سيّدُ الخلقِ محمّدٌ

يـضـوعُ ضـيـاؤهُ الـرقــراقُ أكـوانـا.

 فـيـغـدو فـي الـرؤى بـرقاً ووجـدانـا.

غـمــــامـــــاتٌ تـظـلّـلـُهُ تـطـوّقُـــــهُ،

 وســــــــــرُّ نـبـوَّةٍ لا يُـجـهـلُ الآنـا.

رسـولُ الله يـا غـيـضـاً، و يـا أمـلاً،

 إلـى الـغـفّـارِ تـدعــــــوهُ، وتـلـقـانـا.

تـقـولُ: لأمّـتـي الـغـفـرانَ يـا ربّـي،

 وفـي الـدنـيـا وضـعْـتَ العدْلَ ميزانا.

أتـاهُ الـوحْــــــيُ فـي غـارٍ يـحـمّـلُـهُ،

 رســــــــــالاتٍ ومـعـرفـة ً وقـرآنـا.

فـتـشـرقُ قـبـلـة ً مـن مـعصم ٍ ويدٍ،

 وتـشـهـدُ أرضـهـمْ حـلـمـاً وأثـمـانـا.

وتـزهـو النـفـسُ في ردع ٍ يـكـلّـلهـا،

 وتـنـشـــرُ خـيـرَها للـعـيــشِ ألـوانـا.

ســـــواســــيـةٌ أمـامَ اللهِ فـي تـقـوى،

 وخـيـرُ الـخلـقِ مـن تـعـلـيـم ِ مولانا.

بـديـنِ الله نـســـمـو، نـرتـقـي مـعـهُ،

 إلـى العـلـيـاءِ مـنْ يـهـديـكَ تـحـنـانا.

وحـيـن سـرى إلى الأقصى بمعجزةٍ،

 إلـى الـمـولـى طـوى الـبـيبانِ حيرانا.

ومـعـــــــراجٌ إلـى الـبـاري يـعـلّـمُـهُ

 صـلاةَ الـعـبـدِ، والـتـشـريفَ إيـمـانا.

يـقـودُ الـحــقَّ مـن شـعـبٍ يـصـدّقُـهُ،

 نـبـيُّ اللهِ يُـعـطـي الـصــدقَ بـنـيـانـا. يـؤدّي عـهـــــدَهُ بـأمـانــــةٍ صُـقـلـتْ

 مـن الأخـلاقِ تـرسـي الـجذْرَ تيجانا.

كـريـمُ النـفْـسِ، مـلـهـمٌ قـولُـهُ، دمثٌ،

 حـلـيـمٌ صـابـــــــرٌ، لـيـزيـدَ تـقـوانـا.

صـدوقٌ صــــادقٌ بـطـهـارةٍ مـثـلـى،

 أمـيـنٌ حـافـــــظ ٌ، لـيـنـيـرَ مـرمـانـا.

حـكـيـمٌ عـالــــــمٌ، بـوفـائـهِ رمـــــزٌ،

 شـريـفٌ نـاصـعٌ، لـيـهـيـبَ، ما هانا.

أصـيـلٌ ســــــــــامـقٌ بـنـقـاوةٍ مـجـدٌ،

 نـقــــيٌّ عـــــابـدٌ، لـيـصـوغَ أوطـانـا.

يـقـــوّمُ أمّـة ً وأدتْ عـلى خـــــــدع ٍ،

 يـصـوّبُ فـكـــرَهـمْ، ويـزيـلُ أوثـانـا.

يـطـهّـرُ قـومَـهُ، يـســـــمـو بأرواح ٍ،

 يـنـظــّمُ عـيـشـهـمْ، ويـعـيـنُ تـعـبـانا.

يوحّـدُ صوتهمْ، في الحـزم ِ نصـرتُهمْ،

 تـرى الأفـواجَ خـلـفَ الـحـقِّ طـوفـانا.

بأخــــــــــــلاق ٍ يـرتّـبُ عـلـمـَهُ أدبـاً،

 مـكـارمُــهُ تـغـيـدُ الـبـطــْشَ غـفـرانـا.

لـطـيـفٌ قـبـل بـعْــــــــثِ اللهِ تـخـبــرُهُ

 قـريـشٌ صـافـيَ الأنـســــابِ عـنـوانـا.

أتـاهُ وعـــــدُهُ الـمـيـمـونُ مـكـرمــــة ً،

 وغـايـتـُهُ غـدتْ خـيـراً وأشـــــــجـانـا.

يـهـزُّ الـنـخْـلَ مـن حـــــزن ٍ يـقـلـقـلـهُ،

 فـيـســــعـى الغـيـثُ بالأرزاقِ كـثـبـانـا.

حـلـيـبُ الجـدْبِ أضـحـى غـدْقَ ينبوع ٍ،

 ولـمْـسُ الـحـنْـوِ بـاتَ الـلـمْـسُ بـرهـانا.

عـلـى كـتـفِ الـنـبـوءةِ وشــمُـهُ عـرْفٌ،

 بـصـحـراءِ الـرمـالِ أحـاقَ فـرســــانـا.

ويـنـســــــجُ عـنـكـبـوتٌ خـيـطَـهُ أمْـنـاً،

 تـغـوصُ حـوافــرَ الـمـخـتـالِ جـثـمـانـا.

مـن الـرحـمـــاتِ فـي أرضٍ يـوزّعُـهـا،

 إلـى الأعـراقِ يـســـــجـيـهـا ويـرعـانـا.

هـو الإســـــــــــــلامُ ديـنُ اللهِ، حـامـلُـهُ

 رســــــولٌ أكـرمُ الأصـلابِ إنـســـــانـا.

هـو الـعـربـــــــيُّ والـقـرآنُ حـكـمـتُــهُ،

 ودســــــــــــتـورٌ إلـى الآتـيـن هُـدْيـانـا.

وأوحـــى اللهُ نـطـقـاً، صـارَ مـرتـبـكـاً،

 فـصـاغَ حـيـاتَـنـا بــرّاً وإحـســــــــــانـا. سـكـنْـتَ عـلى العـيـونِ، وكـنتَ نظرتَها،

 وفـي عـيـن ٍ يـصـيـرُ الـنـــورُ أجـفـانـا. وحـبُّـكَ فـي فــؤادٍ لــســــــــتُ أدركُــهُ،

 فـأنـتَ الـنـبـضُ والــدمُ حـيـثـمـا كـانـا.

نـحـبُّـكَ والـهــدايــةُ مـنـكَ نـابـغـــــــة ٌ،

 صـهـيـلُ الـبـثِّ فـي الأعـمـاقِ بـركـانا.

تـعـطّــرُ مـن قـداســــتِـكَ الـدنا فـوحـاً،

 فـتـلـمــسُ جـزعـة ً، فـتـصـيـرُ ريّـانـا.

تُـخـضّـرُ فـي الـجـريـدِ شـعـابَ مهملةٍ،

 مســـاكـبُـهُ الـمـدى صـورٌ، فـتـغـشــانـا.

مـقــيلٌ فـي سـهـوبِ الـضـوءِ تـسـرجُـهُ،

 عـلـى الأعـنـاقِ يـبـصـمُ شـظـْفَ ظـمآنا.

يـقـودُ الصـعْـبَ فـي الإصـرارِ منتصراً،

 عـلـى الأهــــواءِ والإغـــواءِ عـصـيـانـا.

إذا الإشــــــراقُ أبـقـى الـيـومَ مـوعـــدَهُ،

 عـلـى أكـمـامِـهِ زهــرٌ لـنـيــــســـــــــانـا.

تـتـوقُ إلـيـكَ ذاكـرتـي وأشـــــــــــواقـي،

 حـنـيـنـاً غـامـراً قـلـبـاً ونـشــــــــــــوانـا.

تـهـيـمُ بـكَ الـعـقـولُ، وتـبـتـغـي وصْـلاً،

 بـجـنّـاتٍ يـقـيـمُ الـعـمــــــــــــرُ أزمـانـا.

وضـعْـتَ نـظـامَـكَ الـبـشــريَّ أحـكـاماً،

 لـخـيـرِ الـنـاسِ، والإســـــــلامُ أغـنـانـا.

وفـوق الـتـربــةِ الـرمـضـاءِ تـزرعُـهـا،

 لأجـيـالٍ تـــــــرى الـجـرداءَ أغـصـانـا.

وفـيـكَ خـلاصُـنـا، إســـــلامُـنـا فـــــوزٌ،

 وسـامُ الفـخـرِ جـادَ الـصـبـرَ مـســعـانـا.

نـعـيــــــشُ كـرامـة ً عــزّاً أتـيـتَ بــهِ،

 وآخـرتُـنـا إلـى الرحـمــــــــانِ مـلـقـانـا.

جـنـانِ الـخـلْــــدِ ردٌّ أنــــــتَ واعــــدُهُ،

 خـتـامُ الـمـرســــــلـيـنَ دعـا، وأنـجـانـا.

ســــــــعـادتُـنـا مـن الإيـمـانِ نـنـهـلُـهـا،

 وفـي جـهـل ٍ ســيـبـقـى الـمرءُ شـقيانا.

وسوم: العدد 743