أهم الكتب التي صدرت في أميركا
خلال الشهر الماضي (كانون الأول)
( كلنا شركاء) باتفاق خاص مع المركز الأمريكي العربي للترجمة و البحوث و الاتصالات في واشنطن
اسم الكتاب: سقوط بيت بوش
القصة الخفية لتحكم مجموعة من المحافظين المؤمنين بالذراع التنفيذي للحكومة ليبدءوا حرب العراق و لا يزالون يتلاعبون بمستقبل أمريكا
اسم المؤلف: كريغ أنجر
أدى حكم الرئيس جورج دابليو بوش إلى اتخاذ أسوأ قرار في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية ألا وهو شن حرب دموية غير مضمونة النصر على العراق. فكيف حدث ذلك؟
يكشف كتاب "سقوط بيت بوش" أن قرار الرئيس جورج بوش المصيري بشن حرب في الشرق الأوسط ترجع جذوره إلى أحداث بدأت منذ قرون مضت ولم يكشف النقاب عن هذه القصة كاملة حتى الآن.
يقدم كريغ أنجر، مؤلف كتاب "بيت آل بوش وبيت آل سعود"، وهو أكثر الكتب مبيعاً في المكتبات الأمريكية، شهادة شاملة وعميقة وموثقة المصادر وموضوعية تبين العلاقة السرية والتحالف الوثيق بين صناع السياسة من المحافظين الجدد واليمين المسيحي، وكيف أضروا بأهم أسس ودعائم الديمقراطية الدستورية الأمريكية بدفعهم البلاد إلى وحل ورطة كارثية في الشرق الأوسط تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
ومن بين الأسرار الهامة التي يكشفها هذا الكتاب:
• أسباب تجاهل الرئيس جورج دابليو بوش نصيحة والده الحكيمة وإصراره على جر أمريكا للحرب.
• اختلاط العقيدة بالسياسة وقناعة الرئيس بوش وإيمانه القوي بأنه كان ينفذ إرادة الله.
• تلاعب ديك تشيني نائب الرئيس بجورج دابليو بوش ونجاحه في شل حركة خصومه داخل الإدارة الأمريكية وإلحاحه بلا كلل على شن هجوم على العراق.
• من هو المسؤول الحكومي المخلص الذي عمل إلى جانب بوش الابن، والذي احتج بقوة وبمباركة والد الرئيس ضد إقدام إدارة بوش على الوقوع في خطأ كارثي، ولم يعره أحد انتباهاً ؟؟
• وصول معلومات مستقاة من وثائق مزورة، أثبتت الاستخبارات عدم صحتها أربعة عشر مرة، بواسطة شتى وكالات الاستخبارات التي شقت طريقها إلى خطاب الرئيس بوش حول حالة الاتحاد والذي أعلن فيه الحرب على العراق.
• قيام تشيني والمحافظون الجدد بعقد مجلس امن قومي سري وتجهيزهم خط معلومات تضليلي ليخدعوا أمريكا ويبدءوا الحرب.
ونظراً لكونه محرراً ومحققاً متمرساً حائزاً على عدة جوائز بالإضافة لاتصاله بالعديد من المصادر السياسية الاستخباراتية السرية، يستطيع المؤلف كريغ أنجر الحصول على القصة الحقيقية، والتي تعتبر أكثر موضوعاته إثارة حتى الآن.
ويوضح أنجر من خلال العديد من المقابلات التي أجراها مع أعضاء في اليمين المسيحي وحركة المحافظين الجدد وإدارة بوش، بل ومع مصادر مقربة من أسرة بوش بالإضافة إلى عملاء من وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الدفاع وإسرائيل، كيف أدت ثقة إدارة الرئيس بوش في قدرتها على رسم التاريخ حسب هواها إلى دفع أمريكا إلى هذه الحرب الكارثية في العراق، مهددة بذلك بانهيار رئاسة بوش وتكبيد أمريكا آلاف الأرواح ومليارات الدولارات.
ويرى الكاتب أنه بعيداً عن أهمية الحفاظ على أمن الشعب الأمريكي، فإن الحرب على العراق ستعتبر نقطة تحول استراتيجيه في التاريخ خاصة وأنها قد تؤدي إلى اندلاع حرباً أوسع في الشرق الأوسط، وخاصة في إيران.
يعتبر العديد من النقاد أن كتاب "سقوط بيت بوش" هو الأكثر إثارة للجدل والقلق والأكثر شمولاً واستجلاءً لحقيقة الدوافع التي دفعت بجورج بوش إلى زج بأمريكا إلى الحرب في العراق. ويرى هؤلاء أن هذا الكتاب يعد دراسة واعية ومتعمقة للفرضيات الجوهرية المتناقضة والقناعات المزدوجة التي تشكل الإدارة الحالية داخلياً. و يكشف الكتاب كيف سنحت الفرصة أمام اليمن المسيحي، مع دخول بوش الثاني للبيت الأبيض، للتأثير على كافة قرارات الإدارة الأمريكية، إذ أعاد بوش الابن بعض السلطات للمحافظين الجدد الذين كان نفوذهم مجمداً إبان حكم والده.
ويفتتح أنجر كتابه مثل الدراما النفسية معطياً إنكار الابن لوالده بعداً مأساوياً ملائماً. ويعتبر المحافظين الجدد، واغلبهم من اليساريين سابقاً وبعضهم لا يعتنق أية أفكار دينية واضحة، حلفاء غير متوقعين لأعضاء جناح اليمين المسيحي الذين انضموا للحكومة أفواجاً بمجرد تولي بوش السلطة، إلا أنهم تجمعهم بعض النقاط المشتركة منها دعم الهجوم على الإسلام وضرورة بناء الإمبراطورية الأمريكية.
ويشير أنجر إلى أن أغلب هؤلاء "الأصوليين" الدينيين والسياسيين كانوا مثاليين دون أن يكون لهم ثقل كبير في العالم الحقيقي، وربما ما يجمعهم جميعاً هو كراهيتهم لهنري كيسنجر رائد السياسة الواقعية. مع ذلك وبرغم سيريالية تفكيرهم، إلا أنهم تأثروا كثيراً بمؤثرات العالم الحقيقي، وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر.
ويعمل أنجر هنا في نفس النطاق الذي كتب فيه كيفين فيليبس كتابه " الحكم الديني الأمريكي (2005)"، ويأتي بأخبار متعددة. فمن أحد النقاط المهمة التي يشير إليها في الكتاب أن كاثرين هاريس، وهي مسؤولة الخارجية في فلوريدا لعبت دوراً هاماً في إدخال بوش البيت الأبيض عام 2000، وهي التي كانت مساعدة لنفس "الأصوليين" الذين دفعوا بجيري فالويل ورفاقه إلى السياسة العلمانية، وبشكل غير رسمي ساعدت في التأكد من أن فرز أكثر من ربع الأصوات في فلوريدا لم يتم إحصاؤه بشكل منافي للقانون.
وماذا بعد؟ يتساءل الكتاب في الختام، فرغم أن الأصوليين والمحافظين الجدد فقدوا مصداقيتهم، إلا أن الكثير من الدمار آت لا محالة، والأيام المقبلة ستشهد على ذلك !!
اسم الكتاب: تشيني
القصة الخفية لأقوى رجل ونائب رئيس مثير للجدل في أمريكا
اسم المؤلف: ستيفن هايز
يقدم ستيفن هايز، الذي تصدر كتابه قائمة نيويورك تايمز للكتب الأكثر مبيعاً، صورة شاملة و دقيقة لأحد أهم الرموز السياسية المعاصرة في تاريخ أمريكا والشخصية الأكثر جدلاً على المستويين المحلي والدولي: نائب الرئيس ديك تشيني.
يشير هذا الكتاب إلى أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني ساهم طيلة عمله بالسياسة لمدة أربعين سنة، في اتخاذ بعض القرارات المصيرية في تاريخ الولايات المتحدة. فقد كان تشيني أحد النخبة من المستشارين القلائل الذين تواجدوا برفقة الرئيس جيرالد فورد في مكتبه حينما اتخذ قراراً بوقف الحرب في فيتنام. و بعد حوالي ثلاثين عاماً، ومن موقعه في المخبأ الموجود تحت البيت الأبيض بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001، ساعد تشيني في صياغة الرد الأمريكي على هذه الهجمات، ألا وهي بداية ما سمته الإدارة الأمريكية "حرب أمريكا ضد الإرهاب".
ويكشف الكتاب أنه برغم كل تأثيره البالغ إلا أن العالم لا يعرف الكثير عن ديك تشيني، ذلك لأن أقوى نائب رئيس في تاريخ أمريكا كان أيضاً أكثر موظفي الحكومة حذراً وكتماً للأسرار. لقد تساءل تشيني ببلاغة ذات مرة عام 2004 قائلاً: "هل أنا العبقري الشرير القابع في الظل ولم يره أحداً يخرج من مكمنه ؟ حقاً إنها طريقة جيدة للعمل."
واليوم ومن خلال كتابه "تشيني: القصة الخفية لأقوى نائب رئيس مثير للجدل في أمريكا"، يقدم ستيفن إف هايز مؤلف أكثر الكتب مبيعاً بالنيويورك تايمز والمحرر بالويكلي ستاندرد لقرائه رؤية جديدة لعالم هذا الرجل الغامض.
ولكونه استطاع الوصول بشكل منفرد إلى ديك تشيني نفسه، يستخدم هايز المئات من المقابلات مع نائب الرئيس وأصدقاء طفولته وناصحيه ومستشاريه السياسيين، بل وأعضاء أسرته والعاملين معه ومسئولين رفيعين وموظفين بإدارة الرئيس بوش ليقدم رسماً شاملاً لأحد أهم الرموز السياسية في الوقت المعاصر.
ومن الموضوعات المتعددة التي يتعرض لها هايز في كتابه أسباب ترك تشيني لجامعة يال، ومشاكله المبكرة مع القانون، والواقعة التي منعته من العمل في البيت الأبيض إبان حكم الرئيس فورد، بل وصعوده السريع للزعامة في الكونغرس الأمريكي ومعارضته لإطاحة صدام حسين من السلطة بعد حرب الخليج الأولى، ورحلته التي قاد فيها السيارة وحده بعد رحيله عن البنتاغون (وزارة الدفاع)، واختياره ليكون رفيقاً لبوش في الانتخابات، وكذلك دوره القيادي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والتحقيقات العدائية وإجراءات التحقيق التي تزعمها بعد هذه الهجمات. كما يذكر الكتاب كيف تزعم تشيني حملة المحافظين الجدد والإصرار على ضرورة شن حرب العراق، والنتائج التي ترتبت على الأخطاء التي وقعت أثناء وبعد هذه الحرب، ومعارك تشيني مع المخابرات ومع وكالة الاستخبارات المركزية وآثارها الباقية. وبتقرير شامل يلقي هايز الضوء على ظلال وخفايا إدارة بوش لينيط اللثام عن ديك تشيني آخر مختلف عن الذي تعتقد أمريكا أنها تعرفه.
ويكشف هايز عبر مقتطفات ليبرالية متحررة من مذكرات تشيني وتقارير وخطب ترجع لفترة حكم نيكسون وفورد وريغان بالإضافة لتعليقات تشيني نفسه أثناء المقابلات، يكشف الجذور العميقة لشخصية تشيني الرسمية الحالية. ومن هذه الجذور ينكشف أسلوب العمل التي اعتمد عليها تشيني طيلة تاريخه السياسي وإيمانه بتقوية السلطة التنفيذية على حساب الفرع التشريعي، وجعل السرية هي نقطة العودة الاحتياطية بدلاً من الوضوح في أي أمر، بالإضافة لتفضيله السلطة والنفوذ والتأثير من وراء الستار على الجماهيرية الشعبية.
ويشير هايز أيضاً في كتابه إلى أن تشيني، قبل أن يصبح رفيقاً لبوش في انتخابات 2000، وصف منصب نائب الرئيس بأنه "وظيفة مزعجة"! لكن هايز يرى انه أثناء ولايته استطاع تشيني تحويل هذا "المكتب التقليدي عديم الأهمية" إلى "بؤرة ومركز القوة الرئاسية." وتأكيداً لدور تشيني كنائب للرئيس تقتفى هذه السيرة الذاتية تاريخه السياسي كله بداية من عمله في الكونغرس عام 1968 متضمنة أهم الوظائف التي تقلدها في إدارات فورد وبوش الأب، بالإضافة إلى 21 عاماً من العمل كعضو كونغرس.
واعتماداً على مقابلاته مع تشيني وغيره بالإضافة إلى حوارات تليفزيونية وتقارير صحفية يستخدم هايز هذه المعلومات ببراعة وكفاءة. ولكونه مراسلا للويكلي ستاندرد ومؤلفاً لكتاب سابق عن العلاقة بين تنظيم القاعدة وصدام حسين، يقترب هايز من تشيني بتعاطف معارضاً الآراء والانتقادات اللاذعة حوله في الصحف واسعة الانتشار، فهو مثلاً يأسف كيف تحولت قصة السفير جوزيف ويلسون "الواهية" حول تحريف الدليل والمعلومات بأن العراق حاول الحصول على اليورانيوم من النيجر إلى "حقيقة منطقية."
قد لا يقتنع النقاد بالكتاب إلا أنه يرسم صورة حية لتشيني كقائد ذكي هادئ التزم طيلة حياته المهنية، حتى وهو عضو كونغرس، بدعم قوة وسلطة الفرع التنفيذي. بينما يرى محبو هذا الكتاب أنه وصف جدير بالاحترام لديك تشيني، فهو مشهور بأنه لا يتحدث إلا مع من يختاره هو وحتى حينها لا يتكلم كثيراً. وهو هنا يوجز كلمات قليلة لهايز الكاتب المحافظ بويكلي ستاندرد الذي يدافع بقوة عن الإجابات المراوغة لنائب الرئيس رداً على الأسئلة غير المريحة المتعلقة بالعراق والقاعدة. بعض من هذه الكلمات موحية مع بعض المقتطفات المنتقاة من لقاءات أخرى مثل ملحوظة تشيني "هل أنا العبقري الشرير القابع في الظل ولم يره أحداً يخرج من مكمنه؟ حقاً إنها طريقة جيدة للعمل."
ويعترف هايز بأن قلة خبرة تشيني في شبابه كان لها أسوأ الأثر، بداية من القبض عليه مرتين لقيادته سيارته وهو مخمور، إلى سنوات هروبه من الخدمة العسكرية في فيتنام والتي قال عنها تشيني:"لقد كان عندي أولويات أخرى في الستينات أهم من الخدمة العسكرية." ويرى الكاتب أن سنوات المجد أيام إدارة نيكسون وفورد هايز دفعت تشيني إلى مزيد من البلاغة الجديرة بالإطراء، رغم انك لتود للحظات أن تقرأ مابين السطور، كما عندما وجد تشيني ورامسفيلد، أقوى حليفين، نفسيهما في موقف الراعي لطموحات متباينة في مسلسل يصور المجد الزائل لكريستين تود وايتمان.
وبقراءة أكثر تعمقاً لما بين السطور يتضح طبقاً لما أورده هايز أن تشيني كان معارضاً في البداية لغزو العراق، ثم ما لبث أن تحمس لاغياً السياسة الضعيفة لكولين باول غير المحبوب ودعم بقوة سلطة المحافظين الجدد وتأثيرهم داخل الإدارة الأمريكية. أما بالنسبة لفاليري بليم، وأسلحة الدمار الشامل و العلاقة بين صدام حسين وبن لادن وما إلى ذلك، فيعلق هايز في الختام قائلاً: "وبقدر ما حاول تشيني تجاهل أقسى الانتقادات التي وجهت إليه، فإنه يعترف بأن هذه الانتقادات المشددة حول استخدام الإدارة للاستخبارات...قد غيرت أسلوبه في أداء العمل." أو بمعنى آخر فإنه مازال لا يتحدث حتى مع المعجبين به.
اسم الكتاب: قوة إيران العسكرية وقدراتها الحربية
اسم المؤلف: أنتوني كوردسمان ومارتن كليبر
تشير هذه الدراسة الصادرة عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إلى أن العديد من بلدان العالم تعيش اليوم حالة من القلق وانعدام الثقة في نوايا إيران بالنسبة للشرق الأوسط ودورها وتأثيرها على الساحتين الإقليمية والعالمية. فالرئيس الحالي محمود احمدي نجاد لم يخف معارضته للغرب، وخاصة إسرائيل، ولا رغبته في امتلاك أسلحة نووية.
ومع ذلك، وكما يشير أنتوني كوردسمان ومارتن كليبر في هذا الكتاب، فإن الرئيس احمدي نجاد لا يتكلم بالضرورة نيابة عن النظام الديني الإيراني الحاكم، والذي يعمل وسط سحابة من السرية و يتحكم مباشرة أيضاً في الجيش الإيراني.
وبالنظر إلى الطبيعة الغامضة لأهداف إيران الدولية، تركز هذه الدراسة على النواحي الملموسة لقدرات إيران العسكرية وتتبنى نظرة موضوعية للخطر الذي تشكله إيران على المنطقة والعالم. ويقدر الكاتبان بدقة كل جانب من جوانب القوات العسكرية الإيرانية، بداية من الجيش التقليدي إلى تهديدهم الغير مسبوق بشن حروب بالتبعية في المنطقة.
وتختم الدراسة بالإشارة إلى أن العديد من العاملين بمسائل الأمن القومي يبدون اهتماماً بالغاً بنوايا إيران، دون أن يفهموا بدقة وموضوعية قدراتها العسكرية والحربية والاستراتيجية. ومع انعدام هذا الفهم الضروري فإن هذه التكهنات ستكون جهداً ضائعاً وغير ذي قيمة لما يمكن أن يحدث في حالة حدوث خلاف. وتقدم دراسة كوردسمان و كليبر، وبالتفاصيل الدقيقة، أساسا لفهم التهديد الحقيقي الذي تشكله إيران على الخليج العربي بشكل خاص، وعلى الشرق الأوسط بشكل عام.
لمحة عن المؤلفان:
يرأس أنتوني كوردسمان قسم التخطيط والدراسات في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية، ويعمل محللاً ومعلقاً على نشرة أخبار شبكة إيه بي سي. وقد كتب كوردسمان باستفاضة في مجال الطاقة وسياسات الشرق الأوسط واقتصاده وأمنه ودراساته السكانية. كما خدم في عدد من المناصب الرفيعة بالحكومة الأمريكية بما فيها قسم الطاقة، وكلف أيضاً ببعض المهام في الشرق الأوسط.
يعمل مارتن كليبر باحثاً بقسم الدراسات والتخطيط بمعهد الدراسات الإستراتيجية والدولية. وقد عمل قبل ذلك على تعديل القطاع الأمني ومنع انتشار الأسلحة النووية في المكتب الألماني الخارجي بالبوسنة وبالأمم المتحدة. نشرت كتابات له حول نظام منع الانتشار النووي وإيران بالإضافة إلى السياسة الخارجية وسياسة الدفاع الأمريكية. كما أنه اشترك مع أنتوني كوردسمان في تأليف كتاب " تحديث العسكرية الصينية: تطوير القوة وقدرات الأمن."
اسم الكتاب: اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية
اسم المؤلف: جون ميرشايمر وستيفن والت
ما هو اثر اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية، وهل يصب في صالح الأمن القومي الأمريكي ؟
يعتبر هذا الكتاب امتداداً لمقال ميرشايمر ووالت الشهير الصادر في لندن ريفيو أوف بوكس عام 2006 والذي لاقى استنكاراً واسعاً في أوساط اليهود الأمريكيين وأثاراً جدلاً كبيراً حول العالم. ويضاعف المؤلفان في هذا الكتاب من حججهما وبراهينهما حول "الأثر المؤذي" لمؤيدي اللوبي الإسرائيلي على الحكومة الأمريكية.
ويستطلع كل فميرشايمر ووالت، وهما أستاذان للسياسة بجامعتي شيكاجو وهارفارد على التوالي، تحالف الجماعات والأشخاص الموالين لإسرائيل، بما فيهم منظمات اليهود الأمريكيين والمتبرعين السياسيين، المتشددين المسيحيين، والموظفون الحكوميون ممن يعتنقون فكر المحافظين الجدد، ورجال الإعلام ممن يتهمون منتقدي إسرائيل بمعاداة السامية، ولجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية (وهي الذراع التنفيذي للوبي الإسرائيلي) والتي يصفونها بأن لها" تأثير قوي على الكونغرس الأمريكي."
ثم يؤكد الكاتبان أن اللوبي الإسرائيلي قد أقحم الحكومة الأمريكية في سياسات الشرق الأوسط بدون مبرر سياسي أو أخلاقي: مثل تبرير تقديم المساعدات المادية السخية لإسرائيل رغم احتلالها للأراضي الفلسطينية، والمواجهات الأمريكية التي لا داعي لها مع أعداء إسرائيل إيران وسوريا، ودعم القصف الإسرائيلي للبنان عام 2006 والذي "انتهك قوانين الحرب"، وحرب العراق التي "ربما لم تكن لتحدث في غياب اللوبي الإسرائيلي."
وينكر الكاتبان الإدعاءات ضدهما والزعم بترويجهما للمؤامرة مشيرين إلى أن أنشطة اللوبي الإسرائيلي تشكل، وإن كانت مُضللة، جماعات شرعية أمريكية حتى النخاع للاهتمام بالسياسة.
ومن منطلق عمل الكاتبان الأكاديمي وتحليلهما الحذر وتوثيقهما الدقيق لمستنداتهما التي يدعمان بها مزاعمهما، يستطيع هذا الكتاب أن يشعل الجدل ثانية.
وربما لم تثر أية مقالة بحثية الجدل عام 2006 مثلما فعلت دراسة "اللوبي الإسرائيلي" التي كتبها مؤلفا الكتاب لـ لندن ريفيو أوف بوكس. فالمقال يرى أن الجماعات السياسية القوية ساعدت في جعل أمريكا تتجاهل أمنها الخاص كي تدعم امن إسرائيل. وهذا الكتاب امتداد شامل لهذه المقالة النارية والتي تم تنزيلها أكثر من مائة ألف مرة من على الإنترنت. وقد أثارت هذه الدراسة صيحات الغضب وهتافات التقدير لتحديه ما كان موضوعاً محظور الحديث فيه في أمريكا وهو اثر اللوبي الإسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية.
ويؤكد كتاب "اللوبي الإسرائيلي وسياسة أمريكا الخارجية"أن اهتمامات أمريكا في الشرق الأوسط تقوضها الأفكار الخاصة بآمال إسرائيل بعيدة المدى، مشيراً إلى التحالفات الوثيقة بين أمريكا وإسرائيل ورؤيتهما المشتركة للتطورات الجديدة في لبنان وإيران. ويصف الكاتبان بدقة حجم المساعدات المادية والدبلوماسية الملحوظة التي تزود بها أمريكا إسرائيل، زاعمة أن هذا الدعم لا يمكن توصيفه لا على أساس استراتيجي ولا أخلاقي. ويقدم كل من ميرشيمر ووالت، العالمان السياسيان بجامعتي شيكاغو وهارفارد على التوالي، مسحاً شاملاً واستعراضاً لتحالفات واسعة ووثيقة بين الجماعات والشخصيات الموالية لإسرائيل، بما في ذلك المنظمات اليهودية الأمريكية والمانحين السياسيين والأصوليين المسيحيين والمسئولين الحكوميين من المحافظين الجدد من داخل الفرع التنفيذي للحكومة، والشخصيات الشهيرة في وسائل الإعلام ممن لا يتورعون عن قذف كل من ينتقد إسرائيل بأنه معاد للسامية وللوبي الإسرائيلي، اللذين يصفانه بأن له "قبضة من حديد على الكونغرس".
ويكشف الكتاب أن هذه العلاقة الاستثنائية بين أمريكا وإسرائيل تعود بشكل كبير إلى التأثير السياسي لتحالف حر مكون من أشخاص ومنظمات تعمل بنشاط لتشكل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه مناصر ومؤيد بقوة لإسرائيل. ثم يؤكد ميرشايمر ووالت باستفزاز أن اللوبي الإسرائيلي له تأثير شامل على وضع أمريكا في الشرق الأوسط، في العراق وإيران ولبنان وحتى اتجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بل ويؤكدان بجرأة وموضوعية أن السياسات التي تشجعها أمريكا لا تصب في مصلحة الأمن القومي الأمريكي ولا مصلحة إسرائيل على المدى البعيد.
لمحة عن المؤلفان:
جون ميرشايمر هو أستاذ العلوم السياسية المتميز في ويديل هاريسون والمدير المساعد لبرنامج سياسة الأمن الدولي بجامعة شيكاجو. نُشرت له عدة كتب أهمها مأساة سياسة القوة العظمى.
ستيفن إم والت هو أستاذ العلاقات الدولية بمدرسة جون إف كيندي للحكم بجامعة هارفارد، وشغل منصب عميد مدرسة كينيدي من عام 2002إلى 2006 وهو مؤلف كتاب ترويض القوة الأمريكية: الاستجابة الدولية للسيادة الأمريكية. من بين كتب أخرى
اسم الكتاب: عملاء أجانب
لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية (أيباك) منذ جلسات استماع فولبرايت 1963 وحتى فضيحة التجسس 2005
اسم المؤلف: غرانت سميث
لمن يريدون فهم كيف سطت لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية واللوبي الإسرائيلي على العملية السياسية الأمريكية لابد لهم من قراءة كتاب جرانت سميث "عملاء أجانب". فشرحه المفصل لعمليات اللجنة، والذي ظل خفياً طويلاً، سيزيل أي شكوك في أن ما يواجهه الشعب الأمريكي ما هو إلا طابور خامس لابد من تحديه وهزيمته.
يحلل كتاب "عملاء أجانب" تاريخ وأنشطة لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية أو اللوبي الإسرائيلي. ويبدأ بشهادة ووثائق استدعاء للمثول أمام المحكمة ترجع لوقت تحقيقات مجلس الشيوخ عام 1963 في أنشطة العملاء برؤوس أموال أجنبية. وكان اكتشاف السيناتور جي دابليو فولبرايت لعمليات غسيل أموال في الولايات المتحدة كانت تمول رؤوس أموال إسرائيلية، قد أثار أسئلة هامة وجوهرية حول سعي الولايات المتحدة نيابة عن الدولة الصغيرة (إسرائيل) و حول سريان القوانين مثل قانون تسجيل العملاء الأجانب وقانون لوغان. ثم يكشف الكتاب المناوشات في قانون انتخاب لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية في الثمانينات والتسعينات، محللاً دور اللوبي الإسرائيلي في تأسيس وتنسيق لجان العمل السياسي ودور اللجنة في انتهاكها المزعوم لقانون الانتخابات. ثم يعود الكتاب لمسألة التجسس. ففي عام 2005 أُدين اثنان من العاملين باللجنة، وهما ستيفن جي روزين وكيث ويزمان، بانتهاك قانون التجسس الصادر عام 1917.
ثم يستعرض الكتاب تحركات فريق الدفاع خلف الكواليس والقرارات القضائية المخالفة للتعديل الدستوري الأول والخاص بقضايا حرية التعبير، وأسئلة (في العمق) حول اتجار جماعات الضغط أو اللوبي الإسرائيلي بمعلومات سرية تخص وزارة الدفاع الأمريكية. ويقيم الكتاب إصرار روزين وويزمان على أن ما هو منسوب إليهما كان في نطاق عملهم مع اللجنة وقاموا به من اجل مصلحتها. ثم يصدر الكتاب توصيات شاملة من اجل رؤية قانونية أوسع لسياق تاريخ اللجنة (أيباك) كعميل أجنبي سري وقوي لإسرائيل.
ويرى النقاد العرب أن هذا الكتاب مهم ويجب يجب أن يقرأه الجميع خاصة من هم في مركز صنع القرار السياسي. فقد أظهرت لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية أنها خطراً على أمن أمريكا باستخدامها للمال والقوى السياسية لتفيد حكومة أجنبية على حساب دافعي الضرائب الأمريكيين. وقد أبلى جرانت سميث جهداً في بحثه القوي ليحصل على حقائق ستفيد الناخب الأمريكي في الانتخابات الرئاسية القادمة.
يقدم جرانت سميث خدمة عامة وحيوية في هذا الكتاب بتقديمه الأدلة المؤكدة لأن لجنة الشئون العامة الأمريكية الإسرائيلية، وهي اللوبي الإسرائيلي في أمريكا، ما هي إلا عميل لحكومة أجنبية وأنها قد انتهكت القانون لسنوات بطرق تؤذي وبشدة المصالح القومية الأمريكية. ومهما كان مصيرها النهائي فإن إدانة موظفي اللجنة بتهمة التجسس ضد الولايات المتحدة هو تطبيق حاسم للقانون ومطالبة برد حاسم. وفي النهاية فلا بد للشعب الأمريكي أن يدرك ويعالج أكثر المصالح الأجنبية التي اجتمعت على ارض أمريكا أذى، والأثر الاستثنائي لدولة إسرائيل على كل منحى من مناحي الحياة الأمريكية تقريباً.
وبالفعل قدم جرانت سميث عملاً هاماً يكشف صورة تفتح العيون للعمليات السرية الدقيقة للوبي الإسرائيلي وأثرها الفريد على سياسة أمريكا في الشرق الأوسط. وما يجعل هذا العمل البحثي الجريء مقنعاً لا يمكن دحض مناقشاته هو حقيقة أنه يتوجه بعيداً عن مخاطر نظريات المؤامرة المحيطة باللوبي الإسرائيلي عن طريق اعتماده فقط على مصادر المعلومات الحكومية والعامة. ويعتبر كتاب عملاء أجانب الكتاب التمهيدي للمهتمين بفهم سياسة الحكومة الأمريكية في الشرق الأوسط ونتائجه على سياساتها الداخلية وأولوياتها.