الأدب الإسلامي في موضوعاته ومصطلحاته
الأدب الإسلامي في موضوعاته ومصطلحاته
|
تأليف: د.عدنان رضا النحوي |
لقد نال الأدب تعريفات مختلفة وتصورات متباينة ، لدى مختلف الشعوب ينطلق كل منها من تصورات فكرية أو فلسفية أو عقائدية ، كل تعريف من هذه التعريفات كان يعطي ظلاً لجانب من جوانب الأدب ،حتى لا تكاد تجد تعريفاً واحداً جامعاً وافياً . ونحن اليوم في عصر يتميز بفنّ المصطلحات التي أصبحت علماً ، ليتميز شيء من شيء ، بعد أن اختلطت الأشياء ، وبهتت الخصائص ، وضعفت السمات ، وبرزت مذاهب أدبية عديدة . وبرز مصطلح الأدب الإسلامي في اللغة العربية أو الملتزم بالإسلام . ولكن مفهوم الأدب في الإسلام وفي اللغة العربية ينبع من تصورات أعظم وأشمل ، ومن قواعد أثبت في حياة الإنسان وأشد رسوخاً مما عرفته الآداب الأخرى .
ولذلك نتناول في هذا الكتاب الذي يقع في (144 صفحة ) موضوعات حدث فيها اختلاف في وجهات النظر في تعريف الأدب الإسلامي ومصطلحاته ، وموقفه من الآداب الأخرى ، ومنزلة اللغة العربية وغير ذلك ، ونقدم بعض وجهات النظر هذه ، وكذلك الرأي الذي نؤمن به مع البينة والحجة من منهاج الله ومن الواقع الذي نفهمه من خلال منهاج الله ، ومن قواعد اللغة العربية العظيمة . وذلك في أبوابه الخمسة ، فالباب الأول بعنوان : تميز الأدب الإسلامي بتصوره للجمال والتجديد والتقليد ، والباب الثاني بعنوان : تعريف الأدب الإسلامي ومصطلحاته ، والباب الثالث بعنوان موضوعات ومصطلحات ، والباب الرابع موضوعات وإشكاليات ، والباب الخامس نعرض لبعض القصائد في الأدب الإسلامي.
إن الأدب الإسلامي لا يمكن أن يكون تقليداً للشرق أو الغرب ، لا في نثره ولا في شعره ، إنه أدب الرجل المؤمن المسؤول عن كلمته في الدنيا والآخرة ، أدب المؤمن الذي يحمل رسالة للبشرية كلها ، ليساهم الأدب الملتزم بالإسلام في إخراج الناس من الظلمات إلى النور ، من الفتنة والفساد إلى الخير والصلاح .
إنه أدب الحياة الطاهرة في جميع ميادينها ، إنه أدب الإنسان الذي عرف مسؤوليته في الحياة الدنيا فنهض إليها ليوفي بالعهد والأمانة . إنه عُدّة وسلاح للأمة المسلمة في دعوتها ، في سلمها وجهادها ! وهي تمضي على صراط مستقيم إلى الهدف الأكبر والأسمى ـ الجنة ـ .