للأمانة اسم آخر !
قبل أسابيع توفي المهندس "حسنين" الذي كان واحداً من أعز زملائي، بل كان عزيزاً على كافة الزملاء محبباً إلينا كلنا في الجمعية الخيرية التي هو عضو معنا فيها، لما كان يتمتع به من دماثة في الخلق، وتفاني في العمل على حساب وقته وأسرته وماله، حتى إننا اتفقنا على تغيير اسم الجمعية وإطلاق اسمه عليها تخليداً لذكراه الطيبة ومساهماته في دعم الجمعية بماله وجهده ووقته .
أمس .. فوجئت بحقيقة صادمة ..
فقد اكتشفت بالمصادفة وأنا أتنقل بين مواقع التواصل الاجتماعي أن "حسنين" قد انتحل اسم "الدبور" واستخدمه على صفحات الفيسبوك، وراح ينشر فيها سيلاً من الأكاذيب ضدي وضد بقية الزملاء في الجمعية !
في البداية لم أصدق ما رأيت وما قرأت، وحاولت إقناع نفسي أنني واهم وأن هذا الدبور ليس المرحوم حسنين، غير أن الحقيقة الصادمة ظلت تلاحقني بقوة مؤكدة لي أن هذه المنشورات من اختلاق الدبور حسنين الذي لم يجد حرجاً بذكر اسمي الصريح وأسماء بقية الزملاء، وراح يكيل لنا سيلاً من التهم المزوجة بكلمات تقطر بسموم قاتلة، هدفها تشويه سمعتنا، وتبييض صفحته !
· فكان جوابي :
أني تعوذت من الشيطان الرجيم، وقمت من فوري فتوضأت وصليت ركعتين دعوت ربي بعدهما أن يغفر لهذا الدبور؛ وجلست أفكر بما جرى، وأحاول تفسير هذه الظاهرة التي ينقلب فيها الإنسان إلى شيطان مريد لا يتورع عن ارتكاب أكبر الآثام، حتى وهو عضو في عمل خيري يبتغي وجه الله ؟! فوجدت أن هذه الظاهرة ليست بدعاً في حياة البشر، فقد أشار لها الخالق عز وجل في آيات عدة منها قوله تعالى : "وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا" سورة النساء 81 . وقوله تعالى : وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ" سورة البقرة 14 .
فتوكلت على الله، وعاهدت ربي أن لا أكون دبوراً أبداً .
وسوم: العدد 785