جرحُنا النزقُ
أضربْ عصاكَ، فنـبـعُ الروحِ ينغلقُ.
بـيـن العـصـا ورياحِ الـقـهـرِ نحـتـرقُ.
أضربْ عـصـاك فـإنَّ الـوقـتَ نـمـلكُهُ،
تـلـكَ الـرمـايةُ مـنـهـا الـبـحـرُ يـنفلـقُ.
هـذا الـمـدى صـورٌ،يـنـتـابُـنـا حـــذرٌ،
فاعشــقْ ترابَكَ، قبلَ الخلقِ قدْ عشـقوا.
في الصـمـتِ أغنيتـي تبكي مقاطعَـها،
إلـى الوجـودِ نرى الأوغـادَ منْ سـبقوا.
مـرســـومـةٌ فـي وجـوهٍ رغـبـةٌ ولـدتْ،
مـن نـزعةِ الـعـنـفِ في أغوارِها شبقُ.
بين الســوادِ بـيـاضٌ يـنـتـمـي عـطـباً،
ألـوانُـها الـســـحرُ لـو ألـوانُـها الـبـلـقُ.
خـذْ حـقدَكَ المسْخَ من أوصال أوردتي،
تـلـك الـحـنايا من الإحسـاسِ قدْ وثقوا.
تدورُ في راحـةٍ ســـكـرى نـودّعُـهــا،
فتصلبُ الصوتَ في الأسرارِ إنْ نطقوا.
قـلـبٌ تـســــمّـرَ فـي الأغـلالِ دافـقُـهُ،
والـشـمـسُ تغرفُ لو أصـلابُها دفـقوا.
بـيـن الـخـديـعـةِ نـرسـو أمّـةً خـدعتْ،
والنـيـرُ يغلقُ في التغريبِ إنْ صدقوا.
هـي الـحـكـايـةُ فـي ظـــــلٍّ يـظـلُّـلـهـا،
وفـي الـنـفـاقِ غـدا الـمـغـمـورُ يأتلقُ.
مـن الـخـيـامِ صـلاةُ الـحـزنِ ســامقـةٌ،
جـوعٌ يـصـلّـبُ في الأضلاعِ يسـترقُ.
والـبـردُ يـســــــحـقُ مـن آلامِـهِ ولــداً،
في الطينِ شعبٌ على الإذعانِ ينسحقُ.
بـلّـغْ شــيـاطـيـنـهـمْ إنَّ الـهـوى عـبـرٌ،
تـعـانـدُ الخـوفَ أمٌّ، يـولــــدُ الصَّــدِقُ.
مـن بـيـن مـعـمـعـةِ النـسـيـانِ مـولـدُنا،
عـلـى الظـلامِ خطى الإصـرارِ تنبثقُ.
كـمـا الـحـيـاةُ عـلـى وهْـنٍ نـشـــــكّـلـُها،
وفـي طـريـقِ الـهـدى حلـمٌ، ومُؤتلقُ.
أفــردْ مــداكَ، فـتـلـكَ الـروحُ بـاســـقـةٌ،
للهِ صـــوتٌ، مــن الأرحـامِ نـعـتـنـقُ.
فـي لـحـظـةٍ يـتـوارى الظـلـمُ مـن غـدِنا،
ويـنـشـرُ الصـبـحَ في آفاقِــنا الحـدقُ.
ونبلغُ الأرضَ رغـمَ الخـوفِ نســـــكنُها،
يـقـيـنُـنـا نبرةٌ في الجســمِ إنْ حرقوا.
نسمو بذاتِ الرؤى كالهمــــسِ في ولع ٍ،
يتوقُ في الخفْـقِ شـوقُ النفسِ والألقُ.
عـمـرٌ لـســـــــيّـافِهِ يـأسٌ غـشــــــــاوتُـهُ،
في الـبؤسِ يـبـلـغُـها التكتـيمُ والشَّقَقُ.
إنْ فـســـــدوا فـي الحـياةِ، العزمُ يحملُنا،
إلـى الصـراطِ إذا هـمْ في دم ٍ فسقوا.
صـلْـبُ الـحقـيـقةِ في التاريخ ِ ننقشُـــــها،
فـالحـقُّ يـنـطـقُ بالإيـمـانِ إنْ نعـقوا.
عـهـدٌ يـذوبُ على الأنـقـاضِ نعـشـــــقُهُ،
ويكتبُ الموتُ سطراً، يحفظ ُ الورقُ.
فـيـكِ البلادُ، وعطْرُ الأرضِ بـســـــمـتُنا،
فـوّاحُـهـا مـن فـم ٍ، أنـفـاسُـها الحبـقُ.
أرضٌ تـبـاركُ فـي الـرحـمـنِ نـشـــوتَها،
شــامُ الحـضـارةِ فـي الآبـادِ تـسـتـبقُ.
حمصي تنادي،وصوتِ القتلِ ناطقُها،
تضيعُ في الحربِ أرضُ الحلمِ والطرقُ.
تـحـاصـرُ الحـبَّ، والأشـواكُ مقبـضُـها،
هـشُّ الخـيـوطِ، لها الإمساكُ والخرقُ.
يـا مـرتـعَ الـوعـدِ فـي خـضْـبٍ يـعـانقُنا،
ســيـفُ البـطـولـةِ في الإذلالِ يخـتنقُ.
ضـاعـتْ مـلامـحُـنـا في الغـدرِ نلبـسُـها،
بـوحُ الـرســالـةِ للإنصـافِ يُخـتـرقُ.
أنــا الـمـضــمّخُ والأيّــامُ تـنـصـفـنــــــي،
فـي عـشــبِكِ القلبُ والأنفاسُ والعنقُ.
ســـفـيـنـةُ الـغــيرِ لا تــهدي مــسيـرتَــنا،
طـريـقُهـا الـتـيـهُ والإيـهـامُ والـغـرقُ.
حـلِّــــقْ بـحـلـمِـكَ يـا نـوراً بـظـلـمـتِــنـا،
صـرْنا نـعـيـشُ انقساماً وهجُهُ الغسقُ.
والـلـيـلُ يمـضـي،وينسـى حـمْـلَ جعبتِهِ،
ويـفـتـحُ الضـوءَ ذاكَ الفجـرُ والشــفقُ.
أيُّ اخـتـبـارٍ،وردْحُ الـرعْــبِ حـاكـمُـنـا،
نـمـوتُ، فـي تـرفِ الأوسـاخِ ننصعقُ.
قـوّمْ خـطـايـاكَ فالأبـعــادُ نـرصــدُهــــا،
جـيـلُ المـحـبّـةِ، جـيـلُ الحـقِّ والخلقُ.
أثـمـرْ،فـمـثـلـكَ فـي الإيـنـاع ِ نـافـلــــة ٌ،
وحضـنُـكَ السـمْـحُ أوطانٌ،وإنْ رتقوا.
أفـرغْ سـعـالَـكَ في الخـصـيـانِ يا أمـلاً،
يـمـحـو الفصـولَ، بـزنـدٍ يُغزلُ المزقُ.
عـلى التـجـلّي يـزيـدُ الصـفْـوَ من عدم ٍ،
ويسـرفُ الوجـعَ المفروضَ ما صفقوا.
كـــوّرْ حـنـيـنَـكَ بالأشـواقِ من صلفٍ،
فـي الـصـلْــدِ هـمـسٌ نداريـهِ، وننزلقُ.
ربـيـعُـنـا ثـــــورةٌ لا تـنـحـنــي أبـــــداً،
وشـمـسُـنـا مـن دمـاءِ الـطـفـلِ تُختلـقُ.
يا قـبلـة ً مـن جـراح ِ الـشـعـبِ ألثـمُها،
تـلـوّنُ الحـزنَ فـي وجـهٍ، وإنْ دحـقـوا.
ويـصبـحُ العـهـدُ فرضـاً نرتـقـي مـعَـهُ،
ويـرتــقي بـانتصارٍ جـرحُــنـا الـنـزقُ.
وسوم: العدد 744