من مذكرات الأستاذ عدنان سعد الدين
الشبان المسلمون في دمشق
عدنان سعد الدين
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
د. عبد الله السوري
معرفة الماضي تلقي ضوءاً على الحاضر ، وهذه أدلة ماضية شهد بها الجميع ، عندما كان العمل الدعوي ومنه السياسي مسموحاً للشعب السوري ؛ زمن الانتداب الفرنسي ، وقبل عهد الاستقلال ، كان النشاط علنياً يعرفه الجميع ، فأسألوا من بقي حياً لتتأكدوا من صحـة مانقول :
سأنقل بإيجاز ( أحذف ما لا يضر حذفه المعنى ) من ذكريات ومذكرات فضيلة الأستاذ عدنان سعد الدين المراقب العام الأسبق للإخوان المسلمين في سوريا يقول في المجلد الأول ص (55) :
في رحاب الجامعة السورية حدث ميلاد النواة الأولى للشبان المسلمين أو للإخوان المسلمين فيما بعد ، وكان فيها كلية الطب والحقوق يقول الدكتور فائز المط ( مواليد حماة 1913) : التحقت بكلية الطب عام 1932 وعرفت نفراً من الشباب في الجانعة كنا نلتقي في جامع الأحمدية في سوق الحميدية ، وضمت الجلسة الأولى : فائز المط (حماة)، عبد الوهاب التونجي (حلب)، عبد الوهاب الأزرق (حلب)، صلاح الدين الشاش و صلاح الدين دعدوش وعبد الرؤوف الإسطواني وسعيد الحلواني من دمشق ، ثم ضاقت بنا غرفة المسجد فانتقلنا إلى جامع السباهية في سوق مدحت باشا ، واستمر لقاؤنا عدة سنوات ، وأطلقوا عليها اسم الشبان المسلمون ( شباب محمد ) ، ومن برامجهم :
1- تربية الشباب تربية إسلامية صحيحة مع التأكيد على روح الجهاد لتحرير سوريا من المستعمر الفرنسي .
2- التأكيد على وحدة المسلمين .
3- الجهاد ضد فرنسا المستعمرة ..
ثم انضم إليهم في مطلع الأربعينيات الأخوة : أحمد بنقسلي ، شاكر الفحام !!!؟؟؟ ( وزير التربية البعثي فيما بعد ) ، وأبو الخير الخطيب .
كان الدكتور فائز المط رئيساً لجمعية الشبان المسلمين ، ثم خلفه الأستاذ محمد المبارك .
وذكر آخرون أن من أشهر مؤسسي جمعية الشبان المسلمين الأستاذ محمد المبارك ، وكاظم نصري ، وصلاح الدين الشاش ، وصلاح الدين رجب ، ومحمد خير الجلاد ، وأبو الخير الخطيب ، وكامل حتاحت ، وأبو الخير عرقسوسي ، وعبد الكريم الرفاعي الذي تركهم وصار يعمل منفرداً لنشر العلوم الشرعية .
بيد أن الذي نهض بالشبان المسلمين في دمشق نهوضاً أهلها لتكون قطب الرحى في تأسيس جماعة الإخوان المسلمين فيما بعد هو الأستاذ محمد المبارك يرحمه الله ، الذي تخرج من الحقوق (1935) ثم أوفد إلى باريز لمدة ثلاث سنوات ، حصل منها على ثلاث شهادات في الأدب العربي والأدب الفرنسي وعلم الاجتماع . ويمكن القول أنه المؤسس الحقيقي لجمعية الشبان المسلمين بدمشق .