انهيار العَلَمانية

قراءة في كتاب

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين / عرض محمد هيثم عياش  ‏31‏/01‏/10 ينفي خبير شئون الاديان وعلوم الاجتماع  الاسباني خوسية كازانوفا الذي يعيش منذ سنوات بعيدة في الولايات المتحدة الامريكية ويقوم بتدريس مادتي علوم الاجتماع والاديان في جامعات نيويورك وفرجينيا اضافة الى استاذ زائر لهاتين المادتين في جامعة  هومبولدت البرلينية انه اذا ما أرادت مجتمعات وحكومات اوروبية الاستعانة بالدين في الكثير من قراراتهم السياسية ان تصبح هذه الدول غير متسامحة وينفي ايضا في كتابه الذي وضعه مؤخرا – العَلَمانية في منصة الاختيار – خوف اوروبا من الاديان – وعرضه اليوم بندوة ثقافية امام الصحافة بالعاصمة برلين ان يكون الدين عامل وراء حروب ثقافية واهلية .

ويعود سبب اختيار اوروبا للنظام العّلَماني / بفتح العين واللام / لسيطرة الكنيسة الكاثوليكية على مقاليد الامور ومصادرتها للحريات العامة وكم افواه اولئك الذين طالبوا الفاتيكان بالانفتاح على العلوم فالفاتيكان كان وراء بقاء اوروبا متأخرة لعصور كثيرة فالكنيسة الكاثوليكية رفضت بحوث جاليليو حول الارض والفلك واحرقته حيا كما احرقت الكثير من غيره من العلماء احياء . وامتنعت  البابوبة  على مدى سنوات طويلة ترجمة القرآن الكريم ونشره في اوروبا لاحتواءه على علوم مفيدة للانسانية . والدين لا علاقة له بالتعصب والاسلام يعتبر اكثر الاديان السماوية انفتاحا على الاديان الاخرى والعلوم ويطالب القرآن الكريم معتنقي الدين الاسلامي بالتبحر بالعلوم وهو يتحدى الجن والانس النفاذ من اقطار السموات والارض بدون سلطان وهو العلم .

ويعتقد كازنوفا ان العلمانية في اوروبا في طريقها الى الزوال لا محالة ، فالنزاع الذي دب بين زعماء دول الاتحاد الاروبي  من اجل وضع  صيغة التدين على دستورهم الاوروبي الذي باء بالفشل ينظرون بشغف الى قيمة  الدين في سياستهم فالمستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر ومعه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك استعانوا بلجنة دينية اجتماعية وعلمية لوضع دروسهم ونظرياتهم حول الجينيات وزراعتها بالانسان وخطرها على المجتمع ورأي الدين بذلك .

ويؤكد كازانوفا ان الاوروبيين الذين اختاروا العلمانية لنظام حكمهم الا ان يستغلون الدين في سياستهم العسكرية وغيرها ، فحرب الثلاثين عاما التي اندلعت بين اعوام 1618 و 1648 كانت بسبب الصراع على القوة بين الكاثوليكية والبروتسانت كما  كان قيام الشيوعية بحجة القضاء على الراسمالية التي قادتها  الكنيسة وساهم الغرب بمحاربة الشيوعية تحت غطاء الدين وبدعم لا هوادة من الكنيسة بتعاون كبير مع الاسلام اضافة الى ان الحربين العالميتين الاولى والثانيةاللتين كادتا ان تهلك الحرث والنسل في اوروبا والعالم مصدرها الدين وقيام الصهيونية العالمية لتأسيس دولة لليهود على ارض فلسطين الانجيل مصدرها الرئيسي قبل التوراة . ويعلن كازانوفا ان اوروبا والولايات المتحدة الامريكية كانت وراء اندلاع الحروب في منطقة الخليج العربي فهي ساهمت الى اندلاع الحرب بين ايران والعراق بحجة الدين لوضع حد لتصدير ايران ثورتها الخمينية الى العالم الاسلامي وخاصة الى دول تلك المنطقة كما ساهمت باخراج الجيش العراقي من الكويت بحجة الحيلولة دون قضاء صدام حسين على الظاهرة الدينية وساهمت بالحرب الافغانية وبعدها باحتلال العراق بحجة الدين .

وحذر كازانوفا الغرب من نشرهم دعايات مناوئة للدين بين شعوبهم  بأنه عامل على التفرقة الاجتماعية وتخويفهم من مغبة عودتهم للتدين باعتباره وعلى حسب نظريات خبراء السياسة الاستراتيجية مدعاة للعداوة بين الشعوب وانه لا يدعو الى التسامح وانه وراء النفور من بعضهم البعض مؤكدا بأن التدين يجعل من الشعوب على استقامة وكرامة الاخلاق مطالبا عدم وضع عوائق تحول دون اختيار الاوروبيين الدين الذي يرونه مناسبا لهم اذ ان النظام العلماني لم يساهم بتنمية المجتمعات ورقيها على حسب قوله .

ويقع الكتاب في حوالي 260 صفحة .

Jose Casanova

هـ/ع