الأصدقاء الطيبون

في ذكرى رحيل شيخ شعراء الصعيد الثانية عشر

أسامة محمد أمين الشيخ/مصر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

[email protected]

مما يتميز به شعراء قوص الوفاء فى أجل صورة كملمح إنسانى من ملامح الشاعر والأديب لذلك كانت اللفتة الطيبة من قصر ثقافة قوص والنادى الأدبى وشعراء قوص حينما أصدروا عام 1996م كتاب تذكارى احتفالاً بذكرى الشاعر الراحل محمد أمين الشيخ "1924- 1995"  والملقب بشيخ شعراء الصعيد ، والذى أثرى الحركة الأدبية فى صعيد مصر وقد ولد فى مدينة العلم والعلماء "قوص" فى 1924م وقد عرفه القارئ العربى من خلال ندواته وأمسياته والتى كان يلقى فيها قصائده وعرفت البلاد العربية أعماله من خلال أعماله المنشورة فى الصحف العربية مثل الجمهورية – المسلمون – المجلة العربية – المدينة – القدس – القبس – مجلة رسالة الجهاد الليبية – منبر الإسلام المصرية – اقرأ السعودية .

وبدأ كتاب الأصدقاء الطيبون بدراسة من حفل تأبين للشارع الراحل بمركز شباب الشيخية وانهالت قصائد الشعراء الأصدقاء فى رثاء شيخ شعراء الصعيد فمن قصيدة "عزاء على رفوف المكتبة " للمهندس عبد الرشيد محفوظ بغدادى يقول :

هذا جرير مع الفرزدق يبكيان

البحترى يقلم الأشجار فى فصل الظلام

وأبو العلاء هناك ينفض ما تبقى من عباءته

على الزمن الردئ

وأبو الفراس لا يزال يدق خيمته على وجع الرمال

أمل جل ما كتب عن الراحل تلك القصيدة الرائعة التى دوت فى الأفق والتى سطرها أحد أبناء شيخ شعراء الصعيد الأوفياء ألا وهو د / محمد أبو الفضل بدران فقال :

اسـتغفر الله ذنباً لست iiأحصيه
مـا جئت راثيه بل جئت iiأبكيه
مـحـمد  يا أمين الشيخ معذرة
لـكـن  شعرك باق وسط أفئدة
يا  رب هذا أمين الشيخ iiملتجئ
أنـزله مولاى دار الخلد iiتكرمه





يـا غافر الذنب من للعبد iiيأتيه
كـل الـصـعيد فداء لو iiيفديه
إن جاء لفظى دما فالحزن يدميه
حوتك شعراً مع الأجيال iiترويه
بـبـاب عزك هذا الجود يكفيه
إن  أذنـب العبد عفو الله iiيكفيه

وفى قصيدة "معى بين ثنايا النسيج" إلى الراحل الشيخ للشاعر والمخرج المسرحى يس ضوى فقال :

دمعى لكى اشعلك فما أثقلك

واذكر عنك هلالا على هيئة الطير

اسرج ما بيننا والقصيد

وذاب على هيئة الضحك

والشاعر الكبير عبد الستار سليم كتب يرثى الراحل قصيدة الشذى الباقى فقال :

إذا كان غنى المنشدون وأطربوا
عـرفـناك مفضالاً أريبا iiمهذبا
نـبيها نزيها طاهر اليد iiمخلصاً
كذلك  بعض الناس أن iiيترحلوا



وأطـرتك لكر فى البلاد وتغلب
وأنـى  لنا ذاك الأريب المهذب
رفـيـقاً وثيقاً كل ما فيك طيب
يـظل  شذاهم باقياً ليس iiيذهب

أما د/ قرش عباس – الأستاذ بكلية الآداب جامعة جنوب الوادى فيخاطب قوص التى فقدت ابنها البار فقال فى قصيدته "محاق جمعنا" :

أيا  قوص الحزينة كيف أنعى
أمـين  الشيخ يا فيضاً iiتجلى
وأسلس  من تغنى الناس iiقولاً
وداعـاً أمـيـن الشيخ وأنعم
وأنت  هناك فى عرس iiأميراً




أمـيـن  الـشيخ يا الله iiلطفاً
وانقى  من شعاع سن وأصفى
واشهى من أصاب القول قطفاً
بـجـنـات أعـد الله iiضعفاً
وقـد زفـتك حور العين iiزفَّا

أما المهندس / أحمد على عبد الجليل فكتب عاشق الترحال فقال :

اصـعـد  لربك حيث ربك iiنادى
فالجنة الفيحاء نحو الرضا فسبقتنا
الـنـاس  بـين مصدق iiومكذب
والـبـعـض  قـال iiبـحـسرة



وأرفـل  بأثواب الرضى وتهادى
والـسبق طبعك فى الورى معتاداً
الـبـعض  قال لوهله : نجم أفل
شـيـخ الـبـلاغـة قـد iiرحل

أما د / أشرف عبد الفتاح محسن فقال فى قصيدته "خذنى معك" :

خذنى معك أنا قد مللت الانتظار

ودفاترى فوق الشوارع اهكتها الريح واستعصى

على قلمى اللجوء إلى الفرار

والنيل لا يدرى متى الجوال

أما نبع الوفاء فكانت مرثية شاعر الأرقام والحسابات – محمد عباس حسن – فيصف الشيخ قائلاً :

عـلـم وتـجـربة ورأى iiصائب
كـرم  وأخـلاق وعـقـل راجح
عـمـل  دؤوب لا يـمـل iiأداءه
قـد  كـان مـدرسة تشع iiبنورها
كـم  عـلـم الأجيال تسعى iiللعلا
وهـو الـخطيب يهز عمق iiقلوبنا
ادعـو ربـى راجـيـاً مـتوسلاً
تـضفى  عليه من رضاك iiسحائباً
واقضى علينا الصبر ربى والرضا








وُدَّ وإخـلاص وصـدق iiمـشاعر
عـدل  وإنـصـاف وعفة iiطاهر
عـزم  وتـضـحية وقدرة iiصابر
لـتـضـئ  للأجيال نور iiبصائر
والـمـجـد يـرقـبه بدقة iiناظر
ويـفـسـر  الآيـات فوق iiمنابر
تـسـكـنه فردوس الجنان الباهر
مـن رحـمة تمنحه فضل iiالشاكر
واجـعـله  فينا فيض بحر iiزاخر

أما الشاعر المخلص الوفى – عدلى أبو معين – فيعيش فى حزن ويسأل الشيخ عن سبب الرحيل المفاجئ قائلاً :

ارحل قرير العين ودعه iiالورى
مات الطبيب فمن يرى لى iiدائيا
يـا  شيخ ما هذا الرحيل iiفجاءة
يا من رحلت وأنت أعظم شاعر
مـاذا  أقـول إذا رثيتك شاعراً




مـنـى كان للخير العميم منادياً
حـقـاً تـوارى بالتراب دوائيا
أبـكـيـتنا  فيه ولم تكن iiباكيا
لـو كـنت تعلم بعد موتك مابيا
إذ أنت فى هذا المصاب مصابيا

أما المهندس / حسانى عثمان إسماعيل – أمين حزب التجمع بمحافظة قنا ، فينعى الفارس الأخير من فرسان الشعر فيقول فى قصيدته " الفارس الأخير " :

الـفـارس الأخـيـر آثـر iiالـرحـيل
وسـيـف الـمرصع بصور العشق iiيلمع
أبـا عـاطـف هـلالـى مـن iiإجـابة
لـمـاذا رحلت فجاءة ؟ ولم نبلغ iiالمنتهى
مـعـذرة أعـرف أنـك لـن تـجـيب




كان يمتطى صهوة الكلمات جواده الأصيل
بـالـنـبـل والـبـراءة حـزنه iiالنبيل
بـحث الإله تقتل فينا الألم وتشفى iiالعليل
وخـطـونـا الـوئـيـد افـتقد iiالسبيل
فـمـثـلـك لا يـعيش فى أسرنا iiالذليل

أما الشاعر  ( بهاء الخولى  ) ففى قصيدته فى رثاء الهلال يقول :

بـكيتك فى الدجى iiحزنا
أتـتـركنا بشوش الوجه
لـقـد  كـنـت لنا نبعاً
أبـا  عـاطـف أيا iiنبتاً
وكـيـف  تغيب يا خال
فـلـيـس وداع iiيحرمنا





فـضـن البدر أن iiيطلع
وعذب الصوت لن نسمع
نـروى مـنـه لا iiنشبع
عـريـق القول iiوالمنبع
وروح الـشعر لك iiموقع
فـفـى الفردوس iiنتجمع

أما الشاعر – رمضان بلال – فيقول فى قصيدته " مليون أم أنجبته " :

مليون أم أنجبته مليون أمنية تراود قلبه

فى رحلة العمر المديد من كان يشدو دائماً

عشت يا وطنى الحبيب عشت يا وطنى

أما " دوا المحبوب " فكانت أنشودة الشاعر ( زكى مصطفى الحجازى ) فقال فيها :

رمانى الحب على بحرك  وأنا عطشان

شربت الشهد من شعرك ميزان وبيان

وقلبى الحر غناك وقال موال

وأمله يرد أفضالك يا أبو الأفضال

حلاوة الطبع فيك بلسم دوا المحبوب

وربك بالقلوب أعلم دَاَ رب قلوب

أما المهندس الشاعر / أيمن أبو الحجاج قطمة – ففى قصيدته " يا عم الكل " يقول :

عجبى على قلمك يا عم الكل

لما انحنى دمعه على خده

قلمك ومين قده كان

كان جره ورد وفل

قلمك دا كان عم القلام كلهم

قلمك وصوته الصارخ العالى

ياما ندالى وياما غنالى

للمظلومين للغلبانين للعريانين

للكل يا هلال يا عم الكل

أم الشاعر / عبد الحكيم حجاج الشعار – فقال فى قصيدته " بُكا ولا مغنى " :

رحل الفرس لملم شعاع الفجر فى جناحه

طلعلى ريش واتربيت على جناحه

علمنى تهتهة الحروف الخجولة

حزن الكلام نزل على الأرض متبعتر

ومين بعد الفرس يلم حروفى

أما الشيخ / محمد الأمين محمد شاهين – بمدينة قفط فكتب قصيدة بعنوان " لا ننساك أبداً " فقال :

حياة المرء بعد الموت ذكرى
وكم  حى وفى الأعمال iiميت
وقصد  المرء فى دنياه iiخيراً
أخـى  الأمين لا ننساك iiأبداً
وأبداً من الشيخ قد كان iiسنداً




مـعـطـرة تدوم إليه iiدهراً
وكـم ميت علا الأحياء قدراً
يـرفـع  قدره دنيا iiواخرى
فـفـقدك  افجعنا ألم iiوذعراً
وذكـراه ستبقى الدهر iiذخراً

أما الشاعر / أحمد محمد حسن – وكان الرفيق المخلص للشاعر فى ندواته وأمسياته فيحكى عن تجربة مع " الشاعر الفذ " هكذا عنوان لقصيدته حينما سأل شاعرنا الشيخ عن احدث قصائده فقال أن ملك الشعر قد هجره فعجبت أنه يقول :

يـقول  سلانى ملك iiالخيال
وبارحنى غائباً عن iiقصيدى
نـظـرت مـلياً إلى iiهيبته


وطالت على وحدتى هجرته
فـمـا عاد يمنحنى iiروعته
ومـلأتـنـى  دهشة iiقولته

أما الفصل الثانى من الكتاب فكان عن عبق السيرة وعن الجوائز والشهادات التى حصل عليها الراحل وبعض الصور التذكارية وصور أبناء الراحل ورسالة من الشاعر " عبد الله شرف " بتاريخ 18/2/1994م وقصيدة مواكب الفجر للشاعر  وأخرى بعنوان وجئت يا رمضان بخط يده أما أريج النثر فهى كلمات مضيئة بحروف من نور لكبار الكُتّاب ينعون فيها الراحل مثل أ/ مصطفى بكرى– والشاعر/محمود مغربى  والصحفى / خالد مبارك عيسى ، والشاعر / زكى حجازى ، والشيخ /  زكريا أحمد نور ، ومحمد الركاوى ، و الأستاذ / حسنى على خليل ، من أقارب الشاعر الراحل ، وأبو القاسم التونسى المحامى .

وفى النهاية كلمة وفاء من أ / سعد فاروق – مدير عام ثقافة قنا فى الاحتفال بذكرى رحيل الشاعر محمد أمين الشيخ ، تعبيراً عما يكنه فى قلبه من حب باقٍ له ، ووفاء لحق بعض ما قدم للثقافة والمثقفين والوعى القومى .