مهلاً رمضان
رمضانُ مهلاً فالوداعُ عسيرُ هيهاتَ بعدَكَ أن يكونَ سرورُ!
اللهُ شاءَكَ رحمةً لنفوسِنا من بعدِ أن غزَتِ النُّفوسَ شرورُ
أيقظتَ للإحسانِ فينا هِمَّةً قد عمَّها ــ لولا أتيتَ ــ فتورُ
الطِّفلُ مثلُ الشَّيخِ مثلُ شبابِنا الكلُّ في حسنِ الصِّيامِ فخورُ
لم تشكُ عسرَ الصَّومِ منَّا مهجةٌ فالعسرُ فيكَ محبَّبٌ ميسورُ
صَدَأُ القلوبِ جلوتَهُ وملأتها صفوًا وكانَ يشوبُها التكديرُ
مهما قَسَتْ منَّا القلوبُ تُلينُها فإذا القساوَةُ في الصِّيامِ حريرُ
أقلامُ كلِّ الكاتبينَ لو انبرَتْ لِتَحُدَّ فضلكَ سامَهَا التَّقصيرُ
بعضُ الذي ألهمتَ يُعجِزُ ذكرُهُ والبعضُ ـ عفوَ البعضِ ـ منكَ كثيرُ
يا رحمةَ الرحمنِ يا رمضانَنا أيامُ صومِكَ في الثَّوابِ دهورُ
الحبُّ والإيثارُ فيكَ سجيَّةٌ والجودُ والإحسانُ والتيسيرُ
أوما ترى مِنْ بعضِ ما ألهمتَنا من رحمةٍ أنَّ الوداعَ عسيرُ
فكُنْ الشَّفيعَ لنا عسى ينجو غدًا من كانَ منهُ عن التَّمامِ قصورُ!
وبعفوِهِ، وهو المُرجَّى دائمًا سيكونُ منزلُنا لديهِ قصورُ
فهوَ الذي أوحى لأكرمِ رُسْلِهِ أنَّ المهيمِنَ راحمٌ وغَفُورُ
ليلة 28 رمضان المبارك 1438هـ
وسوم: العدد 726