حزني سرى بي والهناءُ مُوَدِّعي = والطيرُ في أوكارها تبكي معي
بَرَدَى يئنُّ وللفراتِ مواجعٌ = لهما عيونٌ هاملاتُ الأدمُع ِ
والنيلُ مِن هول المُصَاب مَصَبُّهُ = يبكي دما ً بتألم ٍ وتوجُّع ِ
إيه يا سوريا التي بشموخها = هام الزمانُ بقلبهِ المتخشع ِ
إيه يا سوريا حمامك نائِحٌ = يبكي مذابحَ للصغار ِ الرضَّع ِ
يبكي مشايخ َفي الشوارع ذبِّحوا = بيد الطغاة ِ المجرمين الرُتع ِ
نسِفتْ مآذنُ والمساجدُ خرِّبَتْ = تبكي هلاكَ الساجدينَ الرُكع ِ
إيه يا سوريا الجميلة ُ ما الذي = ألقى بشعبكِ للفناء ِالمُوجع ِ
أهي الكرامة ُ ما أجلَّ مقامَها = ولها الفداءُ بكلِّ غال ٍ أرفع ِ
تحيا الشعوبُ بعزةٍ أو فلتمُتْ = واها لحُر ٍ بالكرامةِ مُولع ِ
إيهِ يا سوريا المدائنُ دُمِّرَتْ = رفضا ً أبيّا ً للهوان ِ المُفظع ِ
ضمَّتْ مقابرُها الفِساحُ أماجداً = وبكل شِبر ٍ في البلادِ و موضع ِ
هذي أساريرُ الحياةِ بهيجة ٌ= بعلو راق ٍ في السماء ِ مُودِّع ِ
هو ذا ارتضى لكِ بالشهادة ِ عزة ً= تيهي به تيها ً ولا تتواضعي
حُبّا ً لأمركَ فالمسامعُ أنصتتْ = و جوابُ أمركِ جاء دون تمنع ِ
إيهِ يا سوريا بصوتكِ فاشتكِي = عَرَبا ً هُمُ في الميتين الهُجَّع ِ
وَعَتِ الصخورُ الجامداتُ قضية ً = لانت لها ، يا ليت عُرْبانا ً تعي
بكتِ العيونُ ضراعة ً بدموعها = شعبا ً أبى إلا احتمالَ المَصْرع ِ
سوريا أقرَّ بك الإلهُ عيوننا = عِفتِ الكرى وأبيتَ دفء المضجع ِ
سَهرَتْ عيونك للصباح مَشوقة ً= لشُعاع نور ٍ بالكرامةِ ساطع ِ
فإذا بكِ اشتدَّ الهجيرُ و حَرُّهُ = فلتشربي ماء العلا وتضلعي
إيه يا سوريا التي أنا عاشقٌ = لجلالها ، تبكي لها الدنيا معي
لو أنَّ مِن قلبي الدموعُ تبدَّلتْ = بدمي ، افتديتكِ لا بنزفِ الأدمع ِ
إيهِ يا سوريا صباحُكِ قادمٌ = فدعي الأسى، وعن الهوان ترفعي
ما قال شعبُكِ غيرَ قولةِ مؤمن ٍ= فيها الرجاءُ نما وحُسْنُ تضرُّع ِ
يا ربِّ غيرَكَ في البَريَّةِ ما لنا = أحدٌ سواكَ به الأمانُ لهالع ِ
أوَ بَعْدَها يجفو كفاحَكِ فجْرُهُُ = تالله ما أدنى انتصارَكِ فاسمعي
طيبي و قرِّي بالكفاح وبالفدا = عينا ً ، وما هذا الكفاحُ بضائع ِ