حمام القيشاني (3)
حمام القيشاني (3)
د. منير الشامي
يعرض الجزء الثالث الأحداث منذ انقلابات الشيشكلي الثلاثة حتى اغتيال العقيد عدنان المالكي. أي تعرض أحداث ست سنوات منذ عام 1949 وحتى عام 1955.
أما الأحداث المصنوعة المرافقة لهذا التاريخ السياسي. فهي تصدع بيت نذير أبو الورد لأن الراقصة اختارت الحياة الزوجية. والبعد عن المسارح، وهو غارق فيها، ومعقد من أن ابنه ابن راقصة، وزوجته راقصة كذلك. وبقي يعمل حتى فرض عليها الطلاق بسوء معاملته. لكنه يريد حبسها في البيت، وإمضاء الليالي الحمراء مع الراقصات. وتحول الحب بعد الطلاق إلى حقد دفين يصبغ كل مراحل المسلسل. وتضطر الراقصة خوفاً من نذير أن تقيم العلاقات مع الضباط الكبار، ومنهم فارس سليم زوج امتثال التي فارقها، وأبو سامح أكبر الضباط بعد الشيشكلي. وتتمكن ليلى من الإيقاع بنذير وسجنه فينتقم منها بقتل صهرها عن طريق أحد أزلامه الذي يُقتل بعدها عن طريق أحد أزلام ليلى. ويتهم نذير بالقتل ويسجن.
تظهر عائلة جديدة على الساحة هي عائلة الدكتور الطباع مع ابنته المدللة المتفرنسة الوحيدة. وأختيه. إحداهما متزوجة من وليد الطحان الذي يمثل تيار الإخوان المسلمين في المسلسل ويعرض أفكاره. سها الطباع تقع في غرام ماجد القناديلي الكاتب المستقل. وتحاول تخريب بيته والزواج منه. لكنها تفشل. وإن كانت أساءت العلاقة لفترة وجيزة بين ماجد وزوجته.
يبقى شوكت القناديلي عنصراً رئيسياً في المسلسل. فأميرة البياع وعائدة مطلقتاه تسيران كل واحدة منهما في طريق. ليلى الراقصة تعرض زواج أميرة على فارس سليم الضابط القومي السوري، ويتم الزواج بعد فشل محاولات أميرة العودة إلى زوجها السابق شوكت القناديلي، أما شوكت فقلبه معلق بعنايت وألح عليها بالعودة إليه فترفض لاختلاف المستوى الثقافي والانشغال في العمل السياسي الشيوعي.
وتبرز شخصية جديدة هي شخصية نزار المسكاوي ابن عم عمران الشيوعي. لكن نزاراً وهو بعثي وضابط في الجيش السوري. يحاول جاهداً الزواج من عنايت، غير أنها ترفض ذلك لفارق السن بينهما فهي أكبر منه. حتى يعود عمران من روسيا. ويعرض على عنايت الزواج فترفض.
سهام القناديلي القومية السورية التي شهدناها سابقاً تفشل في زواجها من زهير جمعان ابن أخت فارس سليم، تقع بحب رفيق قومي معيد في الجامعة. ويكاد يتم زواجهما لولا بعثة الحزب له ليتابع دراسته فيفترقان. حيث تقوم عائدة بالتقريب بين الضابط نزار مسكاوي وسهام. وينتهي الأمر بزواج سعيد بين سهام القومية. ونزار البعثي. وانتهت حياتهما باستشهاد نزار على الجبهة السورية. نعود إلى سها الطباع التي حقدت على ماجد حين رفض استمرار العلاقة معها. وتزوجت بشاب أرعن هو نبيل مراد نكاية بماجد القناديلي. ولم تستمر العلاقة بينهما كثيراً وفرضت عليه الطلاق.
كان نذير أبو الورد قد وقع في حماقة ثانية حين حاول اغتيال فارس سليم لأنه يحمي مطلقته ليلي، ويتدخل رجل المخابرات بهجت رماح في دفع نذير لتسليم نفسه لفارس سليم والاعتراف بمحاولة قتله. فيعفو عنه فارس. ويحبس ستة أشهر من أجل الحق العام.
كانت أميرة بعد طلاق شوكت القناديلي وقبل زواج فارس سليم قد تدينت وتزوجت بشير أبو الورد الشيخ المتدين. وكان قد أضاع شخصيته بين يديها. ففقد قيمته عندها وأهانته وطلقته. وتزوجت فارس فيما بعد كما ذكرنا.
تبرز الأخت العزباء الثانية للدكتور الطباع. والتي تحاول أن تتقرب من شوكت ليتزوجها، فيتلكأ شوكت، تجمع أخت نذير وبشير زوجة عبدو الزيات، بين أخت الدكتور وأخيها بشير، ويعيشان حياتهما السعيدة. أما أخوها نذير الذي خرج بعد سجن ستة أشهر للحق العام، تهيئ له سها الطباع التي طلقت من الشاب الأرعن، وتزوجت نذير.
ونعود إلى امتثال مطلقة فارس سليم. فقد خفق قلبها للدكتور الطباع. وكاد الزواج أن يتم لولا المشكلة التي أثارتها ابنة سها ضد ماجد ابنها. فشل الزواج، ويظهر شوكت أنه حريص جداً على امتثال زوجة أخيه الشهيد. لكنها تتلكأ في ذلك.
أما عنايت فقد خفق قلبها للدكتور الطباع الذي فشل زواجه من امتثال أم ماجد. وكاد أن يتم الزواج لكنه فشل حين علمت عائدة أن الدكتور الطباع زوج ابنته لنذير أبو الورد المجرم النذل ويقف المسلسل عند هذه النقطة.
ويعرض المجتمع الدمشقي المنحل المفتوحة علاقاته بين الرجال والنساء. وقيام الزواج والطلاق فيه على المصلحة فقط. لا وجود للخلق والدين فيه، وكله صفحات غرامية بين مطلقين ومطلقات. وعلاقات متشابكة لا تقيم وزناً للإسلام بشيء. اللهم إلا مظاهر التدين في رمضان، والمحافظة على الصيام. وبالتأكيد ليست هذه حقيقة المجتمع الدمشقي. ولا نتصور حتى الطبقة التقدمية من الحزبيين والبعثيين والشيوعيين والقوميين بهذا التفلت. لكن أغلب المجتمع الدمشقي يختلف تماماً عن هذه الصورة. وهذا ما يؤخذ على المسلسل الذي صاغه كما قلنا كاتب شيوعي أو يحمل الأفكار الشيوعية. ومن الأحداث الاجتماعية إلى الأحداث السياسية:
1 - أديب الشيشكلي يحاول أن يحكم من وراء ستار. ومعه في البدء أكرم الحوراني الذي شارك في وزارته. فيصطدم بحزب الشعب الذي يريد الوحدة مع العراق. فيقوم الانقلاب الثاني الذي يضع الزعيم فوزي سلو في الواجهة، ويحكم من وراء ستار، ثم الانقلاب الثالث الذي يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية، ويختار النظام الرئاسي حيث يكون رئيساً للدولة ورئيساً لمجلس الوزراء. وفي أقل من سنة يقوم الانقلاب عليه ويسقطه. ويستجيب لضميره حيث يرفض الاشتباك بين قطعات الجيش وإراقة الدماء. ويقدم استقالته ويغادر سورية إلى بيروت.
2 - يبرز أديب الشيشكلي في المسلسل بأنه ابتداء من القوميين السوريين. وهو الذي جاء بزوجة سعادة زعيم الحزب القومي من دير صيدنايا حيث كان مختبئاً هناك. وجاء بجورج عبد المسيح بسيارته من بيروت. وكان القوميون السوريون حلفاءه لفترة طويلة.
في المرحلة الثانية ألغى الأحزاب التقليدية (الشعب، الوطني) وأبقى أحزاب الشباب، الجيل الجديد والبعث والشيوعيون، والقوميون، حتى الإخوان ولكن الأحزاب لم تمض على هواه.
في المرحلة الثالثة. انتهى ربيعه مع الحورانيين، ثم حل الإخوان. ثم القوميين السوريين، وبدأ بملاحقتهم ومطاردتهم. وإبعاد القيادات المتنفذة في الجيش من رفاقه الضباط.
في المرحلة الأخيرة، تم اختياره رئيساً للجمهورية، تم تزوير الانتخابات ضد المستقلين بعد أن أسس حركة التحرير العربي. على أمل أن تنصهر فيها جميع الأحزاب، ولم ينجح للقوميين السوريين إلا نائبان ثم بدأ النشاط السياسي، ومظاهرات الطلاب. واستعصاءات الشمال والشرق حيث أبعد مصطفى حمدون البعثي، وفيصل الأتاسي الشعبي، وأمين أبو عساف الدرزي إلى المناطق الشرقية والشمالية. وكانوا هم أدوات الانقلاب. وسجن عدنان المالكي ومجموعة من الضباط البعثيين. وسرح بعضهم، وقامت اضطرابات عنيفة في السويداء حيث فر سلطان الأطرش إلى الأردن، ثم ابتدأ انقلاب بإعلان انفصال حلب والمنطقة الشرقية، حيث انضمت المنطقة الوسطى، ومع أن ثقل الجيش في المنطقة الجنوبية معه، إلا أنه آثر السلامة وقدم استقالته وغادر البلاد.
3 - دور حزب البعث العربي. ثم العربي الاشتراكي في هذه المرحلة
ويبقى الهدف الرئيسي من المسلسل إبراز حزب البعث بأنه قائد النضال ضد العهد الديكتاتوري ففي حلقة التخرج في الجامعة، هتف طالب: يسقط الدكتاتور. ورددت معه الطلبة الهتاف.وإبراز وهيب الغانم (النصيري) على رأس المناضلين ومثقفي الحزب. وعدنان المالكي هو الذي قدم مذكرة الضباط للشيشكلي فاعتقل المعلمات، والمثقفون البعثيون يعتقلون. وعميد الجامعة شفيق جبري، يسأل طالبة عن علاقتها بالحزب، فتعترف. فيطلب منها أن لا تعترف حين يأتي عنصر المخابرات للتحقيق معها، شعبنا طيب الذي قاد المظاهرات في حلب وفي الشام البعثيون، ثم العمل على وحدة الحزبين العربي الاشتراكي للحوراني، والبعث العربي لصلاح البيطار. والملاحظ أن ميشيل عفلق مؤسس الحزب لم يذكر إطلاقاً في هذه الجزء والأفكار التي كان يطرحها عن الشيشكلي بأنه ينفذ السياسة الأمريكية في المنطقة ويدعو الحزب إلى اشتراك القوى السياسية لإسقاط الدكتاتور. عودة قيادة البعث من لبنان. والخلاف القائم حول قيادة الحزب، والدعوة إلى مؤتمر قومي، والمظاهرات تعم أنحاء سورية وإلقاء القنابل. والعودة إلى اعتقال قيادة الحزب الثلاثية. إعلان الأحكام العرفية في معظم أنحاء سورية، ومقولة البعث: شعبنا له سنتان يتصدى للدكتاتور ولن نسكت حتى نطيح به ومحاولات العراق التدخل لتسند الانفصال، وحيث أن مصطفى حمدون بعثي، فهو أو من أعلن انفصال المنطقة الشمالية. مع التنسيق مع المنطقة الشرقية، حيث فيصل الأتاسي ابن أخ هاشم الأتاسي رئيس الحزب الوطني. وأمين أبو عساف الذي يود الانتقام للدروز، ثم التركيز على الدور الاجتماعي للحزب بفتح المستوصفات المجانية لمعالجة الفقراء.
4 - الشيوعيون ودورهم الرئيس في المعارضة:
الشيوعيون في هذا الجزء دورهم لا يقل أبداً عن دور البعث. فهم يحاربون الشيشكلي بصفته عميل أمريكا، وضد الاتحاد السوفيتي. وحيث أن القوميين السوريين هم يمثلون الفكر الاستعماري فالشيوعيون ضدهم، وسجنوا كما سجن البعثيون. والإمبريالية تحكم سورية ولا بد من إسقاطها، والاسم الشيوعي التاريخي الوحيد الذي برز في المسلسل هو خالد بكداش الاهتمام بحركة مصدق في إيران بصفته ضد الاستعمار الإنجليزي وعملائه.
والشيوعيون ذوو أخلاقيات عالية، فلا يسمح للرفيق الحزبي عزو أن يمضي مع رفيقته الحزبية إلى السينما. وسيعاقبان لهذا التصرف غير المنضبط. والشيوعيون يصومون. وكل ما يذكر عن كفرهم هو دعاية استعمارية رجعية، هم الذين ينصرون الفقراء.
5 - القوميون السوريون:
اختلفوا عن الشيوعيون والبعثيين بأنهم بقوا من أنصار الشيشكلي، ويدافعون عن نظامه إلى أن صار رئيساً للجمهورية. وتخلى عنهم، وأبعد عن السياسية. لكن ضباطه لا يزالون في الجيش ولهم تنظيمهم المستقل حيث ألقيت الأضواء على جورج عبد المسيح. وكيف أزيح عن قيادة الحزب. ونجح عصام المحايري بدلاً عنه. وتبقى سهام القناديلي مؤمنة بأفكار الحزب ومبادئه إلى أن استمعت قيادة البعث إلى وشاية فيها من سهى الطباع التي دخلت مجدداً في الحزب وجمد على أثرها نشاط سهام لشهرين. حيث ضعفت واهتزت ثقتها لحد ما بقيادة الحزب إن لم تفقد مبادئه.
6 - الشخصيات التي تمثل الحزب أو جماعة الإخوان المسلمين ثلاثة وهي شخصيات مهزوزة، فالأول والثاني سبق أن شهدناهما في الجزء الأول والثاني واللذان تدينا بعد دخولهما السجن والشخصية الثالثة شخصية جديدة هي شخصية وليد الطحان ذات أحكام صارمة ونزعة عدوانية ويظهر الإخوان من خلال المسلسل بالمظاهر التالية:
أ - علي الطنطاوي يكتب في الرسالة مؤيداً مصر ضد الاستعمار البريطاني. وسيد قطب يشير بنهاية الاستعمار.
ب - حل فرع الإخوان في سورية. مع بقية الأحزاب السياسية المناهضة للديكتاتورية.
ج - جريدة المنار التي يرأس تحريرها بشير العوف مؤيدة للنظام، لكن وليد يؤكد أنها لم تعد تمثل الإخوان.
د - تسريح الشيخ مصطفى السباعي من التدريس في جامعة دمشق.
هـ - الاهتمام بمصر وثورة محمد نجيب، وتأييد الثورة للإخوان، وإعادة محاكمة قتلة حسن البنا.
و - إذا كان الإخوان المسلمون لا يريدون العمل بالسياسة فليتقدموا ببرنامج وينزلوا إلى الساحة.
ز - بدء بروز جمال عبد الناصر، وتشبيهه بالدكتاتور الشيشكلي، ومقالة أحمد حسن الزيات في مجلة الرسالة عن حسن البنا في الثناء عليه فهو فكرة مصونة ومبدأ لا شخص.
ج - تبدأ الثقة بعبد الناصر الذي يتكلم بالقومية العربية ويقول وليد إن الثورة من الإخوان. ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر، وحسن الهضيبي المرشد العام مع الثورة المصرية.
ط - ينتقدون مقال علي الطنطاوي في الثناء على النظام الرئاسي وأنه نظام إسلامي، وهو تأييد مبطن للدكتاتورية.
ي - مجلس قيادة الثورة المصري يقرر إعدام إبراهيم عبد الهادي -عدو الإخوان- ويخفف القرار للأشغال الشاقة.
ك - جريدة بوسطن بوست الأمريكية تهاجم الإخوان المسلمين، وتقول إن محمد نجيب سيقضي على أكبر حركة رجعية في العالم الإسلامي.
ل - مجلس قيادة الثورة في مصر، يقصي نجيب. ويستلم عبد الناصر رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس قيادة الثورة كما فعل الشيشكلي. لكنه، نمر يحارب الإنجليز، رفع العلم المصري بعد معاهدة الجلاء، يتحدث بالقومية العربية.
7 - الأحزاب الأخرى، الشعب، الوطني. أحزاب تقليدية ذات مصالح, لكن الكبار أمثال شوكت القناديلي ولطفي الدلال يثقون بهم لأنهم حاربوا الاستعمار. والحديث عن معروف الدواليبي الذي صرح - وهو من قادة حزب الشعب - وأنه يفضل أن تكون سورية جمهورية سوفيتية غير تابعة لأمريكا. والتعاون مع الحزب الوطني أقل خطراً من التعاون مع حزب الشعب الذي يريد الوحدة مع العراق ونوري السعيد. لكن المسلسل بقي يعرض أن الذين تعرضوا للاضطهاد والسجون والملاحقة هم البعثيون والشيوعيون فقط. منهم أصحاب النضال الوطني.
المرحلة الثانية:
سورية بعد سقوط الشيشكلي إلى مقتل عدنان المالكي من 1953 - 1955، الجديد في هذه المرحلة ما يلي:
1 - عودة حزب الشعب والحزب الوطني للحكم. وعودة هاشم الأتاسي لرئاسة الجمهورية كما كانت قبل انقلاب الشيشكلي. وصبري العسلي يشكل الوزارة، وبروز القوتلي من جديد وهو الذي كان مقيماً في مصر، والظاهر تأييد الثورة المصرية له. وعودته لسورية للمشاركة في الحياة السياسية.
2 - ابتداء تشكل كتلة خالد العظم المنافس للقوتلي. وفتح خطوط له مع البعثيين والشيوعيين والمستقلين من أجل خط تقدمي لسورية ضد أمريكا والرجعية. مع أنه من أكبر الرأسماليين في سورية لكنه يصرح، لا مانع عنده أن يأخذ ثورته الشيوعيون في بلاده على أن تأخذها أمريكا. وفشل قيام حكومة قومية تشرف على الانتخابات وتشكيل حكومة حيادية يرأسها سعيد الغزي.
3 - بدء التركيز بشكل كبير على شخص عدنان المالكي الذي صار رئيساً للشعبة الثالثة, وهو البطل القومي التقدمي الذي حارب في فلسطين, وهناك تل سمي باسم تل المالكي لأنه هو الذي حرره. ورغم أن أفكاره وأفكار الحزب واحدة. وأخوه رياض المالكي من قيادة الحزب. لكن مصلحة الجيش عنده فوق أي مصلحة. وهناك تيار تسنده الرجعية والقوميون السوريون يشوهون شخصيته. وأنه يريد أن يقوم بانقلاب بعثي لتفريق كلمة الجيش وإضعافه وبث الخلافات في صفوف الجيش.
4 - الأحزاب تخوض الانتخابات، في دمشق الأول خالد العظم، الثاني. سهيل الخوري ابن فارس الخوري، الثالث خالد بكداش. أما من حيث الكتل. فأكبرها كتلة خالد العظم، كتلة حزب الشعب. كتلة حزب البعث. التعاوني مقعدين، بعض أفراد من الإسلاميين، لأن الشعب لا يثق بهم. وشوكت القناديلي ينتخب كل القيادات. عبده الزيات (مرشح حارته) خالد بكداش، محمد المبارك، صبري العسلي، خالد العظم، رياض المالكي، وعدنان المالكي يريد انتخابات نزيهة ولم يتدخل لصالح أخيه رياض.
5 - عدم إمكانية قيام حكومة قومية. فكلف فارس الخوري بتشكيل وزارة، السيطرة فيها للشعبيين. وبدأت ملامح حلفين على الساحة. حلف بغداد مع تركيا تسنده بريطانيا. وحلف عربي. غير أن الدكتاتور عبد الناصر وإعدامه لقيادات الإخوان المسلمين ولجوء بعضها إلى سورية، جعل التقارب ضعيفاً بين مصر وسورية. لكن القومية العربية لعبد الناصر مهمة. وشوكت القناديلي عندما بلغه محاولة اغتيال عبد الناصر قال: الله يكسر أيديهم. عبد الناصر وجه عربي. نفس عربي، أخرج الإنجليز من مصر، مع أن جريدة البعث انتقدت اتفاقية الجلاء مثل الإخوان. وهي تجر البلاد العربية إلى معاهدات. وعبد الناصر يصرح: أخطر الأعداء الشيوعيون الذين يخدمون دولة خارجية. والإخوان الذي يريدون الوصول للحكم عن طريق الاغتيالات. وليد الطحان ممثل الإخوان في المسلسل يهدد: الذي يحارب الإخوان يجب أن يعرف أن مصيره مصير النقراشي.
6 - تشيكل حكومة جديدة يرأسها صبري العسلي يشترك فيها الفئات المتعددة. ويشارك فيها خالد العظم وزيراً للخارجية. ويتقدم بمشروع اتفاق عربي (سوري، مصري، سعودي) وآراء عدنان المالكي التي تمثل آراء الحزب: لا أحلاف مع الغرب، الجيش السوري للعرب جميعاً، السياسة الخارجية لوحدة العرب، الداخلية لمحاربة الرجعية، ورفض سورية لحلف بغداد. والعمل على كسر احتكار السلاح، وإظهار الإخوان أنهم إرهابيون.
7 - افتتاح كلية الشريعة. كلها كلية مشايخ يدرس فيها، معروف الدواليبي، علي الطنطاوي، مصطفى الزرقا، محمد المبارك، وعميدها الشيخ مصطفى السباعي. ورغم أن الكتلة الإسلامية تدعو إلى التقشف من أجل فلسطين، وهذا يلتقي مع أفكار البعث إلا أنهم جاؤوا بحديث ساخر عن الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق الذي يدعو للتقشف. فقال له أحد النواب ساخراً:
ابدأ بنفسك والبس اللبادا=واركب حماراً فارساً نقادا
وإذا دعيت لحفلة مرموقة=فاركب عليها فارساً وجوادا
8 - ينتهي المسلسل بتخطيط القوميين السوريين أعداء الأمة العربية لاغتيال عدنان المالكي من رقيب قومي في الجيش السوري. والهدف من اغتياله، قتل الأمل في نفوس السوريين، زعزعة سورية لتنقاد لأحلاف الغرب. تمزيق الجيش السوري إلى كتل ليصبح ضعيفاً أمام إسرائيل. ويؤكد المالكي قبل مقتله أنه لا يؤمن بتسريح أي ضابط سوري مهما كان اتجاهه، فالجيش للجميع وتسريح غسان جديد إنما من قبل الأركان ولا علاقة له بذلك. في الوقت الذي يبرئ الحزب القومي السوري من دم المالكي. ويقول فارس سليم مقسماً بشرفه ومعتقده أن الحزب بقيادته العليا لم يقرر قتل أحد. وإنما هو تصرف شخصي من جورج عبد المسيح.
وأخيراً: أهم إيجابيات المسلسل:
أنه يتحدث عن الديمقراطية، والتعددية السياسية، والحريات، ومحاربة الدكتاتورية، في قلب النظام البعثي الأحادي المفروض على الشعب، والذي ألغى الآخر، ومما يقوله النظام عن نفسه في تبرير بقائه، هو ما يقوله الشيشكلي عن نفسه، وهذه مجموعة من المبادئ. هي التي تطالب بها الأمة في سوريا اليوم أو لا ندري هل يقصد كاتب الحوار ذلك أم لا. فإن كان يقصده فهي له في محاولة لقول كلمة حق في وجه الطغيان، وإن كان لا يقصده وهو أعمى يبرر للحزب كل شيء، فلا شك في أن أكبر كلمة قيلت في عهد الشيشكلي وطغيانه، لا تعادل أقل كلمة يمكن أن تقال في عهد الأسد والبعث الذي حكم بانقلاب عسكري ولم يستمر ثلاث سنوات إنما استمر أكثر عشرة أضعاف ذلك الزمن، ثلاثين عاماً ولا يزال قائماً إلى الآن, وعلى كل الأصول. فنسوق إلى النظام القائم اليوم. كلمات الحزب في عهد الدكتاتورية:
1 - حزبنا حزب انقلابي اشتراكي يطالب بانتخابات نزيهة.
2 - أي عهد مرهون بقاؤه بحرية شعبه.
3 - شعبنا كله ضد الظلم. ويقول المالكي: الإيمان بالديمقراطية والعروبة كاف للاعتقال.
4 - إعادة الحريات السياسية، وإعادة التعددية السياسية.
5 - للمالكي: كل واحد يأتي مع الانقلاب ليقول: أنا الأوحد. نحن نريد ديمقراطية وأحزاب.. شعبنا في سورية لن يسكت على ضيم.
6 - الدعوة إلى ميثاق عمل وطني لإسقاط الدكتاتور من كل القوى السياسية.
7 - مؤتمر قومي موسع للحزب، ودعوة القيادة لدخول الوطن. وتشكيل جبهة وطنية لإسقاط الدكتاتور الشيشكلي.
8 - تطوير الثورة لتكون المسمار الأول بنعش الدكتاتور.
9 - المطالبة من الانقلابيين وعلى رأسهم مصطفى حمدون:
تنحي الشيشكلي، إقصاء الجيش عن الحكم، تسليم الحكم للشعب تسليماً كاملاً.
10 - سنتان كاملتان وشعبنا يتصدى للدكتاتور. لن نسكت حتى نطيح به.
11 - الشيشكلي عندما سمع نبأ انفصال حلب. أنا اللي عملت للشعب كرامة.
12 - نريد حكم ديمقراطي شعبي، حتى يأخذ العمال والفلاحون حقوقهم.
13 - لا يمكن أن أدعم أخي. وأنا أريد انتخابات نزيهة.
ونذكر أخيراً أن الشيشكلي إنما قام بانقلابه بالاتفاق مع أكرم الحوراني. وعندما اختلفا عاد الحوراني وحزبه يتحدثون عن الحرية والديمقراطية والأحزاب والتعددية السياسية.
يتبع