مهاجرون
مُهَاجِرُونَ.. وَهٰذا الشَّمْلُ مُفْتَرِقُ
نَمْشِي وََخَلْفَ الْمَدَى الْأَشْبَاحُ وَالطُّرُقُ
تبَّتْ يَدَا مَنْ جَرَى فِي طَردِنَا سَفَهًا
أعَنْ رُبُوعِ رَوَابِينَا سَنَنْطَلِقُ !!
منْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ نَغْتَدِي هَرَبًا
مَا غَالَنَا غَيْرُ غُولِ الْحَرْبِ تَصْطَفِقُ
نَمْشِي وَهَذِي الوُجُوهُ الْيَوْمَ ذَاكِرَةٌ
بَيْنَ التَّصَاوِيرِ وَاللَّوْحَاتِ تَعْتَنِقُ
لَا دَرَّ دَرُّكَ يَا غَدْرَ الزَّمَانِ بِنَا
تَرَكْتَنَا بِيَدِ الْأَشْوَاقِ نَحْتَرِقُ
كَفَاكَ قَدْ زِدْتَنَا جُوعًا عَلَى وَجَعٍ
طَرِيقُنَا دَرْبُهَا الْأَشْوَاكُ وَالْغَرَقُ
أَمَا رَحِمْتَ، وََقَدْ أَوْلََغْتَ فِي دَمِنَا
أَمَا كَفَاكَ بِنَا التَّقْتِيلُ وَالنَّزَقُ
أَبْلَيْتَ بَالِيَنَا يَا دَهْرُ فِي غَضَبٍ
مُهَاجِرُونَ.. وَجَارَ اللَّيْلُ وَالْغَسَقُ
كُفُّوا دُمُوعِي عَنِ التّسْكَابِ بَاكِيَةً
فَإِنَّنِي رَاحِلٌ وَالصَّدْرُ مُخْتَنقُ
نَمْشِي إِلَى الغَيْبِ وَالصِّبيَانُ حَافِيَةٌ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالْأَقْطَارِ نَرْتَزِقُ
مُهَاجِرُونَ إِلَى الْآفاقِ جَالِيَةٌ
قَدْ شَيَّعَتْ وَطَنًا بِالنَّارِ يَحْتَرِقُ
أَلْفُرْسُ وَالرُّوسُ وَالأَوْبَاشُ قَاطِبَةً
تَغَلْغَلَتْ بَيْنَنَا ، فَالشَّامُ مُنْسَحِقُ
قَدْ بَيَّتُونَا وَكُنَّا نَرْتَجِي أَمَلًا
قَدْ عَلَّنَا أَلَمًا، وَالْحُلْمَ قَدْ سَرَقُوا
أَعْرَابُنَا فِي التَّكَايَا شِبْهُ نَائِمَةٍ
فَالْعُرْبُ فِي فِرَقٍ . وَالْغَرْبُ مُتَّفِقُ
عِرَاقُنَا لَا عِرَاقٌ بَعْدَهُ سَنَدًا
وَشَامُنَا كَادَهُ فِي السَّعْيِ مُرْتَزقُ
يَبْكِي عَلَى الشَّامِ قَلْبِي نَازِفًا كَمدًا
وَلِلْعِرَاقِ فُؤَادِي حَشْوُهُ حُرَقُ
وزَادَنِي يَمَنٌ فِي الْجُرْحِ مَقْتَلَةً
يَا أُمَّةً بَيْنَهَا الْأَوْجَاعُ تَسْتَبِقُ !؟