ديوان عبر وعبرات
ديوان عبر وعبرات
تأليف: د.عدنان علي رضا النحوي
فَـاضَ ! كَـمْ كـان قَبْل ذاك مـنْ يُـزيـحُ الذنوبَ عن مَنْكبيّا ؟! وق لـديـهـا مـع الـلـيالي غنيّا سِ وتُـغْـنـيـه بـالـرّجـاء نديا رَ فَـيَـجْـلـو لنا الصّراط السَّويّا رَهْـبـةٍ لـم يـزلْ دُعـائي خَفيّا رَعـشـاتٌ تـمـوجُ فـي شَـفتيّا | عَصِيّاربِّ ضـاقَـتْ بي السّبيلُ ثـقـلـت فـوق مـنـكبيَّ ذنوبي بـيـن جَـنـبيّ مهْجة يخفق الشّ خشية الله تُطْلق تَنْشرُ الأمن في النّف ومـع الّـلـيـل دمْـعةٌ تسْكُب النّو بَـيْـنَ آمـالِ تـوبـةٍ ودواعـي خَـاشِـعـاً فـي تَـضـرُّعٍ حَملتْه | ودَمْعي
هذا هو الديوان الخامس " عبر وعبرات " ، يأتي بعد أربعة دواوين من الشعر ، و سبع ملاحم . ويأتي في( 188 صفحة ) .
هذه القصائد في هذا الديوان " عبر وعبرات " أطلقها القلب ونثرتها الأضلاع ، وسارت بها الهموم وآمال ، والأحزان والأمنيات ، والخشية والرجاء . كلُّ كلمة وكلّ بيت وكلّ قصيدة قطعة من كبدي ودمي ، وأنا أعيش مع أحداث تتوالى ، أحداث تدفع أحداثاً ، وأنَّات ، ودماء تتدفق في أرض الإسلام .
إنَّ هذا الديوان امتداد للدواوين والملاحم السابقة ، امتداد هموم وآمال وعزيمة وإصرار ، ومضيّ على درب حقّ بيّنه الله لعباده المؤمنين ،
فقال سبحانه وتعالى :( وأنَّ هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون )
والمضي على الصّراط المستقيم مضيّ في كلّ نشاط المسلم ، والكلمة والأدب والشعر مما يجب أن يمضي على صراط مستقيم ، حينئذ يعيش الشاعر مع أمته في أفراحها وأحزانها ، فيكون الشعر الصادق النابع من الإيمان والتوحيد، النابع من القلب والكبد والأحناء ، يكون هذا الشعر عندئذ تضيء الدرب كلما ادلهمّ ليل وتدافعت أمواجه . ويظلّ منهاج الله قرآنا وسنّة ولغة عربية هو النور الدفّاق الذي تأخذ كلُّ شعلة نورها منه .
نحن اليوم أمة يجب أن تشعل كل مصابيحها وقناديلها من منهاج الله ونوره، ليتفتح لنا الدرب الحقّ والسبيل القويم ، تقوم عليه الأهداف منارات يُوقدها الإيمان ، فيشرق الدرب بمواكب النور ، وإشراقة البشريات ، وعزائم النصر . ويكون الشعر الملتزم بالإسلام مصباحاً من المصابيح وشُعْلة من شعل الإيمان ، وعزمة من عزائم المتقين ، في جمال رائع وفنّ جامع .
الأدب الملتزم بالإسلام كلمة طيبة ، غنيّة محبّبة للمؤمنين الصادقين ، شديدة على الكافرين والمنافقين .
تدور موضوعات القصائد في هذا الديوان حول القضايا التالية :
الافتتاح بالدعاء في لهفة وخشية ورجاء .
دعوة للمسلمين لتلتقي قلوبهم ورجاء .
دعوة للمسلمين من ملحمة أرض الرسالات .
إشراقة الجهاد ودفق الدماء من أرض المسلمين .
لآلئ الشعر ، الرثاء ، مع الأصدقاء بر ووفاء . مع الأهل والأقارب تهاني للأصدقاء وأفراح .
والميادين بعد ذلك كثيرة جداً ، يتناولها الأديب المسلم في أكثر من عطاء .
لا بدّ للشاعر أن يعيش في أكثر من ميدان . لا بدّ أن يعيش مع أهله وأرحامه ، ومع أصدقائه وإخوانه ، وبين الأفراح والسرور ، وبين الرثاء والدموع. ولا بدّ أن يعيش مع أمته المسلمة وأحداثها وقضاياها مهما امتدّت وتنوّعت . ولا بدّ أن يعيش مع إيمانه بالله بين الخشية والرجاء ، ومع الحياة وآفاق الكون .
لا بدّ للشاعر أن يمتدّ هذا الامتداد، وبخاصة الشاعر المسلم ، ليجلو إيمانه في كلّ ميدان يخوضه ، ولتبرز نفحات الإيمان وعاطفته وفكره ، وأسلوبه ونهجه.