مدخل إلى البلاغة النبوية
مدخل إلى البلاغة النبوية
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
إصدار جديد
اسم الكتاب : مدخل إلى
البلاغة النبوية
المؤلف : أ . د .حلمي محمد
القاعود
الناشر : دار النشر الدولي
بالرياض
عدد الصفحات : 291 صفحة –
قطع كبير .
تاريخ النشر : 1432هـ =
2011م
قراءة الحديث الشريف وفقا لمنهج بلاغي ضرورة ، ترد على من رفعوا – بحق أرادوا به
باطلا – راية القرآن الكريم ، ليهدموا الإسلام جميعه ، ومن قصّروا في فهم السنة
النبوية فهما صحيحا ، بسبب ضعفهم اللغوي والأدبي والعلمي .
إن الحديث النبوي الشريف يمثل المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي ـ ولا يمكن
لبعض الناس الادعاء أن يزعموا أن الإسلام يكتفي بالقرآن الكريم ، وينسي هؤلاء أن
السنة النبوية أساس لا يمكن تحت أي ظرف تجاوزه ، إنها جزء أساس من التشريع ، وتفسير
له وتفصيل ..
لقد ظهرت دراسات عديدة من قبل ، تتناول البلاغة النبوية ، ولكنها تناولتها في
إطارات مشتركة مع البلاغة القرآنية ، أو في سياقات عامة ، كانت البلاغة النبوية
جزءا هامشيا فيها ، أو ركزت على القضايا التاريخية والنظرية ، وأهملت الجانب
التطبيقي .. أو كانت الصياغة أكاديمية جافة تصعب على المتلقي ، وخاصة من الطلاب
والشباب ، ومع ذلك فلهذه الدراسات فضل التمهيد وتعبيد الطريق لهذه الدراسة
المتواضعة ، وقد تضمنت المراجع في آخر الكتاب كثيرا منها.
إن هذا الكتاب يسعى إلى مخاطبة القارئ عامة ، والقارئ الشاب الذي لم تتح له دراسة
الحديث النبوي الشريف خاصة ، و تقديمه إليه بصورة متكاملة تشير إلى جوانبه البلاغية
المتعددة ، ولهذا حاول المؤلف أن تكون صياغة هذا الكتاب سهلة ميسرة ، قريبة
للأفهام دون تسطيح أو تقديم مخلّ.
فصول الكتاب الثلاثة تتكامل في تقديم صورة البلاغة النبوية بعمق وتركيز ..
في الفصل الأول تناولٌ لطبيعة البلاغة النبوية وأبعادها التي تُعرف بها ، وتكشف عن
طبيعتها ، من خلال بلاغة الكلام والمتكلم ، وبيان خصائص الأسلوب النبوي ، والتوقف
عند فصاحة النبي –
صلى
الله عليه وسلم
– من خلال فصاحة الكلمة والكلام .
وفي الفصل الثاني دراسة تطبيقية
للأساليب النبوية دارت حول الأساليب الخبرية والأساليب الإنشائية ، والتشبيه
والتمثيل ، والكناية والتعريض ، والطباق والمقابلة .. وقد سبق التطبيق في كل أسلوب
إشارة موجزة لطبيعة هذا الأسلوب وفق ما اتفق عليه البلاغيون العرب ، وقد تكون هناك
إشارة خاطفة لبعض ما يراه علماء الغرب من حيث التنظير لبعض الأساليب . لقد تضمنت
الدراسة التطبيقية نصوصا كثيرة ، وشواهد غزيرة ، لتستبين طبيعة الأسلوب موضوع
التطبيق ، وكلها من الأحاديث النبوية الصحيحة أو المتفق عليها .
في الفصل الثالث دراسة لفنون الحديث النبوي الشريف : القصة – الخطبة – الحوار –
الرسالة – الدعاء ، وهي صور وألوان وفنون كان لها دورها المهم في نشر الدعوة
الإسلامية ، وقد تعرض السياق لطبيعة هذه الفنون ، مع المقارنة بينها في الحديث
النبوي الشريف ، والأدب المعاصر ، والفارق الموضوعي الذي يميز هذا وذاك .
ثم كانت خاتمة الكتاب التي تحمل خلاصته ، مع بعض الطموحات التي نتمنى تحقيقها
بالنسبة للسنة النبوية عموما ، والبلاغة النبوية خصوصا .
ومن
هذه الطموحات أن تهتم المناهج التعليمية في المدارس والجامعات ، بتقديم البلاغة
القرآنية، والبلاغة النبوية ضمن مناهج التربية الدينية ، واللغة العربية ؛ في صورة
تتلاءم مع المستويات العمرية ، والمراحل التعليمية المختلفة ، ليكون الطالب على صلة
بمفاهيم القرآن الكريم والسنة النبوية ، ويتذوق جمالياتهما من خلال نصوص مناسبة ،
تجعله يطمح إلى القراءة والتمعن في القرآن الكريم والسنة المطهرة ، ويفيد من
كنوزهما وعطائهما ، بما يجعلهما من مكونات تفكيره وتصوراته .
فالقرآن الكريم والسنة النبوية من منابع اللغة العربية الأساسية ، ومن مكونات
الهوية الثقافية للأمة ، وأعتقد أننا في وقت الاستباحة الثقافية والاقتصادية
والعسكرية لأمتنا في أمسّ الحاجة إلى ترسيخ الهوية الإسلامية في وجدان الأجيال
وأفئدتها ، لنواجه هذا التيار الهادر من الثقافات ، أو بالأحرى ، رواسب الثقافات
الأجنبية ، المغايرة لثقافتنا الإسلامية ، والمعادية لها في أغلب الأحيان ، وتقتحم
بيوتنا وثقافتنا عبر الفضاء والإلكترونيات.