شاهدة على يدي
"شاهدة على يدي"
ديوان جديد للشاعر المغربي علي العلوي
رشيد بلمقدم - المغرب
عن دار شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدر للشاعر المغربي علي العلوي ديوان جديد بعنوان "شاهدة على يدي"؛ لوحة الغلاف من تصميم الفنان أمين الصيرفي، وعدد قصائد الديوان هو 23 قصيدة كتبت بين سنتي 2004 و2008، وقد سبق لهذه القصائد أن نشرت بمجلات عديدة نذكر منها على سبيل التمثيل لا الحصر: مجلة "البحرين الثقافية" البحرينية، ومجلة "الكويت" الكويتية، ومجلة "الشعر" المصرية، ومجلة "المجلة العربية " السعودية، ومجلة "t;الجوبة" السعودية، ومجلة "الحركة الشعرية" التي تصدر من المكسيك؛ هذا فضلا عن جرائد مغربية وعربية ومواقع الكترونية أبرزها: جريدة "روافد ثقافية" المغربية، وجريدة "طنجة الأدبية" المغربية، و"الصحيفة الأدبية" المغربية، و"الملحق الثقافي" لجريدة الأنباط الأردنية، و"الملحق الثقافي" لجريدة الزمان اللندنية، و"الملحق الثقافي" لجريدة العرب اللندنية، وجريدة "العراق اليوم" العراقية، وموقع "المثقف" ، وموقع "فوانيس" ، وموقع "دروب".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الديوان هو ثالث إصدار للشاعر علي العلوي بعد ديوان "أول المنفى" الذي صدر سنة 2004، والمؤلف النقدي "مفهوم الشعر عند ابن سينا" الصادر سنة 2008 ضمن سلسلة كتيبات مجلة "المجلة العربية" السعودية عدد 133.
وكيفما كان الحال، تبقى بنية الموت والمنفى هي السمة الطاغية على قصائد ديوان "شاهدة على يدي"، وذلك على غرار الديوان السابق "أول المنفى" الذي كان موضوع قراءات عديدة أجمعت كلها على سيطرة ملامح الحزن والألم والموت والاغتراب على الكتابات الشعرية لدى الشاعر المغربي علي العلوي. ولعل شاعرنا ظل وفيا لهذا الملمح في ديوانه الجديد، إذ نجده يقول في قصيدة "نشيد المساء" ( ص: 25):
في لحظة أو لحظتين
سينتهي وقت العبور
وحينها ستعود أسراب الطيورْ
......................!
فتسللي يا طفلتي بين الشموع
وهيئي لي
كأس شاي بالدموعْ
لم يبق لي
أحد هناك
ولم أعدْ أبكي سواكْ
ويقول في قصيدة "حلم محموم" (ص: 35):
يأسرني الحزنُ هناكْ
يأسرني أسراً
يأسرني قسراً
يأسرني وسط الأشواكْ
***
لا شيء هنا يذْكُرني عند طلوع الشمسْ
لا شيء يذَكِّرني بمروج الهمسْ
وحدي أدخل لحدي
وأجدد أسرار الأمسْ
هذا وقد أهدى الشاعر علي العلوي ديوانه الجديد "شاهدة على يدي" إلى "الصامدين في المكان رغم مكر الزمان"، ولعله بذلك يفتح أبوابا للأمل رغم ملامح الألم التي طغت بشكل ملحوظ على قصائد الديوان؛ وفي هذا السياق يقول في قصيدة "نبض وورد"
(ص: 86-87):
بعدها
قولا لها:
سامحينا إن حسبناك تراباً
ورفعناك إلى أعلى
فأنزلناك قولا ثم فعلاً
سامحينا
وامنحينا
فسحة في الوقت تجتاح اللسانْ
امنحينا
نطفة في الموتِ
تحيي بعدنا هذا المكانْ
ونقرأ في الغلاف الخلفي للديوان:
أنا غصنٌ حزينٌ
تكسر ذات خريفٍ
لتحملَه الريحُ بردا وصيفْ
أنا طيفٌ كفيفٌ
يرتب أثقالَهُ كل فجرٍ
ليسكنَ أسفل هذا الرصيفْ
أنا مرثيةٌ لزمان توغل فينا
وأشعل فينا
مروج النزيفْ