أصل الدين والإيمان عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

قراءة في كتاب:

أصل الدين والإيمان عند الصحابة والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين

دراسة تحليلية منهجية شاملة لأصول الإيمان ومنهج التوحيد

على منهج الوحيين القرآن والسنة الصحيحة

المؤلف: الدكتور مأمون حمُّوش

خليل الصمادي

[email protected]

الطبعة: الثانية ،لا دار للنشر دمشق 1423هـ/2002م

عدد المجلدات (2) عدد الصفحات(1422)

     قبل أن نعرف بالكتاب، يجدر أن نعرف بالمؤلف، فالدكتور مأمون حموش ليس دكتورًا في العقيدة الإسلامية كما يتبادر للذهن من اسم الكتاب ـ ، ولا حتى في الدراسات الشرعية!!  بل هو دكتور في الهندسة الإنشائية تخرج في جامعة (أركنساس) بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو الآن يعمل أستاذًا في كلية الهندسة في جامعة دمشق وخطيب أحد مساجد دمشق وكذا خطيب العيدين في مصلى دمشق الوحيد الذي أعاد إحيائه منذ عودته من أمريكا.

     أصل الدين والإيمان هو أساس العقيدة السمحة وهو أول ما يجب على المسلم معرفته والعمل به من أجل سلامة منهج العمل في الدنيا الذي يوصل إلى النجاة من عذاب الله في الآخرة والفوز بنعيم الجنة ورضوان الله سبحانه وتعالى.

 كثير هم المؤلفون الذين تناولوا مسألة العقيدة، قديما وحديثا، ولكن أكثرهم تناولها بطريقة أهل الكلام والجدل فجاءت مشوشة بعيدة عن منهج الوحيين : القرآن والسنة الصحيحة، وفهمِ المسلمين الأوائل من علماء الصحابة والتابعين وأئمة العلم الراسخين الذين لهم قدم صدق في الأمة . وأما الذين تناولوها على منهج الوحيين فقد عرفوا بأصحاب منهج السلف، ومنهم ابن تيمية، وابن القيم، ومحمد بن عبد الوهاب وغيرهم من العلماء، والمؤلف الدكتور مأمون حموش بسط مفاهيم أصول هذا الدين في كتابه هذا على ما فهمه من منهج الوحيين : القرآن والسنة الصحيحة، كما فهمه علماء السلف رضي الله عنهم.

قسم المؤلف كتابه إلى عدة أبحاث بلغت ثمانية وعشرين بحثًا منها:

1.    مفهوم الإيمان.

2.    مقتضيات الإيمان.

3.    توحيد الربوبية.

4.    توحيد الألوهية.

5.    توحيد الأسماء والصفات.

6.    رؤية الله يوم القيامة.

7.    توحيد التشريع.

8.    الإيمان بالملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر والقدر.

    وغير ذلك من الأبحاث التي تتعلق بأصل الدين والإيمان، وقد استفاد المؤلف من تخصصه في علوم الرياضيات والهندسة في التدليل بدقة على كل أصل من هذه الأصول أو كل أمر من الأمور العَقَدية والإيمانية.

    يمتاز الكتاب عن غيره من كتب العقيدة بعرض الشبهات التي يثيرها المنافقون والمبتدعون والذين في قلوبهم زيغ في مسائل العقيدة، وبعد عرض الشبهات يقوم المؤلف بالرد عليها من خلال منهج الوحيين : القرآن والسنة الصحيحة، كما فهمه علماء السلف رضي الله عنهم.

    وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد رد المؤلف على الشبهات التي كانت تطرح قديما وما زالت حتى وقتنا الحاضر والمتعلقة في مسائل الألوهية كدعاء المخلوق الحاضر والاستغاثة به عند الحاجة، والتبرك بذات النبي صلى الله عليه وسلم وآثاره والحلف بغير الله وغير ذلك من الشبهات العديدة.

    كما أسهب في ردِّه على الشبهات المتعلقة بالأسماء والصفات والتي بلغت إحدى وثلاثين شبهة أتبعها بواحد وثلاثين ردًا ومن هذه الشبهات التي يطرحها المبتدعون والمتأولين كزعمهم أن كمال الإيمان بالأسماء والصفات بعدم ذكرها وإغلاق باب النظر في فهمها وأنها من المتشابهات، ومسألة يد الله وعينه وجنبه وكلامه وعرشه وغير ذلك من المسائل التي أدى عدم فهمها الصحيح على منهج الوحيين إلى تمزيق وتفريق الأمة من سالف الأوان، وجاء رده أيضا في شبهات مسائل القدر والتي بلغت ستا وعشرين شبهة مفحمة لمن يدعي فهما لا يتوافق مع منهج الوحيين .

    كان رد المؤلف لا يخرج عن منهج الوحيين وبما صح من أقوال السلف رضوان الله عليهم وكان لاستنتاجات المؤلف الدقيقة الأثر الطيب في دعم أقوال أئمة السلف ومن نحا نحوهم.

    تلا هذه الردود باب باسم "الفِرَق وبيان مناهجها" ذكر فيه المعتزلة والأشعرية والأشاعرة والماتردية والمشبهة والخوارج بفرقهم والشيعة بفرقهم،وغيرهم، وقد أعطى لمحة تاريخية لكل فرقة منهم وخلص بالقول إلى ضلال وانحراف هذه الفرق عن منهج الحق.

   وبعد استعراضه للفرق وبيان مناهجهم عرف بأهل السنة والجماعة، ثم عرض منهج الوحيين في بناء العقيدة الصحيحة وبين أن أصل الدين هو كلمة"لا إله إلا الله" وهو ما يقرُّ به الكون، وتدين به الخلائق، ويقوم عليه أمر الكائنات.

وفي الباب الرابع ذكر علامات الساعة الصغرى والكبرى ودلائل القيامة وقد جاءت في أكثر من مئة صفحة وكان أخرها طلوع لشمس من مغربها وشهود شرار الناس لقيامها.

يمتاز الكتاب دون غيره من كتب المؤلف والتي بلغت الخمسة كتب بأن وضع فهرسًا للأحاديث الصحيحة مرتبة على الحروف الألفبائية وفهرسًا آخر للآثار الصحيحة أيضا مرتب كسابقه.

خرَّج الأحاديث الصحيحة التي ذكرها في هامش الصفحات، خلا الكتاب على أهميته من فهرس بالمصادر والمراجع التي رجع إليها المؤلف وإن كان قد ذكرها في الهوامش عند ذكرها، فإنَّ هذا لا يكفي ونأمل منه تدارك ذلك في الطبعات القادمة.

ومن الجدير ذكره أن المؤلف الدكتور المهندس مأمون حموش له عدة كتب جميعها تبحث في الوحيين منها كتاب السيرة النبوية على منهج الوحيين ثلاثة مجلدات و وتحصيل السعادتين على منهج الوحيين ، ومنهج الوحيين في معالجة زلل النفس وتسلط الجن، الأمراض النفسية وعوامل الشد إلى الخلف.