بيروت.. "المدينة الملونة"

مركز الحوار العربي

بيروت.. "المدينة الملونة"

في ندوة أقامها "مركز الحوار العربي" في واشنطن يوم الأحد 10 حزيران/يونيو، تحدث الروائي وعالم الإجتماع الدكتور حليم بركات حول كتابه الجديد:  "المدينة الملونة"

 وهي رواية تاريخية تركز على مدينة بيروت في الخمسينات..

"المدينة الملونة" مفكرة عمر ويوميات مرحلة ربط فيها الدكتور حليم بركات بين التجربة الذاتية وتجارب بيروت العامة في الخمسينيات من القرن العشرين. وقد منحه قلمه حرية خيالية شبيه بحرية بساط الريح، تأخده الى كل مكان. فالرواية هي تاريخ وجداني وطني لسيرته وسيرة بيروت في مرحلة ما بعد الاستقلال وخلال ما يزيد على عقد من الزمن، وبل سيرة جيل عربي عاش مع النكبات والخيبة المريرة وكان، من ناحية ثانية، اتساع الأمل والحلم بالانضمام الى حركة سياسية .

جاء حليم بركات وهو طفل الى بيروت من قريته الكفرون السورية هو واخيه واخته، وكانت امه تقدمته وعثرت على عمل وعلى غرفة. اما هو فكان يعمل في الصيف في مصبغة في شارع المكحول، وفي بقية الفصول يسعى الى ان يكون جزءاً من مدينة، من صورة بيروت التذكارية، عاش فيها فيما بعد في الخمسينيات هو وادونيس ومحد الماغوط ونذير العظمة وصادق العظمة وسواهم. وكان هؤلاء عند فكر أنطون سعاده، ورفاقاً لغسان تويني وانيس صايغ وسعيد تقي الدين، وحلموا حلماً متعدد الرؤى:

عالم لا يرفع فيه المواطن راية الطائفة والقبيلة والعشيرة، بل عالم الانصهار الوطني والقومي.

وينتهي المطاف بحليم بركات الى رحاب سيرة المدينة مقترنة بسيرته الذاتية مسائلا المسارات التي اجتازها في زمن الفتوة منتصف القرن العشرين، مطلاً عليها من شرفة القرن الواحد والعشرين، في ما ينيف على خمسمئة صفحة موظفاً اليوميات والرسائل ومقتطفات من مقالات وقصائد نثرية وغير نثرية، وهو حريص على ان يُدخل تنويعات شكلية توسع من نطاق النص ليلامس فضاء المجالات المتصلة بحياته الخاصة.

يقول الناقد الادبي محمد براده ان رواية "المدينة الملونة" تطفح بتأملات وافكار كثيفة، متنوعة، وتحتضن قصائد وأغاني وذكريات شجية... ومواجه الزمن “الذي اصبحنا فيه، كما يقول بركات، اصبحنا كوطن وأمة نعيش على هامش الوجود بعد ان كنا نحلم ان نقترب من مركزه  فتبدو "المدينة الملونة"  اقرب ما تكون الى نشيد ذي نفس ملحمي. هكذا تقول صحيفة الاخبار “ ان حليم بركات ارْخ بلغة ذاتية وحميمة للنكسات والهزائم ومدن الاحلام المجهضة ”.

 حليم بركات : سيرة ذاتية

روائي وعالم إجتماع ولد  في قرية كفرون، سوريا ، ونشأ في بيروت ، ويقيم في واشنطن منذ عام 1975، ونال باكالوريوس وماجستير من الجامعة الأميركية في بيروت  (1960) ودكتوراة في علم النفس الاجتماعي(1966) من جامعة ميشيغان، آن آربور . وعمل إستاذاً جامعياً في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة تكساس، وزميل باحث في جامعة هارفرد، وتقاعد حديثاً من جامعة جورجتاون حيث درّس كاستاذ للمجتمع والثقافة لمدة 26 عاماً .

نشر مجموعة قصصية بعنوان الصمت والمطر وسبع روايات هي : القمم الخضراء (1956) ، وستة أيام (1961) ، وعودة الطائر إلى البحر (1969) ، والرحيل بين السهم والوتر ( 1979) ، وطائر الحوم(1988) ، وإنانه والنهر  1995، والمدينة الملّونة - دار الساقي 2005 . وترجمت بعض رواياته وقصصه إلى الانكليزية والفرنسية واليابانية الإلمانية والروسية .

ومن مؤلفاته عدة كتب في التحليل الاجتماعي والثقافي منها : المجتمع العربي المعاصر، وحرب الخليج : خطوط في الرمل والزمن، والهوية: ازمة الحداثة والوعي التقليدي. وله عدة مؤلفات في اللغة الإنكليزية

وتشمل مؤلفاته ما يزيد على خمسين دراسة  باللغة العربية والانكليزية.