نقوش على قذيفة فسفورية
مجموعة شعرية جديدة 2010
خضر محمد أبو جحجوح
مخيم النصيرات/ غزة
عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
عضو رابطة أدباء الشام
صدر للشاعرالفلسطيني خضر محمد أبو جحجوح مجموعة شعرية جديدة بعنوان (نقوش على قذيفة فسفورية) عن مكتبة اليازجي، في غزة بطباعة مصرية أنيقة.
تقع المجموعة الشعرية في مائة وست عشرة صفحة من القطع المتوسط ، بمقاس 20×13.5 ، وتضم المجموعة ثلاثا وعشرين قصيدة معظمها من شعر التفعيلة، خلا قصيدة واحدة من بحر الطويل، يزينها غلاف ملون صقيل مع لوحة فنية رائعة للفنان عمر بدور،تجسد ملامح حرب الفسفور، بمعالجة فنية راقية .
عنوان المجموعة هو عنوان إحدى القصائد، التي تصور بانوراما الحرب بلقطات مأساوية تتخللها المفارقات التي تسيل من مفرداتها ملامح الوجع والألم الذي يبلور حجم المأساة ومستوى الكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة لهجمات قوات الاحتلال الصهيوني، وصمت الأمتين العربية والإسلامية في الوقت نفسه، مع تثمين تصويري جميل لمواقف الشرفاء بلغة شعرية مكثفة.
كما برزت في المجموعة الشعرية ظاهرة استدعاء التراث العربي، واستخدام تقانة القناع لتعميق المفارقة التصويرية، وتكثيف الدلالات والانزياح عن مستوى التلقي العادي إلى مستوى الانجذاب والتأمل، الذي يقارب ويفكك مخزون الدلالات التعبيرية والتصويرية، التي تكمن في القصائد. كما تخلل بعض القصائد السردي القصصي، والحوار في تمازج يثري المشهد ويخرج عن مستوى الغنائية إلى النسق الدرامي الذي يجسد الصراع ويوتر أبعاد الشعرية في المجموعة، ويرسم معالم المشهد المكاني وملامح البعد الزماني الذي تعيشه الحالة الفلسطينية المعاصرة
جمعت القصائد بين الأصالة والمعاصرة، حيث استطاع الشاعر تحقيق المعادلة وترسيخ ملامح شاعريته بخصوبتها وخصوصيتها، حيث تشكل الجمل الشعرية، والصور في المجموعة عالما خاصا تفرد به الشاعر من خلال تجربة نابضة مشتعلة عاشها تحت القصف، وقنابل الفسفور وبشاعة العسف الصهيوني، بين الأمل والألم، والرهبة والصبر، في تشكيل متميز، خصب الخيال، سلس اللغة، عذب الألفاظ، قوي المعاني، شكَّل صورا تتجاوز الواقع وهي تمتح من معين دموعه وعذاباته، ودمه المتدفق، وتحيله واقعا جديدا في رؤية شعرية معاصرة مكثفة وجميلة.
. تعتبر المجموعة صورة حية نابضة تصور المشهد الفلسطيني بمأساويته العامة، مع إضاءتها لخصوصية حرب الفرقان الأخيرة التي تميزت فيها البشاعة باستخدام آلات حرب لم تستخدم من قبل ضد الشعب الفلسطيني، بما نجم عن ذلك من دمار وقتل وجرح وحرق الأخضر واليابس في غزة. كما تجسد المجموعة فلسطفة القتل لدى النفسية الصهيونية ، وروح الانكسار والهزيمة التي تغلغلت في أنفس المنهزمين الذين باعوا الثوابت والمبادئ بحثا عن النزوات الزائفة الزائلة. كل ذلك في عناقيد من الصور المتشظية المتميزة، ولغة شعرية رائقة راقية.
والجدير ذكره أن هذه المجموعة هي المجموعة الشعرية الخامسة بعد مجموعات الشاعر السباقة التي صدرت تباعا وهي: صهيل الروح الصادرة عام 1997 عن مركز العلم والثقافة، وعرس النار الصادرة عن مكتبة مدبولي بالقاهرة عام 2000م، و (أعط العصفورة سنبلة الحب وواصل الصادرة عن مكتبة اليازجي بغزة عام 2007م. و (هديل على سروة الحنين) الصادرة عام 2009م، عن دار الكلمة نغم بالقاهرة.