كلمة لا بد منها بين يدي هذه الصرخة المخلصة إن شاء الله
منذ أن أضيفت كلمة «ثانية» إلى كلمة «مِسلم» التي جاء بها النبيّون والمرسلون جميعاً عليهم صلوات ربهم وسلامه والمسلمون في تقهقر ومذلة وانهزام، وقد نسي أو تناسى هؤلاء المصرّون على الإضافة أن هذه الكلمة هي الأصل، فجعلوها بالإضافة نكرةً عُرِّفت بمضافٍ، أو بصفةٍ ما أنزل الله بهما من سلطان، فإذا بنا أمام سيل من الإضافات لم ينته تدفقه بعد فمسلم سنيٌّ، ومسلم شيعيٌّ، ومسلم صوفيٌّ، ومسلم سلفيٌّ، ومسلم أعجميٌّ، ومسلم عربيٌ، ومسلم حضاريٌّ، ومسلم أصوليٌّ ومسلمٌ ومسلمٌ ومسلم... عشرات الإضافات المستحدثة على دين الله الواحد الموحد جعلته أدياناً لا تحصى ولا تُعد.. حتى لأكاد أجزم أننا سنكون عبئاً ثقيلاً وترِكةً مخزية على أجيالنا المقبلة والتي سيهزها هذا المصير المؤلم فتتمرد عليه غير عابئة بإرثها المرهق الثقيل تاركة إياه وراءها إن لم أقل غير ذلك.
فإلى جيل التمرد هذا المنتظر الذي لا بدّ من مجيئه كما بشّرَنا رسول الله وبعيداً عن أية صفة يحسبونها معرِّفةً أو إضافة أرفع هذه القصيدة »الملطَّفة« صوتاً مدوياً في أسماع المخلصين من هذه الأمة، وأحسب أن لي عذراً عند كرام القوم، ولا بأس عليّ إن شاء الله تعالى من غيرهم من أرباب التخلف والجمود.
تمـــــرّد
تمرّدْ أيُّها الجيلُ الجديدُ=تمرّدْ كي يكونَ لكَ الخلودُ
تمرّدْ نحنُ حطَّمَنا الجُمُودُ=وأخطرُ ما يهدِّدُكَ الجُمُودُ
لهوْنَا عنْ حدودِ اللهِ يوماً=فما بقيتْ لنا يوماً حدودُ
تَمَرَّدْ ليسَ ينفعُكَ اتباعٌ=لمن ذلّوا، وغرّهُمو القُعودُ
تمردْ والعنِ الإذلال، وانهضْ=فليسَ سوى تَمرُّدِكَ المفيدُ
تَمَرَّدْ لا تَرُعْكَ خُطُوبُ قومٍ=على الإذلالِ طَابَ لَهُمْ رُقودُ
ولو يوماً تمرَّدْنا وثُرنا=على الطاغي لما سادَ العبيدُ
هي الأهواءُ كمْ أفنتْ شُعوباً=وأوَّلُ شاهدٍ عنها ثَمودُ
تمردْ أيَّها الجيلُ الجديدُ=ففيهِ لكَ التّقدُّمُ والصُّعُودُ
فإنَّكَ وارثٌ ديناً حنيفاً=سِواهُ الله مِنّا لا يريدُ
وليسَ بغيرِهِ ستنالُ عزّاً=بهِ أنتَ المُجدِّدُ، والجديدُ
بنى لجدودِكَ العظماءَ مجداً=على عُمْرِ الزَّمانِ هو الفريدُ
تَمَرَّدْ حَطّمِ الأغلالَ واهتُفْ=بنا وسطيّةُ الوثقى تَعُودُ
تَمَرَّدْ باسم دينِ اللهِ، واصْمُدْ=فليسَ بغيرِهِ يُرجى صُمودُ
تطاولَ باسمِهِ من مدّعيه=دعاةٌ آه لو فيهم رشيدُ
إذا ما جدَّ أمرٌ عنه ناموا=وعند الأكلِ هم أبداً وفودُ
به قد تاجروا، وبه استطالوا=وهم غيرَ التزلّفِ لم يُجيدوا
فما اتّخذوا سوى الأهواءِ رباً=ووا أسفاهُ كمْ مِنهُمْ حَسودُ!
يقولونَ الذي يُملى عليهمْ=وفي بابِ الطُّغاةِ لهم سُجودُ
ولو صَلُحُوا وكانَ بهمْ تُقاةٌ=وأيْمُ الله لامّحَتِ الحُدودُ
ولو صَدَقوا بما زَعموه يوماً=لما ارتفعتْ لغيرهمُ البُنودُ
ولولا ما أضلُّوا الناسَ عمداً=لما طال التخلفُ والرُّكودُ
ولولاهم لما كُنا شُعوباً=تُجرجِرنا كما تَهوى اليهودُ
ولولاهم لظلَّ الدِّينُ دِيناً=وليسَ هناك عنهُ من يَحيدُ
ولو همْ أخلصوا التَّوحيدَ يوماً=لوحَّدَنا فما قامتْ سُدودُ
وظلَّ المسلمونَ يداً، وروحاً=وظلَّ بكلِّ قلبٍ مِنهُ عيدُ
أليسوا قدوةً فيما ادّعوْهُ=وكمْ بالطبلِ تجتمِعْ الحشودُ!
إذا ما قادَ ركبَ القومَ أعمى=فليسَ لغيرِ مهلكةٍ يَقودُ
تَمَرَّدْ أيَّها الجيلُ الجديدُ=لتجنيَ بالتَّمرُّدِ ما تُريدُ
تَمَرَّدْ رافضاً ما كان منَّا=فنحنُ يكادُ يُنكِرُنا الوجودُ
فلا كُنَّا اليمينَ، ولا يساراً=ولا جهةً لنا فيها وجودُ
ولا ديناً لزِمناهُ بصدقٍ=ولا صدقتْ لدنيانا الجُهودُ
وأي الخيرِ يأتي من دعاةٍ=على إخوانِه كلٌّ حَقُودُ!
على ما كان فيه الذلُّ نسخُو=وللشهواتِ أكثرُ ما نَجودُ
فأيُّ الخيرِ يُرجى بَعدُ مِنّا=وعمّا يُرتجى كلٌّ بعيدُ!
تَمَرَّدْ أيُّها الجيلُ الجديدُ=فليس بغيرِهِ أنتَ الجديدُ
تَمَرَّدْ أنتَ بالإيمانِ حرٌّ=ونحنُ لكلِّ مَخجَلةٍ عبيدُ
تَمَرَّدْ عُقَّ ما قد كانَ مِنَّا=فعَقُّ ضلالِنا خُلُقٌ حميدُ
تَمَرَّدْ كُنْ لشوكِ الذُّلِ ورداً=فكمْ تأتي مِنَ الشَّوكِ الورودُ!
تَمَرَّدْ شرُّ خلقِِ اللهِ حرٌّ=يلذُّ لهُ على ذُلٍّ قعودُ
تَمَرَّدْ كُنْ شهيداً حين تُدعى=فعزِّ الدَّهرِ يَجنيهِ الشَّهيدُ!
تَمَرَّدْ أيُّها الجيلُ الجديدُ=وإلا أنتَ مُخترقٌ بليدُ