قاموسك الثقافي

عندما ظهرت الإذاعة المسموعة ثم تلاها التلفاز وهو إذاعة مسموعة ومرئية ، ثم تصاعد التأثير الجماهيري للتلفاز بظهور الفضائيات ، انتشرت برامج المسابقات ، فقد بدأت بالإذاعة ثم التلفاز فالفضائيات ، وتطورت هذه المسابقات في العرض الفردي والجماعي ثم الجماهيري وبأساليب مختلفة .

وكانت مادة المسابقات تعتمد على ثقافة مقدم البرامج ومدى اطلاعه ، فانتشرت في بعضها تفاهات من المعلومات حتى دق أذهان السامعين مطارق من الأسئلة عن كلب فلان وقطه وعن بدلته وحذائه .

كان لزاماً على أهل الغيرة على عقول الأمة أن يسدوا الثغرات ، وسدّ الثغرات من الواجبات التي أهملتها الأمة فأُتيت من خلالها .

ولأني عاصرت بواكير المسابقات ووقعت على ضعف المعلومات وتدهورها ، فقد أخذت على نفسي أن أضع كتاباً واسعاً في المعلومات العامة المفيدة النافعة يلجأ إليه من يشاء من معدي البرامج الساعين إلى الارتقاء بالمستوى الثقافي لأمتهم ، ومن يهمهم أن يوسعوا معلوماتهم العامة .

وبدأت منذ عام 1988 بتأليف الجزء الأول كرافد للمسابقة التي كانت تقيمها إذاعة قطر في ذلك الحين ، وطبع هذا الجزء في بيروت ، ثم استقرت طباعته في عمّان منذ عام 1990 ثم توالت أجزاء هذا الكتاب حتى بلغت خمسة عشر جزءاً ، وصدر الجزء الخامس عشر عام 1994م .

يتألف الكتاب كما أسلفت من خمسة عشر جزءاً ، يحتوي كل جزء على مئة سؤال ، والسؤال الواحد ذو خيارات تعطي القارئ فرصة للبحث في مخزونه الثقافي عن واحد منها يمثل الإجابة الصحيحة .

وبالبداهة فإن الكتاب يتضمن الإجابة الصحيحة على كل سؤال ، وقد تعمدت تفصيل الإجابة وتحقيقها علمياً .

وقد تجنبت ما وقع فيه الآخرون من التفاهات والاقتضابات المخلة هادفاً إلى أن يكون هذا الكتاب زاداً لكل مسلم ، ينمي ثقافته ويوسع مداركه ويعلي من مقامه الأدبي والاجتماعي ، إذ يتيح لقارئه أن يتزود من المعرفة بشتى مجالاتها زاداً واسعاً صحيحاً ومحققاً .

ويعد الكتاب بحق مكتبة للأسرة بكل أفرادها ، صغاراً وكباراً ، بنين وبنات ، مبتدئين في سلم الثقافة أو قد وصلوا أعاليها ، إذ ليس كل من حاز الدرجات العالية بمستطيع بعلمه هذا أن يلم بفروع الثقافة كلها ، وهذا الكتاب يساعد على ذلك ، ويعود بالمثقف إلى الأخذ من كل فن بطرف .

هذا كتاب في الثقافة العامة ، الثقافة البانية ، هو بحق كتاب الأسرة بل مكتبة الأسرة التي تود أن تتنقل بين فروع المعرفة بسهولة ويسر .