ديوان درّة الأقصى

د.عدنان علي رضا النحوي

ديوان درّة الأقصى

تأليف: د.عدنان علي رضا النحوي

ضُـمّـنـي يـا أبـي إليك iiفإني
ضُـمّـني واحْمِني فما زال iiينص
ضُـمّـني! ضُمّني !ولستُ iiجباناً
أنـا مـن أُمّـة بـناها رسول ال
غـيـر أنّ الـهوان رُعْبٌ! iiففيه
أيُّ هَـولٍ أراه ثار ؟! وهذي iiال
لا تَـلُـمني ! أبي ! فألفُ iiسؤالٍ






خـائـفٌ والرصّاصُ حولي iiشديدُ
ـبّ عـلـينا رصاصهم و iiيزيد
إنّ عـزمـي كـمـا علمتَ iiحديد
لّه والوحي و الكتاب المجيد
نُـذُرٌ وَلْـوَلـتْ و فـيـه iiوَعيد
أرض مـن حـولـنـا تكاد iiتميد
فـي فـؤادي يـتـيه فيها الرشيد

نتناول في هذا الديوان الذي يقع في ( 66 صفحة ) من الحجم الصغير ، تلك اللحظات المؤلمة التي عشتها مع صورة جمال الدرّة وابنه محمد الدرّة وهما يواجهان الغدر الوحشي المتعمّد ، في حضارة زائفة لا تجد فيها من يحاسب هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض ، ولا من يصدّ فسادهم أو يوقف جرائمهم ، ويقف المجرمون في الأرض كلهم ، صفّاً واحداً يحمي الجريمة والوحشية ‍

استعرضت في ذهني تاريخاً طويلاً مليئاً بالملاحم ، فخرجت أبيات من الشعر بعنوان " درّة الأقصى " ، أوحت بها الصورة التي التُقطت للجريمة . وقد نشرت هذه القصيدة عدّة صحف ومجلات منها : اليوم والجزيرة في السعودية ، صحيفة الخليج في الإمارات ، الشرق في قطر ، الصحوة في اليمن ، المجتمع في الكويت ، الحياة ، وصحف ومجلات أخرى .

ومع متابعة الأحداث أخذت القصيدة تنمو حتى أخذت صورة ثانية ، ثم ثالثة ، ثم رابعة ، ثم الصورة الخامسة ، ثم الصورة الأخيرة السادسة التي أقدمها هنا .

إننا نجابه الآن واقعاً خطيراً نراه واضحاً على أرض فلسطين : أطفال عزّل إلا من الحجارة ، مع شباب ورجال ونساء ، والعدوّ بدبّاباته وطائراته وصواريخه ورصاصه الحيّ والمطاطيّ والغاز المسيل للدموع ، والأطفال والشباب يتساقطون صرعى كلّ يوم في وحشية إجرامية من اليهود ، الذين يهدّمون البيوت أو يحتلّونها ويطردون أصحابها ، والعالم كلّه ينظر إلى هذه الجريمة المروّعة دون تحريك أيّ ساكن ، وحضارة العصر الحديث ، والعلمانية ، والمذاهب الأدبية الرمزية والحداثة والبنيوية ، والديمقراطية والاشتراكية ، كلّ الشعارات ، كلّها لم تُحرّك ساكناً ، ولم تُنْقذ طفلاً ولا أرضاً ولا حقّاً ‍.

إننا لا نستطيع إلا أن نهيب بكلّ من هو في الساحة أن يُخلص نيّته ويحوّل عمله إلى جهاد صادق في سبيل الله ، ثمّ نهيب بالأمة كلها بأن ينزل إلى الميدان من كلّ فرقة منهم طائفة ، حتى يستوفي الميدانُ قُدراته على الصمود والنصر .

فإذا لم يتحقق ذلك فإننا نتساءل إلى أين تتجه الأحداث ، وهل يدرك كل مسلم مسؤوليته التي سيحاسَب عليها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم . وهل سيزداد عدد المشلولين والجرحى والقتلى ، وتنهار القدرة على حسم الأمر على الصورة التي تُرضي الله سبحانه وتعالى :

( وما كان المؤمنون لينفروا كافّة فلولا نفر من كلّ فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدين وليُنذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) [ التوبة :122 ]

فالفقه الحقيقي في الميدان ، يعود منه المؤمنون المجاهدون ليُنْذروا قومهم بالخطر الحقيقيّ من أعداء الله ، حتى يحذروهم ويُعدّوا لهم .