورْ
وهي الحقيقة فاستمعْ لندائها =يعلو وما للصاغرين من نصيرْ
ما لم نفقْ كل العواصم تصطلي=بالقتل أو بالعيش في ذلٍ مريرْ