قطوف الفن زمان ..

٭ كنت أعلم جيداً أن الشاعر الراحل سعد الدين إبراهيم عليه الرحمة كان في إستطاعته أن يكتب الأغنية التي طلب منه الفنان محمد وردي استكمالها في أقل من دقايق، ولكن الذي أعرفه في سعد الدين أنه تعود أن يكتب الأغنية النابعة من إحساسه هو وليس من إحساس الآخرين وكان يقول لي دائما إن الشاعر المقتدر عليه أن يصبر على كتابة الأغنية حتى يخرج بها على الناس عروساً، ويؤكد أن الشعراء الذين يستعجلون كتابة الأغنية المصنوعة إستجابة لرغبة عدد من زملائهم الفنانين ،إنما يظلمون أنفسهم لأن في ذلك انتقاصاً كبيراً لتاريخهم الإبداعي ، أذكر مرة أنه لم ترق له كتابتي لأغنية (المنقة) فهاتفني قائلاً بالأمس كتبت (العنبة) وبعدها (المنقة) فمتى يحين دور (الجوافة الخضرا وقيافة) ، ثم أغلق الهاتف ضاحكاً لنلتقي في اليوم التالي لنتناول الإفطار معاً كأن شيئاً لم يكن.

٭ تعرض الموسيقار ناجي القدسي إلى خدش بسيط من كلب على الطريق أثناء زيارة قام بها للفنان سيد خليفة ، أصر عليه سيد أن يراجع طبيباً باعتبار أن الكلب قد يكون مسعوراً ، إلا أن ناجي رفض ذلك ، وفي المساء ذهب كعادته لدار الفنانين ليدخل في مشادة كلامية مع الأخ عازف الإيقاع محمد المزارع فاشتعل ناجي غضباً جعله يضع (عضة) بأسنانه على كتف المزارع الذي هرع فوراً إلى المستشفى بعد أن علم أن ناجي قد تعرض إلى (عضة) من كلب ، وعاد ليجد أن جميع زملائه الفنانين يتندرون عليه وهم يناشدونه أن يبقى بعيداً عنهم حتى لا تصيبهم عدوى السعر.

٭ وجهت إحدى الإذاعات المعروفة ملامة لإحدى المذيعين العاملين بها لأنه ارتكب في نظرهم خطأ يحسب عليه لتقديمه أغنية (نجمة نجمة) والوقت حينها نهاراً ، بدلاً من أن يقدمها ليلاً ، اعتقد أن لجنة المساءلة التي شكلت لمحاسبة هذا المذيع لو كانت تعلم أنني كتبت أغنية (نجمة .. نجمة) في منتصف النهار وكتبت أغنية (الصباح نوَر) في منتصف الليل لما قامت هذه الإذاعة بمساءلة هذا المذيع.

٭ أثناء إذاعة المذيع أحمد قباني لنشرة الظهيرة بإذاعة أم درمان لاحظ أن عقرباً صغيرة دلفت إلى داخل الاستديو متجهة إليه فاصيب بما يشبه الارتعاش وهو يجاهد في إكمال قراءة ما تبقى من أخبار ، ثم بدأ الإرتعاش يتحول إلى ما يشبه الخوف المتصاعد مما جعله يفكر في التوقف عن قراءة النشرة والنجاة بجلده من لدغة عقرب مؤكدة ،إلا أنه تذكر أن المدير العام للإذاعة السودانية آنذاك التاج حمد سيرمي به إلى خارج حوش الإذاعة ، وفجأة استراحت أنفاسه حينما رأى تلك الجميلة الصفراء تغادر إلى الخارج.

٭ حين وصلت الأخبار للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن أحد الأشخاص كان يردد دائما أن الفنانة الكبيرة أم كلثوم كانت من أكثر الموالين للملك فاروق، بل كانت الفنانة المفضلة لدى كل الأسرة الملكية ، أمر عبد الناصر باستدعاء هذا الشخص ، وبمجرد أن مثل أمامه نظر إليه الرئيس باحتقار شديد وقال له : عليك أن تعلم جيداً أن كل مواطن يتعرض للست أم كلثوم بشيء من الأذى يحسب عليه ذلك خيانة للشعب المصري.

* هدية البستان

أستاذة عالية منازلا دايرة الشمس بتنزلَا

كما قلت مرة أغازلا بس خفت يمكن أزعلا

اخر لحظة

وسوم: العدد 685