تهذيب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق
تهذيب مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق
|
تأليف:ابن النحاس عرض: مراد الطباع
|
امتلأت المكتبة العربية الإسلامية بالكتب الكثيرة النافعة،ولكن القليل منها الذي حظي باهتمام عامة المسلمين علمائهم وجمهورهم، من هذه الكتب كان كتاب " مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق" لابن النحاس رحمه الله، والذي يعد أفضل كتاب في الجهاد، فهو الكتاب الأفضل جمعاً وتحقيقاً، ولأغزر فوائد ومعلومات وأحكاماً فقهية تخص فريضة الجهاد في سبيل الله.
وقليلة هي الكتب التي تدفع أي قارئ نهم محب للقراءة إلى قراءتها مرة ثانية، ولكن كتاب المشارع الذي ألفه صاحبه ليوقد به الهمم الراقدة، وينهض العزائم الغائرة، ويلين به القلوب الجامدة، من الكتب التي تدفع لقراءته مرات عديدة تزيد عن أصابع اليد الواحدة، لأنك تجد لها مذاقاً خاصاً، لأن صاحبه رحمه الله كتبه وتوجه بالعمل بما فيه، فهو كتبه مرتين، مرة بمداد العالم الذي يعدل دم الشهداء، ومرة أخرى بدم المجاهد المرابط الشهيد، ولهذا لقي القبول في قلوب عامة المسلمين، وعده العلماء أفضل كتاب في الجهاد .
لقد كان ابن النحاس رحمه الله من القلة القليلة من العلماء الذين جمعوا بين العلم والعمل، وبين الحديث عن الجهاد وفضائله وأحكامه وبين الممارسة العملية للجهاد على ارض الواقع، حيث ختم الله حياته بالشهادة في سبيله، فهو قد نشأ وترعرع في مدينة دمشق حاضرة الجهاد والدفاع عن الأرض الإسلامية أمام هجمات الصليبين والتتار، ثم استوطن احد ثغورالاسلام على البحر في مدينة دمياط حوالي عشر سنوات، مرابطاً مجاهداً حتى غدا القائد المطاع في أهل دمياط وما حولها في مقاومة الصليبيين، والدفاع عن مصر، وصد غاراتهم التي كانت تأتي عن طريق البحر حتى ختم الله له الشهادة في معركة الطينة قرب دمياط سنة 814هـ.
وجاء الكتاب في تهذيبه في اشد الأوقات حاجة إليه والمسلمون اليوم يعانون من الهجمة اليهودية الصليبية، والمكر العالمي للقضاء على هذا الدين، ونهب وسلب مقدرات هذه الأمة، فلعله يكون له نفس الأثر في نفوس المسلمين حين ألفه صاحبه.