صدر للكتاب والمؤرخ الكوردستاني (جوتيار تمر صديق) كتاب النزعة العربية وأثرها على الموالي في عصري صدر الاسلام والدولة الاموية
صدر مؤخراً عن دار تموز (تموزي) بدمشق كتاب (النزعة العربية وأثرها على الموالي في عصري صدر الاسلام والدولة الاموية)، للكاتب والمؤرخ الكوردستاني ( الدكتور جوتيار تمر صديق)، يقع الكتاب في 306 صفحة من الحجم الكبير، بتصميم جميل يتصدرها لوحة للفنانة التشكيلية الكوردية روناك عزيز، انتظم الكتاب بأربعة فصول تسبقها المقدمة وتنتهي بالخاتمة، فضلاَ عن ثبت بالمصادر والمراجع المعتمدة في الكتاب،طُرح في الفصل الأول نبذة عن بنية المجتمع العربي قبل الإسلام ولمحات عن بداية ظهور الإسلام فقسم إلى خمسة محاور رئيسة، تناول الأول مفهوم النزعة، وخصص الثاني لمفهوم لفظة العرب، فيما خصص الثالث للقبلية، أما الرابع فقد تناول العصبية، ثم الخامس والأخير الذي سلط الضوء على مفهوم المولى – الموالي – لاسيما في بنية المجتمع العربي قبل الإسلام وبعده، أما الفصل الثاني فقط خصص للبحث عن الأوضاع العامة للموالي في عصري صدر الإسلام والعصر الأموي، من خلال مباحث فرعية، الأول تناول نظرة العرب للموالي في صدر الإسلام ضمن مباحث فرعية، والثاني ارتكز على اثر بروز النزعة العربية على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية للموالي، ومن ثم الوقوف على تأثير النزعة العربية القبلية على الموالي في عصري صدر الإسلام وبدايات العصر الأموي.
تناول الكتاب في الفصل الثالث موقف الدولة العربية الأموية تجاه الموالي (41-132هـ /660-750م)، وذلك من خلال التطرق إلى الصراعات القبلية الداخلية، وانعكاسها على الأوضاع العامة في الدولة الأموية، وكذلك تأثر الموالي بالسياسة القبلية العربية الأموية، ومشاركتهم في حركات المعارضة ضد السلطة، فضلاً عن نظرة الأمويين للموالي وأوضاعهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومشاركة الموالي في حركات وثورات المعارضة، في العصر الأموي في المشرق الإسلامي منذ بداية تولي بني أُمية السلطة إلى زوال حكمهم. في حين خصص الفصل الرابع للبحث في جدلية الثورة العباسية بين العرب والموالي ونهاية الدولة الأموية، وذلك من خلال تأمل بروز النزعة العربية في الدعوة العباسية على حساب الدعاة من غير العرب (جدلية مفهوم الثورة العباسية بين الموالي والعرب)، ومن ثم تناول نبذة عامة حول بدايات استيطان العرب في خراسان ونواحيها، ومن ثم استغلال العرب للموالي في ثورتهم ضد السلطة، فضلاً عن تأثير الموالي ودورهم في سقوط الدولة الأموية، وفي الخاتمة ذُكرَت أبرز النتائج التي توصلت اليها الدراسة بشكل مختصر.
ومن جملة النتائج التي توصل الكاتب اليها أن العديد من المراجع الحديثة اثارت بالاستناد على بعض النصوص التاريخية والتشريعية على أن الموالي لم يكونوا مضطهدين في الدولة العربية الإسلامية، وأنهم تولوا مناصب إدارية مهمة وحساسة، وأن النصوص التي تظهر ازدراء العرب للموالي هي ليست سياسة الدولة إنما هي حالات فردية بدرت بالدرجة الأساس من بعض الاعراب، متجاهلين أن الافتراضات يجب أن تساق وفق معطيات واقعية، وليس مجرد تأويلات خارجة عن النطاق الافتراضي المبني على الظن، فالدولة لم تكن ضعيفة لتشاهد تلك المتحولات تجاه الموالي وتسكت عنها، على أنها رؤية ونظرة والٍ أو قائد جيش أو قاضٍ أو اعرابي تجاه الموالي، فهؤلاء كانوا ركيزة الدولة وعمادها الأول، وحين يتجاهل الخليفة اجراءاتهم فإنه يقرها بالدرجة الأساس، ولا يعتبر الأمر مجرد رأي شخص وحالة فردية طالما أنها تدرج ضمن سياسة الدولة، على ذلك الأساس فإن مفهوم الحالة الفردية تمثلت في الأصل بسياسة الخليفة عمر بن العزيز الذي رفع الجزية عن الموالي وحاول اتباع سياسة مغايرة معهم، إلا اجراءاته انتهت بموته، لأن من سبقوه فرضوا تلك السياسة، ومن أتوا بعده استمروا عليها، وبذلك اثبت الواقع التاريخي بأن ما قام به الخليفة كان حالة فردية، هذا فضلاً عن عدة نتائج اخرى تضمنه الكتاب في الخاتمة.
وسوم: العدد 1085