الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر

الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر

هذا عنوان رسالة الماجستير للدكتور موسى إبراهيم الإبراهيم ، طبعته دار عمار 1997م ، والكتاب يتكون من (481) صفحة من القطع العادي ، وألخص لكم فهرسه المفصل :

أسباب اختيار البحث ــ مصطلحات شائعة في ميدان الدعوة الإسلامية ــ حقيقة الفقه الحركي وتأصيله ــ الفقه الحركي في القرآن الكريم ــ الفقه الحركي في السنة النبوية ــ لمحة عن الفقه الحركي في عهد الخلفاء الراشدين ــ منهجية الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر ويضم عدة فصول : 1- ثوابت الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر ، 2- المحاور المتطورة في الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر .

دراسة تطبيقية نقدية للفقه الحركي المعاصر : الإخوان المسلمون ــ الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية  ــ الجماعة الإسلامية في السودان ــ حركة الجهاد الإسلامي في أفغانستان ــ الحركات الإسلامية في المغرب العربي ( الاتجاه الإسلامي في تونس ــ حزب الرفاه الإسلامي في تركيا .

التجارب الميدانية للجماعات الإسلامية والتحديات المواجهة لها : الديموقراطية في ميزان الإسلام ــ نماذج من تجربة الحركة الإسلامية مع الديموقراطية ــ التحالفات السياسية للجماعات الإسلامية ــ نماذج من تجسير العلاقة مع الأنظمة الحاكمة ـ

مكاتب الدراسات الاستراتيجية والعمل الإسلامي في الغرب ( المعهد العالمي للفكر الإسلامي ــ العمل الإسلامي في الغرب ــ الاهتمام بالعمل الجماهيري وآثاره ( نماذج من الجبهات الإسلامية ) ــ الجهاد والعمل العسكري في مواجهة الجاهلية الحديثة ( السودان ـ سوريا ـ اليمن ـ أفغانستان ـ فلسطين ) .

التحديات الداخلية للجماعات الإسلامية الحركية المعاصرة ( أزمة القيادة ـ الشورى ــ الانشقاقات ــ السرية والجهرية ــ أعمدة الفقه الحركي في العمل الإسلامي المعاصر هي : ( فقه الواقع ـ وفقه المقاصد ، وفقه الموازنات ـ وفقه الأولويات )   .

أقــول : كما تلاحظون أهمية الكتاب ، كما أنه من صلب اهتمامي وتخصصي في التربية السياسية ، لذلك فقد رأيت أن أقدم لكم مقتطفات منه ، سائلاً المولى عزوجل أن ينفع مؤلفه ويجعله في صحائف أعماله ...

1-  الهجرة سنة من سنن الدعوات العظيمة

يقول أبو الحسن الندوي : وقد اقترن تاريخ الدعوات العظيمة والديانات القديمة بالحركة ؛ حركة الأفراد أحياناً وحركة الجماعات أحياناً كثيرة ^([i]) . وقديماً قال أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام فيما حكاه الله عنه { إني مهاجر إلى ربي إنه هو العزيز الحكيم } ــ العنكبوت 26 ـ وقد وعد الله المهاجرين في سبيله الرافضين للظلم والاستكانة إليه أن يبئهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر { والذين هاجروا في الله من بعد ماظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون } النحل : 41. وقال سبحانه { ثم إن ربك للذين هـاجـروا من بعد مافتنوا ثم جـاهـدوا وصبـروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم } النحل : 110.

ولم يرض الله عن المسلمين الذين يظلمون أنفسهم ويدعون أنهم مستضعفون في ألأرض وأشــار إليهم بأنه كان بإمكانهم أن يهــاجروا في أرض الله الواسعة { إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا : ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيراً } النساء : 97 .

وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث ورقة بن نوفل الذي عنده علم من الكتاب عن قصة بدء الوحي فكان جواب ورقة ....ياليتني فيها جذعاً إذ يخرجك قومك لأنصرك نصراً مؤزراً فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : أو مخرجي هم ؟ قال : نعم إنه لم يأت نبي قط بمثلما جئت به إلا عودي^([ii]).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الهجرة لاتنقطع مادام الجهاد^([iii]) .  وقال أيضاً : لن تنقطع الهجرة ماقوتل الكفار^([iv]) . وقال أيضاً : لاتنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولاتنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها⁽[v]⁾ .

مواصفات الهجرة ومحاذيرها :

1-  أن تكون بعدظلم يقع على الدعاة .

2-  أن يعقبها الجهاد والصبر على مشاق الطريق دون تغيير أو تبديل .

أما محاذيرها فهي :

1-  أن يخرج الدعاة من ديارهم وراء طلب العيش وتحسين مستوى الحياة وـأمين قدر أكبر من الكماليات ويزعمون أنهم مهاجرون .

2-  وقد يهاجر الدعاة بعد ظلم يقع عليهم ثم يتخلوا عن مبادئهم التي هاجروا من أجلها .

3-  وقد يهاجر الدعاة ثم يركنوا للترف والنعيم والراحة حتى ينسوا كل شيء حتى أولادهم وأهليهم .

حب الوطن فطري ولكن العقيدة أعلى وأجل :

لقد ودع رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم هجرته وعيناه تذرفان الدمع وقلبه يعتمل أسى وألماً على فراق مسقط رأسه وقال ( ما أطيبك من بلد ٍ وأحبك إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ماسكنت غيرك )^([vi])  .

وهو مع ذلك يضحي بالوطن والأهل والقرابة في سبيل ماهو أسمى وأعلى وأجل قدراً في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمته ، يقول أبو الحسن الندوي : أثبتت الهجرة النبوية أن الدعوة والعقيدة يتنازل لهما عن كل حبيب وعزيز وأليف وأنيس وعن كل ماجبلت الطباع السليمة على حبه وإيثاره والتمسك به والتزامه ولايتنازل عنها لشيء^([vii])  .

وبعد ،،، فتلك بعض دروس الهجرة وظلالها الحركية وبعض ملامحها التربوية والاستقصاء متعذر وهو غير منهجنا في هذا البحث ، فسأكتفي بهذه الإشارات وأسال الله أن أن ينفعني والمسلمين بذلك ....

تعليق الباحث الحالي :

أقصد أن معظمنا خرج من بلده ســوريا بحق ، خرج حفاظاً على دينه ودمه وعرضه ، ولا أقصد أن لا نعود إلى سوريا ، بل يجب أن نعود إذا تيقن لنا المحافظة على ديننا ودمنا وعرضنا، ويجب العمل من أجل هذه العودة الشــريفة لا العودة الذليلة التي نتنازل فيها عن مبدئنا وثوابتنا من أجل ماء الشام العذب وهوائه البارد . ومن شروط العودة الشريفة أن يسمح لنا بحق الكلام المؤدب كأن نقول للناس ماقاله الله عزوجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ولانخرج عن هذين المصدرين كي لانغيظ أحداً ، أما من يغيظه كلام الله وكلام رسوله فماذا نفعل معه !!!؟ ولو سكتنا فقد غيرنا ثوابتنا وهي الدعوة إلى الله عزوجل .

*دكتوراه في التربية